بدأ خبراء الأشعة فى ألمانيا فى التعويل بشكل متزايد على الموجات فوق الصوتية وأشعة الرنين المغناطيسى بدلا من الأشعة السينية حتى فى فحص كسور العظام لدى الأطفال، بهدف تجنب مخاطر الأشعة السينية.
وفى معرض إشارته لذلك، قال هانز يواخيم مينتسل، رئيس قسم أشعة الأطفال فى مستشفى "يينا" الجامعى بألمانيا فى مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم الأربعاء، أن دراسات أظهرت أن "الأطفال أكثر تعرضا لمخاطر الأشعة المقطعية من البالغين وأنهم ربما أصيبوا جراء هذه الأشعة بسرطان الدم أو أنواع أخرى من السرطانات"، مضيفا أن من بين هذه الدراسات دراسة أسترالية شملت أكثر من 680 ألف شخص أجروا أشعة مقطعية فى مرحلة الطفولة أو البلوغ.
وأشار الخبير الألمانى إلى أن هؤلاء الأطفال أصيبوا بمرض سرطانى بنسبة وصلت إلى 24% أكثر من أقرانهم من الكبار عند إجرائهم الأشعة المقطعية وفسر ذلك بأن الخلايا تتكاثر لدى الأطفال بشكل أسرع منه لدى البالغين وإن التعرض لهذه الأشعة يمكن أن يتسبب فى حدوث خطأ "يشبه الخطأ الذى يمكن أن ترتكبه حائكة التريكو سهوا، مما يتسبب فى نشأة خلايا مريضة تكون هى المسئولة عن الإصابة بأمراض سرطانية".
وقال مينتسل: "الجسم السليم قادر غالبا على التخلص من مثل هذه الخلايا المريضة، ولكن كلما تكرر تأثير هذه الأشعة، كلما تزايد احتمال عدم إمكانية الجسم التخلص من هذه الأخطار، كما أن الأطفال يحملون الصفات الوراثية التى سينقلونها إلى الجيل القادم، ومن الممكن أن تحدث لديهم أضرار فى هذه الصفات".
وأوضح مينتسل أنه من الممكن استخدام أشعة الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسى بدلا من الأشعة السينية لتفادى هذه الأضرار "ولكن علينا أن نعلم أن الأشعة المقطعية ترتبط بمخاطر إشعاعية كبيرة، نحاول بشكل عام عدم اللجوء للأشعة السينية والأشعة المقطعية، ونستخدم بدلا من ذلك أشعة الموجات فوق الصوتية وأشعة الرنين المغناطيسى مع الأطفال بشكل خاص، حيث يمكن فحص الأطفال (من أصابع قدميهم إلى شعرهم) بشكل تام باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية، باستثناء مواضع قليلة لا يمكن الوصول إليها بهذه الأشعة مثل الرئتين".