| كتب غانم السليماني |
> ترحل «حوط» سكراب أمغرة الشهير، بعتادها وعمالها غدا إلى النعايم، تاركة وراءها جسدا منهكا منذ سنوات... جسدا تجرع الزيوت والمحروقات، وتحول إلى بقع سوداء من المركبات المهشمة، وغرف الكيربي، أو التي تكون في بعض الاحيان أوكارا لتعاطي الممنوعات وتخزينها، فضلا عن ليل مرعب لما فيه من غابة حديد موحشة.
> وتحط تلك القسائم رويدا رويدا، وعلى طريقة الطيور المهاجرة في أسراب متتالية، تحط أولى دفعات أشلاء السيارات المحطمة في سكراب النعايم الجديد غدا، تنفيذا لقرار الهيئة العامة للصناعة في هذا الشأن، وذلك في عملية «شيل وحط» أشبة بالعملية الجراحية لاستئصال ورم من جسد أمغرة المنهك منذ سنوات.
> «الراي» زارت «السكراب» قبل قرابة 48 ساعة من رحيله، وكانت المفاجأة أن بعض العمال والمحال تمارس أعمالها بشكل اعتيادي، ولا يهتمون كثيرا بقرار الإزالة الذي ستنتهي مهلته غدا.
> ويختلف المشهد على أرض أمغرة تماما عن القرارات الورقية والخطابات التحذيرية التي شددت على ضرورة تنفيذ قرار الهيئة العامة للصناعة لنقل السكراب إلى النعايم، حيث بدأ المشهد اعتيادياً في أروقة أمغرة، والبيع والشراء مستمر، والعمال يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، وكل ذلك مع اقتراب موعد الإزالة، وبدا أن الاغلبية في «أمغرة» متشبثة بسكرابها، إلا ان ثمة «حوط» أغلقت، واقتصت الحق من نفسها ورحلت تنفيذا للقرار، وخوفا من العوقب القانونية، وبعض العاملين في سكراب أمغرة عبروا عن عدم رضائهم عن قرار النقل إلى النعايم البعيدة، ما يهدد بقطع أرزاق الكثير منهم، معتبرين أنهم يدفعون ثمن صراع سياسي هم بالطبع ليسوا طرفا فيه.
> من جانبه، قال محارب السويلم، «قرار النقل ظالم ويهدد حياة العمال البسطاء، فالسكراب الذي يعاني سوء التخطيط والتنظيم وانعدام البنية التحتية، يؤدي الغرض المطلوب منه».
> واضاف السويلم، «عملية النقل مكلفة، وستنعكس على المواطنين سالبا، وسيتأثر العمال كون أن الغالبية العظمى منهم يقطنون في مناطق قريبة من أمغرة»، موضحاً أن «الحكومة تتحمل السوء الذي حل في أمغرة، لانها لم توفر مدناً عمالية وأماكن ترفيه وخدماتية وأسواقاً في أمغرة للعمالة».
> من جانبه، قال كمال مرادي، «البلدية ووزارة التجارة تقومان بشن حملات تفتيشية مفاجئة على مخالفي الإقامة والعمالة السائبة الذين يسببون مشاكل لاصحاب الحوط، حيث زادت سرقات السيارات»، لافتا إلى أن السكراب يوفر قطع غيار السيارات للمواطن البسيط، ونقله إلى النعايم سيمنع العديد من الزبائن من الحضور وشراء قطع الغيار لبعده عن الموقع الحالي، وبالتالي سيصبح هناك تكدس للسيارات لعدم قدرة اصحاب الحوط على شراء سيارات لاستخدامها كقطع غيار».
> وطالب مرادي، باجراء تنظيم سريع لسكراب أمغرة، بدلا من نقله، أسوة بسكراب الأدوات المنزلية في منطقة الري، التي قامت البلدية بتنظيمه وإنشاء البنية التحتية له، ووفرت المطاعم والمقاهي والمساجد بفرضها الرسوم على دخول السيارات، إضافة لوجود نقاط أمنية بداخله وشركات حراسة.
> وقال يعقوب صرخوه، إن «السكراب الحالي يسهم في تنفيع أصحاب التراخيص التجارية فقط»، موضحاً أن ما يشاع عن بعض العمالة الذين يقبلون شراء السيارات المسروقة وبيعها بعد تفكيكها، أمر غير صحيح وليس مقبولاً، باعتبار أن هناك توجيهات من وزارة الداخلية تفيد بعدم شراء أي سيارة سكراب، إلا بعد التأكد من تسقيط أوراقها لدى الجهات المعنية».
> وحمل صرخوه، المصانع المجاورة للسكراب مسؤولية الحرائق المتتالية التي على اثرها ارتفعت وتيرة المطالبات بنقله إلى موقع آخر، مبيناً أنه من الظلم أن يشمل الجميع بهذا القرار، كما أن معظم الحرائق التي تحصل في المصانع تكون بهدف تحصيل تعويض من قبل الحكومة، مناشدا الحكومة أن تتحمل تكلفة نقل السكراب، متسائلاً عن سبب عدم إمهالهم فترة كافية لتعديل أوضاعهم؟.
> وقال أحد سكان منطقة سعد العبدالله، جاسم الخالدي، إن «قرار نقل سكرابي السيارات والخشب من موقعهما الحالي إلى الموقع الذي خصصه المجلس البلدي في منطقة النعايم قرار صائب»، مشيرا إلى أن «بطء تحرك الحكومة بأجهزتها لحل أزمة سكراب أمغرة والمناطق المجاورة له، خصوصا بعد تكرار مسلسل الحرائق في السكراب والمصانع القريبة من منطقة سعد العبدالله، أمر غريب».
> وأضاف الخالدي، «قد لا تنفذ الحكومة وعدها بنقل السكراب رغم أن المجلس البلدي خصص موقعاً موقتاً للسكراب في النعايم بجانب الموقع الدائم المقرر تجهيز بنيته التحتية وسنرى الموعد النهائي غدا».
> وتابع ان «منطقة أمغرة ساقطة أمنياً وبيئياً وأن المطالبات بنقل السكراب لم تأت من فراغ، بل بغرض إنقاذ المواطنين الذين عانوا الأمرين بسبب إهمال الحكومة تجاه حل قضيتهم»، مطالباً الجهات الحكومية باتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع وقت ممكن، «فالحل له شقان حل سهل تنفيذه وهو نقل وترحيل السكراب، وحل صعب وهو بقاؤه وتكرار مسلسل المصائب».
> وقال جمعان الماجدي، إن «الحرائق المتكررة التي يشهدها سكراب أمغرة تتم بطرق منظمة وبنوع من الحرفنة، تقوم بها أطراف معينة بهدف الاضرار بالمواطن».
> واضاف «يجب على بلدية الكويت تفعيل قرار المجلس البلدي بترحيل السكراب إلى موقعه الجديد، وإلا ستكون هناك وقفة من قبل الاهالي»، مؤكداً أن الحكومة عاجزة عن حل القضية وتتهرب من مسؤولياتها.
> وزاد الماجدي ان «معاناة أهالي منطقة سعد العبدالله بيئياً وصحياً وأمنياً كبيرة جراء هذا السكراب»، مشيراً إلى أن مشكلة حرائق أمغرة تجاوزت في عام 2012 ما يزيد على 70 حريقا، أغلبها مفتعل بموجب بعض التقرير التي وصلت من إدارة العامة للإطفاء.
> وطالب الحكومة بالتحرك لإيجاد حل لتلك المشكلة، «بعد أن ساد الرعب بين أهالي المنطقة، ولا ننسى أن نشير إلى قرب سكراب السيارات من بعض مدارس البنات والتي لا تبعد 20 مترا فقط».
> من جانبه، قال فهاد الحسيني، إن «سكان سعد العبدالله يعانون من عمل السكراب، كون أغلب الحوط تستغل استغلالاً سيئا».
> وأفاد الحسيني، بأن القانون يطبق على المواطن فقط، ولا توجد رقابة على الحوط في منطقة أمغرة، مبيناً أن أبسط الأمور سحب الكهرباء من القسائم التي ترتكب أي مخالفة للقوانين المعمول بها في بلدية الكويت أو التجارة.