كل شخص معرض للإصابة بجلطة دماغية فى أى مكان وزمان، وذلك بغض النظر عن عمره، فالجلطة الدماغية تأتى فجأة بدون سابق إنذار، رغم إمكانية ظهور بعض البوادر الدالة عليها، مثل الإحساس بوخز فى الذراعين، والساقين، أو الإصابة بصعوبة فى النطق، أو عدم الإحساس ببعض عضلات إحدى جهتى الوجه، لكن هذه الأعراض لا تُفسر دائما على أنها بوادر جلطة دماغية قادمة.
ذكر موقع " Deutsche Welle " أن عدد المصابين بالجلطة الدماغية فى ألمانيا يقدر بحوالى 200 ألف سنوياً، وتعتبر الجلطة الدماغية ثالث سبب رئيسى للوفاة فى الدول الصناعية، كما يتزايد عدد المصابين بها بشكل اضطرادى فى جميع أنحاء العالم.
فعلى سبيل المثال تضاعف عدد المصابين بالجلطة الدماغية فى الهند نحو الضعف فى غضون ثمانية أعوام فقط، ويعتبر مرض السكرى والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتوتر العصبى من بين الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بالجلطة الدماغية.
وأضيف أنه مع تزايد حالات الإصابة بالجلطات الدماغية فى جميع أنحاء العالم، أصبح الاهتمام ينصب على الدراسات العلمية الدولية التى تبحث فى سبل علاج الجلطات الدماغية.
وتعتبر ألمانيا من بين الدول التى استثمرت كثيرا فى مجال البحوث العلمية التى تناولت طرق علاج الجلطة الدماغية، كما يوضح ذلك البروفيسور يؤاخيم غورتر من مستشفى أسكليبيوس فى هامبورغ، ويقول إن ألمانيا حققت نجاحاً كبيراً فى مجال علاج الجلطات الدماغية خلال العشر سنوات الماضية.
وأشير إلى أن ألمانيا كانت مكان انطلاق مجموعة من الأبحاث التى بينت أنه فى حالات الجلطات الدماغية يمكن إجراء جراحة قطع القحف، حيث يتم تقليل الضغط على المخ من خلال فتح الجمجمة.
ويتم خلال الجراحة إزالة جزء من قحفة الجمجمة " غطاء الجمجمة " لمدة قصيرة، ثم فتح الجلد الصلب من جلد المخ الموجود فوق منطقة الإصابة بالسكتة الدماغية، وهو ما يتيح مساحة أكبر للمخ المتورم.
وعندما يتراجع التورم بعد ثلاثة أشهر أو أربعة، يتم إعادة قحف الجمجمة إلى مكانها، هذه الجراحة وسبل علاج أخرى، كانت ثمرة عدة أبحاث ودراسات أجريت بالأساس فى ألمانيا، وكان لها تأثير على كثير من الدلائل الإرشادية الطبية الدولية.