أخبار عاجلة

سيوف الرجال و«هوشات» النساء ... تشعل حروب «الواتس اب»

سيوف الرجال و«هوشات» النساء ... تشعل حروب «الواتس اب» سيوف الرجال و«هوشات» النساء ... تشعل حروب «الواتس اب»

| كتبت بشاير العجمي |


> بصوته الخفيض وموسيقى تنساب بالماء في الخلفية يثير الشيخ «سمحان» موضوعاً مهما في برنامجه الإذاعي فيقول «موضوعنا اليوم يا إخوان ظاهرة، ظاهرة للعيان، غنية عن البيان. ففي زمن تطورت فيه فنيات الاتصال، صارت صلاتنا مسجات، ومشاعرنا «تويتات»، وايامنا «كما شاهدتها دول» بين مسرات وإساءات يكتبها بعضنا لبعض في «توبيكات الواتس اب».
> وعلى قاعدة: أن إذا ساء فعل المرء ساءت «توبيكاته»، يلوم الشيخ بعض الأخوات المنشغلات بالعداوة عبر الكتابات.
> ومن «حماوات» الى «خالات» إلى عمات، دارت الاشتباكات بين مستمعات الشيخ وشاكراته ومعضداته. وبابتداع الأقوال ومع اختلاف الآراء يبقى الود في «التوبيكات»... قضية.
> ابتداءً بالدعاء بالهداية، وانتهاءً بالدعوات إلى توسعة الطب النفسي ليستوعب المرضى، تدور التعليقات والتعقيبات على حروب تدار بالنيات في صفحات «القروبات» العائلية، وبجانب أسماء الصديقات. الصديقات والقريبات لهن نصيب الأسد من «النغزات» فدعاء «يمهل ولا يهمل» الروحاني الشهير تحول بقدرة «الكنه» المظلومة إلى وعد بالانتقام، والحماوات على الطرف الاخر من الهاتف يشغلن التحديثات بالاستغفار والتكبير.
> التحليل والتحليل المضاد واحياناً «الحقران» في فصول الحرب والسلام النسائية طالت الأراضي الرجالية كما تقول «بسمه». وتضيف: «حروب النساء الالكترونية ظواهر صوتية لا تتعدى العتب واللوم، أما الرجال فقرصتهم والقبر»!
> القبور والسيوف والنصال حاضرة كلها في «توبيكات» الرجال، حيث المعارك على أشدها بين الزملاء في المهنة، والمتنافسين، وحتى الخصوم السياسيين. فبين محذر بتوبيك «أنا صاحي لهم وعيني عنهم مش غافلة»!. ومؤكد بأن «الخيل والليل والبيداء تعرفني» ومتأثر لأن «الروس نامت والعصاعص قامت» بين هذا وذاك ضاعت صفقات، وتأججت خصومات، وتفرقت تحالفات.
> مناكفات المتخاصمين جارتها رسائل المحبين عبر الوسيط الأخضر «الواتس اب» لتتأجج خطوط التواصل شوقاً وانتظاراً. من «يا أجمل من سكن قلبي عمرني ودمرني» الى «تبغى الصدق» وصولاً حتى «على البال... كل التفاصيل». صور الحب والشوق الشعرية ينافسها صور وكتابات أسرية تأتي في سياق «تضبيط الأم» وتلميع الأب. ففي كل المناسبات يعلن «الواتسابيون» «أمي يا جنة دنيتي» وفي خانة التعريفات تكتب (الواتسبيات)... ربما أكون إنسانة عادية ولكنني بالتأكيد ابنة رجل عظيم».
> صور اخرى حملت عناوين العظمة والشموخ والانتصارات والهزائم نقلتها الحالة «الواتسابيه». فالبرتقاليون وبعدما ملأوا «التايم لاين» العنكبوتي بشعارات «الامة» و«الإرادة» يرفعون اليوم الاصفر في خلفية شعار «رابعة العدوية» ذي الاصابع الاربعة دعماً «للإرادة» وتقديراً «للصمود». وفي أنحاء أخرى من «واتس اب» ومن باب رسائل «الجارة للجارة» لا لون يعلو فوق الأخضر والأحمر و الأسود والأبيض تتوسطهم أو تتصدرهم صور الرموز الوطنية.
> برسالة تلو الرسالة على «الواتس اب»، وتجارب مستمعات الشيخ «سمحان» مع وميض اخضر صغير يجر «نغزة» فـ «»، فعداء، ثم انقطاع، يجري البحث والتحليل في ما وراء الكلمات، والإشارات، ربطاً بمعان في بطن «التوبيكات».

دليل مصر