كتب : أ ش أ منذ 35 دقيقة
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن نهاية الصراع الدائر في سوريا لا تزال بعيدة عن الأنظار حتى بعد قرار مجلس الأمن حول السلاح الكيماوي، ونوهت الصحيفة اليوم، عن أنه بعد مرور أكثر من عامين من الصمت إزاء الحرب الأهلية الطاحنة في سوريا، أخيرا توصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى اتفاق حول خطة تقضي بتخلي الأسد عن أسلحته الكيماوية، ورصدت ترحيب أمريكا وحلفائها، إضافة إلى حلفاء الأسد في روسيا بهذا الاتفاق الذي يعتبر بمثابة انفراجة دبلوماسية.
وأشارت الصحيفة إلى ما نص عليه القرار الذي اتخذ مساء أمس، من إلزام لنظام الأسد بالكشف الكامل عن ترسانته الكيماوية وتفكيكها بحلول منتصف العام المقبل، إلى جانب ما تضمنه من الحظر على هذا النظام مشاركة مخزوناته من غازي الخردل والسارين مع أصدقائه في جماعة "حزب الله" اللبنانية أو غيرها، وذكرت الصحيفة الأمريكية أن اختيار الاعتقاد في أثر الرقابة على الجهات المخادعة أمر جيد، ولكن الواقع يشير إلى غير ذلك وتدعمه بعض الملابسات الأولية؛ مشيرة إلى أن الإعلان الذي قدمته سوريا الأسبوع الماضي بشأن مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية وأنظمة الإرسال لم يكن كاملا بحسب بعض المصادر؛ ذلك أن النظام السوري كشف عن 32 موقعا بينما تعتقد الاستخبارات الأمريكية وجود نحو 50 موقعا.
ورأت "وول ستريت جورنال" أن أبرز مواقع الضعف التي تعتري قرار مجلس الأمن يتمثل في افتقاره إلى التهديد؛ مشيرة إلى خلو صياغته من أية إشارة عن تحميل أية جهة مسؤولية هجوم "الغوطة" الشرقية الشهر الماضي أو أي من الهجمات الكيماوية الأخرى التي بلغ عددها 13 هجوما، أما فيما يتعلق ببنود نزع السلاح، فإن الأسد يستطيع تنفس الصعداء، بحسب الصحيفة، ولفتت إلى أنه بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فإنه يحق لمجلس الأمن اعتماد تدابير عقابية، كفرض عقوبات أو شن هجمات جوية حال عدم التزام سوريا، ما لم ينص هذا القرار على غير ذلك.
وأشارت إلى وصف السفير البريطاني لهذا القرار بأنه ملزم وواجب النفاذ، كما رصدت تحذير السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة مما وصفته تبعات عدم الالتزام ببنود القرار.
ولكن ثمة توقعات بإمكانية لجوء الأسد إلى أسلوب المراوغة مع المفتشين أو حتى إلى شن هجوم كيماوي آخر، وقتها لن تجد الأمم المتحدة طريقا آخر سوى أن تعيد الكرة وتدعو إلى اجتماع جديد لمجلس الأمن، وهو ما يعني العودة مرة أخرى إلى نقطة البداية، بحسب الصحيفة، ونوهت "وول ستريت جورنال" عن معارضة روسيا ثلاثة قرارات تدين الأسد منذ 2011، وعن عزوف إدارة أوباما عن التحرك دونما غطاء أممي.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا القرار من الأمم المتحدة يأتي بمثابة تتويج لأسابيع ناجحة للأسد الذي جابه آخر القوى العظمى عالميا، وقالت إن نظام الأسد قد يتخلى عن أسلحته الكيماوية وقد لا يفعل، ولكنه على أي حال كسب متسعا من الوقت حتى يتمكن من الاستمرار في استخدام أسلحة إيران ومقاتلي "حزب الله" لإلحاق الهزيمة بقوات المعارضة.
ومن جانبهم، يعتبر المدافعون عن موقف الإدارة الأمريكية هذا الاتفاق بمثابة طريق إلى اتفاق سلام أكبر حول سوريا، وتقول الصحيفة في هذا الصدد إن التفاوض حول اتفاق سلام حول سوريا أمر مرغوب فيه، ولكن من الصعب تخيل مدى إقبال الأسد على أي نوع من التفاوض بعد تخلصه من مخاوف الهجوم الغربي، لاسيما في ظل اعتقاده هو وحلفاؤه في إيران بإمكاينة إحراز النصر.
ورصدت الصحيفة الأمريكية كيف أن قوات المعارضة تعتبر كل ذلك نصرا للأسد وخيانة من قبل القوى الغربية. وأشارت إلى انفصال 13 مجموعة قتالية عن قيادة المجلس العسكري السوري الأعلى المعتدل والذي يتخذ من تركيا قاعدة له، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، وسط توقعات بانضمام تلك المجموعات إلى مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول في ظل غياب التوجه إلى اتفاق سلام أكثر شمولا، يبدو أن استخدام الدبلوماسية حول الأسلحة الكيماوية لن يؤدي إلا إلى مزيد من التطرف على الجانبين.