علامات التجارية
وبحسب وقائع الدعوى التي اطلعت عليها «الوطن»، فإن الشركة تقدمت إلى الهيئة طالبةً تسجيل علامة تجارية لها والتي تضمنت عبارة «Umm Al-Qura» لكن الهيئة وبعد دارسة الطلب، اعتذرت عن تسجيل العلامة، مسببة اعتذارها بأن العلامة تنطوي على صبغة دينية ولا يمكن تسجيلها كعلامة تجارية، استناداً لنظام العلامات التجارية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلاً عن احتواء العبارة «Umm Al-Qura» على اسم جغرافي يترتب عليه مزايا أو سمعة تنسب أساسا إلى ذلك المنشأ.
رفض التظلم
تبعاً لذلك تظلمت الشركة أمام لجنة النظر في تظلمات العلامات التجارية خلال الأجل النظامي، وانتهت اللجنة إلى رفض التظلم، وتأييد قرار إدارة العلامات التجارية لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية، لتتجه الشركة عقب ذلك إلى المحكمة التجارية كونها صاحبة الاختصاص الولائي والنوعي، طالبة إلغاء القرار، ومقابل لائحة الدعوى تقدمت الهيئة بلائحة جوابية تضمنت دفوعاً موضوعية، تضمنت بالقدر اللازم أن الرموز الدينية والأماكن المقدسة تدخل ضمن نطاق النظام العام والآداب العامة، واستخدامها على البضائع أو المنتجات يؤذي مشاعر معتنقي الأديان التي تمثلها، حيث إن القداسة التي تتسم بها تلك الرموز تمنع استخدامها كوسيلة للبيع والشراء، فضلاً عن أن العبارة تدل اسم جغرافي مقدس وتسجيلها يعطي صبغة دينية وقيمة للمنتجات المطلوب وضع العلامة عليها وأن مصدرها مكة المكرمة، كما أن في تسجيل هذه العلامة احتكاراً لمصدر المنتجات وتسمية المنشأ، إذ إن وجود العبارة في مكون العلامة التجارية المرفوضة يؤدي إلى خلق انطباع لدى الجمهور بأن منتجات وخدمات هذه العلامة التجارية مرتبطة بذات المدينة، مما يترتب عليه خلق تضليل لدى الجمهور.
صحة القرار
وبعد دارسة الدعوى وتأملها، وجدت الدائرة أن العبارة «محل النزاع» تعد من الكلمات ذات الصبغة الدينية المحضة، واشتملت على اسم جغرافي قد يسبب لبسا لدى المستهلك العادي عن مصدر السلع أو الخدمات، فضلاً عن أن العبارة المتنازع عليها قد كتبت بخط كبير وباقي العلامة كتب بخط صغير جداً، وبالتالي لا يجوز أن يسجل بهذا الوصف كعلامة تجارية، وهو ما انتهت معه الدائرة إلى صحة قرار لجنة النظر في تظلمات العلامات التجارية، لتصدر حكهما النهائي المؤيد بقرار محكمة الاستئناف إلى رفض الدعوى.