عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «تعجلوا في الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له» رواه أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «الحجة المبرورة ليس لها جزاء إلا الجنة» [رواه النسائي عن أبي هريرة].
وكان عبدالله بن المبارك يطعم أصحابه في الأسفار أطيب الطعام وهو صائم وكان إذا أراد الحج من بلده جمع أصحابه وقال: «من يريد منكم الحج؟» فيأخذ منهم نفقاتهم فيضعها في صندوق ويغلقه ثم يحملهم وينفق عليهم أوسع النفقة ويطعمهم أطيب الطعام ثم يشتري لهم من مكة ما يريدون من هدايـا ثم يرجع بهم إلى بلده، فإذا وصلوا صنع لهم طعاما ثم جمعهم عليه ودعا بالصندوق الذي فيه نفقاتهم فرد إلى كل واحد نفقته.
عبادة السلف في الحج
ذكر الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ أن من أعظم خصال البر في الحج، إقام الصلاة، فمن حج من غير إقام الصلاة ـ لاسيما إن كان حجه تطوعا ـ كان بمنزلة من سعى في ربح درهم، وضيع رأس ماله وهو ألوف كثيرة، وقد كان السلف يواظبون في الحج على نوافل الصلاة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صلاة النافلة على راحلته في أسفاره كلها ويوتر عليها. فعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت. (متفق عليه).(والمقصود بالسبحة النافلة).
حذر السلف من الرياء والمباهاة:
ومما يجب على الحاج اجتنابه، وبه يتم بر حجه ألا يقصد بحجه رياء ولا سمعة ولا مباهاة ولا فخر ولا خيلاء، ولا يقصد به إلا وجه الله سبحانه وتعالى ورضوانه، ويتواضع في حجه ويستكين ويخشع لربه. وقد كان السلف ـ رحمهم الله ـ شديدي الحذر من أن يدخل في عملهم شيء من الرياء أو حظوظ النفس، لأنهم يعلمون أن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه صوابا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» [رواه مسلم].
ولذلك لما قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: ما أكثر الحاج قال: ما أقلهم
وقال شريح القاضي: «الحاج قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير، ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه».
وليس على كل الوجوه قبول وجوه عليها للقبول علامة.