كتب : خالد جمال ومحمد عبدالجليل وهشام أمين السبت 14-09-2013 10:10
تم تجاهل دور الجيش المصرى فى الأعمال الفنية، فى السنوات الأخيرة، سواء السينمائية أو الدرامية أو الغنائية، حيث لم تحصل القوات المسلحة على حقها فى نقل دورها الوطنى، الذى تقوم به فى الواقع المصرى، على الشاشة الصغيرة أو الكبيرة، باستثناء أقل من عشرة أفلام فقط، قدمت دورها البطولى فى حرب أكتوبر، أو حرب الاستنزاف، أو بعض الأفلام الكوميدية البسيطة مثل «إسماعيل ياسين فى الجيش» و«عبود على الحدود»، وغيرهما من الأعمال البسيطة، التى لا يمكن اعتبارها رصدا حقيقيا لدور القوات المسلحة، إضافة إلى بعض الأعمال الدرامية التى أشارت إليها بشكل سريع ضمن أحداثها.
والسؤال الآن: لماذا لم يظهر الدور الوطنى للقوات المسلحة فى الأعمال الفنية فى السنوات الأخيرة؟ وهل يلتفت المبدعون إلى هذا الدور فى أعمالهم المقبلة، خاصة بعد الدور الذى قامت به القوات المسلحة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حين حمت الثورتين وساندت الشعب المصرى فى ثورته ضد الأنظمة الحاكمة؟
عن هذا السؤال يجيب عدد من المبدعين.
عزت العلايلى: لا بد من تقديم أفلام عن الفترة الدقيقة التى نعيشها حالياً ودور القوات المسلحة فى 25 يناير و30 يونيو
فى البداية تحدث على عبدالخالق، الذى أخرج فيلم «يوم الكرامة» و«أغنية على الممر» وغيرهما، قائلاً: «بكل تأكيد لم تأخذ القوات المسلحة حقها فى السينما المصرية أو الدراما التليفزيونية، بالقدر الذى يتناسب مع وضع الجيش المصرى، الذى يملك فى سجلاته الكثير من البطولات والمواقف المشرفة، التى كان لا بد أن تلتفت لها الدراما والسينما خلال العقود الماضية، فالسينما على وجه التحديد لم تقدم بطولات الجيش المصرى، وأهمها حرب أكتوبر، بالقدر الكافى الذى يتناسب مع طبيعته كحدث، قام بتغيير شكل المجتمع، وكل ما قُدم فى هذا الصدد لا يمكن أن يوصف سوى بأنه إنتاج هزيل، على عكس ما تقدمه السينما الأمريكية والأوروبية التى قامت بتعظيم دور جيوشها وإنجازاتها، فلا يمر عام تقريباً فى أى من هذه الدول إلا وتجد هناك أفلاما تنتج عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، والبطولات والقصص الإنسانية المتعلقة بهذه الفترات، لدرجة أن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية تخصص ما يقرب من أربعة مليارات دولار، بصفة منتظمة، لدعم الأفلام الحربية، وهو بمثابة تشجيع للسينمائيين لتقديم أفلام عن الجيش الأمريكى وتصويره بأنه الجيش الذى لا يقهر، وأتصور أنه فى الفترة المقبلة لا بد أن تلتفت الدولة إلى ضرورة استغلال السينما كسلاح مهم لتصدير صورة مشرفة، تبرز الدور الحقيقى للقوات المسلحة فى الكثير من المراحل، خاصة فى الأعوام الثلاثة الماضية، والتى اقترنت بدور مهم للجيش فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، لكى يدرك أبناء الشعب الكثير من البطولات التى تتعلق بجيشه، وهذا فى حد ذاته أمر مهم على المستوى المعنوى، وأتوقع أن يتحرك خيال الكتاب والمخرجين فى الفترة المقبلة، لتقديم قراءات مختلفة للأحداث الثرية والمؤثرة التى جرت فى الشهور الماضية، ولكن ينبغى أن تجد هذه الأعمال دعما ومساندة مادية من الدولة».
ويتفق معه فى الرأى عزت العلايلى، الذى قام ببطولة فيلم «الطريق إلى إيلات»، حيث يقول: «دعم الدولة أمر مهم ورئيسى لتقديم مثل هذه النوعية من الأفلام، التى لا تحتوى على مقومات شباك التذاكر، بشكل يجعل منتجى القطاع الخاص يتحمسون لتقديمها، خاصة مع التكلفة الإنتاجية المرتفعة التى تحتاجها، وأذكر أنه فى أثناء تقديمنا لفيلم «الطريق إلى إيلات» أننا وجدنا مساندة قوية، مادية ومعنوية، من القوات البحرية، وأتصور أنه كان من المستحيل أن يخرج الفيلم بهذه الصورة وهذا المستوى المشرف إذا لم يتوافر هذا الدعم بالشكل الذى حدث، وفى الفترة المقبلة أتعشم أن تلتفت الدولة لأهمية تقديم أعمال عن القوات المسلحة وبطولاتها، وبالتحديد فى تلك الفترة الدقيقة من عمر الوطن، خاصة أنه توجد حالة من التجاوب الشديد بين الشارع المصرى والقوات المسلحة، بعد الدور المهم الذى قامت به فى سبيل إنجاح ثورتى يناير ويونيو، وفى رأيى أنه لو تحمست الدولة لتقديم عمل متكامل عن هذه المرحلة، سيكون له صدى قوى وطيب فى جميع أرجاء العالم، الذى ينظر بانبهار للشعب المصرى الذى نجح فى أقل من ثلاثة أعوام فى تغيير نظامين فاسدين، وفى الوقت نفسه سيساهم بنفى الصورة المغلوطة التى يقدمها أنصار «الإخوان» والرئيس المعزول عن الجيش المصرى، واتهامه بأنه قام بانقلاب على الشرعية المتمثلة فى محمد مرسى».
أما المنتج والسيناريست، ممدوح الليثى، الذى كتب سيناريو فيلم «المشير والرئيس»، فتحدث قائلاً: «هناك الكثير من السيناريوهات والمشاريع التى تتناول بطولات القوات المسلحة على مدار تاريخها، وتمت الموافقة عليها من الشئون المعنوية للقوات المسلحة، ولا تزال قيد التنفيذ، وأتصور أنه كى يتم تنفيذ هذه الأعمال بالشكل اللائق بالقوات المسلحة لا بد أن تتصدى الدولة لإنتاجها، من خلال قطاعاتها المختلفة، مثل مدينة الإنتاج الإعلامى وجهاز السينما وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة، مثلما حدث فى بداية التسعينات، حين قدمت من خلال قطاع الإنتاج فيلمى «حكايات الغريب» و«الطريق إلى إيلات» واللذين تم تقديمهما بعد توفير تسهيلات كثيرة من القوات المسلحة، فيما يتعلق بالمعدات وأماكن التصوير، الذى من الصعب على أى جهة إنتاج خاصة تحمل تلك التكاليف الباهظة، وعليه أعتقد أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة لو شاءت يمكنها تقديم أعمال كثيرة فى السينما والتليفزيون، بجانب الأعمال التسجيلية التى تقدمها، وذلك كما كان يحدث فى بداية الخمسينات عقب ثورة يوليو، حين ضمت الشئون المعنوية لها جمال الليثى ومصطفى كامل مراد وغيرهما من المبدعين، من أجل تقديم خدمات لجهات الإنتاج المختلفة، لكى تخرج أفلاما تمجد فى الثورة».
ويتحدث المنتج محمد حسن رمزى، عن الجيش فى السينما، قائلاً: «ما تم تقديمه فى السنوات السابقة منذ حرب أكتوبر 73 لا يتناسب على الإطلاق مع قدر وقامة القوات المسلحة، وفى رأيى أنه لا يوجد تقصير من جانب السينمائيين فى ذلك الصدد، وإنما المسئولية الأكبر تقع على عاتق الدولة، التى ينبغى أن تتصدى لإنتاج تلك الأعمال، ومساعدة المنتجين فى تقديم أعمال على مستوى عال من الجودة، حيث إن هذه الأعمال تحتاج لإمكانيات مادية كبيرة لا يتحملها أى منتج إلا لو دُعمت من جانب القوات المسلحة، وأعتقد أننا فى الفترة المقبلة، وبعد الدور الوطنى المميز للقوات المسلحة فى الأحداث الأخيرة على وجه الخصوص، ستظهر أعمال كثيرة تتحدث عن هذا الدور، ومن جانبى كمنتج أتمنى تقديم مسلسل طويل، مكون من مائة حلقة أو أكثر، يعرض الجوانب الإنسانية المضيئة فى حياة رجال القوات المسلحة، الذين يتحملون الكثير من المشقة من أجل حمايتنا وتوفير الأمن للبلاد، وأعتقد أن هناك مئات الملفات التى تصلح لتقديم أعمال كثيرة عن تضحيات أبناء القوات المسلحة وبطولاتهم، ولنأخذ من السينما الأمريكية درساً فى هذا الصدد، حيث يحرصون على تقديم عشرات الأفلام التى تظهر المقاتل الأمريكى وكأنه لا يقهر وتظهر ذكاء وعبقرية العسكرية الأمريكية».
محمد حسن رمزى: دعم الدولة لا بد منه.. ولنأخذ من أمريكا مثلاً فى دعمها للأفلام الحربية
هذا على مستوى السينما والدراما، أما على مستوى الغناء، فيقول الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى: «الجيش يعتبر عنصرا مهما من عناصر الشعب المصرى، ملقى عليه حمل ثقيل، لأنه منوط بحراسة الوطن، وأظن أن الأغانى الوطنية كانت تمجد الجيش فى معظمها، وكانت أناشيد بالفصحى تؤدى على إيقاع أشبه بخطوات الجنود، ثم شيئا فشيئا بدأت تتحرر من ذلك، وأمثالنا من الشعراء بدأوا يذيبون الفوارق والمسافة بين الشعب والجيش، خاصة حيث امتزج نضاله بالنضال الشعبى كما فى حرب 56 وملحمة بورسعيد، ولعل أغنية «والله زمان يا سلاحى» التى كتبها الراحل صلاح جاهين، وغنتها أم كلثوم، هى أغنية للجيش وسلاحه، كما أنها أغنية تحث على المقاومة الشعبية، وحين كتبت أغانى مثل «أحلف بسماها وبترابها» و«ابنك يقولك يا بطل هات لى نهار.. ابنك يقولك يا بطل هات لى انتصار»، وأنت لا تستطيع هنا أن تفرق بين الجيش والشعب، كما ذابت الفرقة التى كانت تترجم من خلال أناشيد الفصحى، وصار الأمر أقرب لعواطف الناس من خلال الأغانى. ولقد كتبت العديد من الأغانى للجيش فى احتفالات أكتوبر السنوية، ولكن للأسف كانت تذاع لليلة واحدة، أما الآن فنسمع فى الشارع تلك الأغانى التى تمجد الجيش أحيانا بشاعرية وهدوء وأحيانا بصوت عال، لأن الجيش لم يعد غريبا وصار قريبا إلى قلب الإنسان العادى، لدرجة أن أغنية «تسلم الأيادى» أصبحت تغنى الآن فى الأفراح، وهذا حباً واحتراماً للجيش إلى جانب الأغنية نفسها والشعبية التى حصلت عليها».
أما هانى شاكر والذى قدم العديد من الأغانى الوطنية للجيش، فيقول: «للأسف الأغانى الوطنية الخاصة بالجيش دائماً تكون رد فعل للأحداث، وذلك لأن الأحداث هى التى تحرك مشاعر الشاعر، فيبدأ المؤلف فى كتابة الأغنية أثناء الأحداث ويغنيها المطرب بنفس الدافع، لذا فإن هذه الأغانى تنجح، عكس الأغانى التى تطرح فى حالة الاستقرار، لأن الناس قد لا تشعر بها رغم أنها قد تكون أغانى جميلة، كما أن الأغانى الوطنية الخاصة بالجيش تعيش لسنوات طويلة، فهى التى تُذكر الناس بالأحداث التاريخية التى مرت بها مصر، لكن مع ذلك أرى أن الجيش المصرى لم يحصل على حقه فى الأغانى حتى الآن، كما أتمنى أن يتم دعم الأغانى والأوبريتات التى نغنيها للجيش فى الأعياد الوطنية على القنوات الفضائية، على مدار العام، وليس فقط فى يوم احتفالات أكتوبر».
واتفق معه فى الرأى الموسيقار حلمى بكر، الذى أكد أن «الجيش المصرى لم يأخذ حقه فى الغناء الآن أو زمان، فكل الأغانى الخاصة بالجيش هى فى الحقيقة ليست للقوات المسلحة، وإنما نتيجة تضامن الشعب مع الجيش، ولم يغن أى مطرب للجيش بشكل مباشر، ورغم أن الأغنية ضلع مهم فى الحياة السياسية فإن كل الأغانى الآن رد فعل للأحداث، وليست قبل الفعل أو حتى مع الفعل. أما عن نجاح أغنية «تسلم الأيادى»، فبسبب كلماتها البسيطة البعيدة عن الفلسفة، والتى تصل إلى القلب سريعاً، فهى كلمات مناسبة لكل طبقات الشعب، حيث كان الجميع يريد أن يوجه كلمة شكر للجيش لتضامنه مع الشعب، وانتشرت الأغنية جدا لأنها عبرت عن إحساس كل مصرى فى هذا التوقيت، ورغم الهجوم على الأغنية وأن بها جملة لحنية مسروقة فإنى ضد هذا الهجوم، لأنها أغنية وطنية فى النهاية، وما المانع من استغلال الملحن لجملة لحنية سهلة تصل لكل الناس، وأتمنى أن تُقدم أغانٍ كثيرة للجيش بهدف، وليس فقط أن نقدم كل يوم أغنية نشكر فيها الجيش على شىء هو فى الأساس واجبه وهو حماية الناس، ويجب أن تتنوع الأفكار فى الغناء للجيش».
وتقول الناقدة ماجدة خير الله: «هناك أسباب كثيرة لتجاهل الجيش المصرى فى الأعمال الفنية، منها أن الرقابة تفرض شروطا تعجيزية على الأعمال التى تتناول القوات المسلحة، لذا ظهر عدد قليل من الأعمال التى تحدثت عن حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف، مقارنة بعشرات الأفلام التى قُدمت عن بطولات الجيش الأمريكى مثلا، وأعتقد أن للرقابة دورا كبيرا فى هذا. وأذكر أنى كنت أريد تقديم عمل عن بطولات رجال الصاعقة المصرية فى مسلسلى «شمس يوم جديد»، لكننا انتظرنا أكثر من تسعة شهور حتى نحصل على الموافقات اللازمة لبدء التصوير، وعندما حصلنا على الموافقة تم رفض التصوير فى بعض الأماكن لأسباب أمنية، إضافة إلى عدة معوقات جعلت تصوير العمل مستحيلا، رغم أنه كان سيقدم بطولات رجال الصاعقة. وأتمنى أن تظهر فى الفترة المقبلة أعمال فنية تظهر دور القوات المسلحة فى كل المجالات، لتظهر للناس الدور الكبير الذى يقومون به فى تأمين الوطن داخليا وخارجيا، وذلك من خلال أعمال روائية وليست تسجيلية فقط، لأنها تعيش فى وجدان الناس».
أما الناقد رامى عبدالرازق، فيقول: «أعتقد أن مجاملة بعض الجهات الإنتاجية للرئيس الأسبق حسنى مبارك، هى السبب فى التوقف عن تقديم أعمال فنية عن بطولات الجيش المصرى فى حرب أكتوبر، لأن مبارك لم يكن هو بطل الحرب، لذا تم التركيز على الضربة الجوية كمفتاح النصر، وكلنا يتذكر الضغوط التى تعرض لها المؤلف الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة، حين أراد أن يتحدث عن حرب أكتوبر فى مسلسله «الشهد والدموع»، إضافة إلى أن السينما فى السنوات الأخيرة كانت تركز على البطل الفرد، أما القضايا الوطنية فتراجعت للمركز الثانى، ولم نعد نرى أعمالا تتحدث عن القوات المسلحة أو حتى ضابط الجيش، الذى أصبح يُقدم بصورة نمطية جدا، وأعتقد أن السبب فى ذلك يعود للرقابة ولجهات عديدة، تفرض شروطا كثيرة، وأحيانا تكون تعجيزية على هذه النوعية من الأفلام. وللمقارنة أقول إن هناك أكثر من 200 فيلم إسرائيلى عن حربى 73 و67، فى مقابل أقل من 10 أفلام مصرية عن هذين الحربين، فضلا عن أن معظم هذه الأفلام دعائية وضعيفة المستوى. وهناك مبررات كثيرة لعدم تقديم بطولات الجيش فى أعمال فنية، منها ضعف الإمكانيات وصعوبة التصوير وغيرهما من المبررات والحجج الوهمية التى تجعلنا نفشل فى تقديم أعمال عن الجيش المصرى».
ممدوح الليثى: مؤسسات الدولة وحدها هى القادرة على التصدى للإنتاج الضخم لهذه الأعمال
ويقول المؤرخ الفنى، محمود قاسم: «الأفلام التى كانت تظهر دور القوات المسلحة كانت قليلة فى عصر مبارك، حيث تم تهميش الجيش، لحساب الشرطة، مثل فيلم محمد هنيدى «عسكر فى المعسكر»، لذا عندما اقترح تصوير فيلم «حائط البطولات»، سنة 1999، من بطولة محمود ياسين ونجاح الموجى، وكان يروى أدوار القوات المسلحة وأهميتها، وكان مؤلف الفيلم عميدا فى القوات المسلحة، ولكن الرقابة رفضت عرض الفيلم فى ذلك التوقيت، ولم يعرض حتى هذه اللحظة، ولم ينتج إلا فيلم «يوم الكرامة» والذى كانت أحداثه تدور عن الجانب الإنسانى فى ضباط الجيش وليس الجانب العسكرى فقط، وتم التركيز فيه على أن الكل فداء للوطن، وأنه يمكن أن يموت ضابط مسيحى وضابط مسلم وتختلط دماؤهما فداء للوطن».
وأخيراً يقول اللواء عبدالرافع درويش، الخبير الاستراتيجى والعسكرى: «كل الأفلام والأعمال الفنية المصرية التى قدمت عن القوات المسلحة المصرية لا تمثل واحدا على ألف من إنجازات هذا الجيش العظيم، لأن هذه الأعمال لم تقدم بطولات القوات المسلحة فى حرب أكتوبر مثلا، ابتداء من سلاح الطيران وانتهاء بسلاح الصاعقة وانتهاء بكل الأبطال الذين شاركوا فى هذه الحرب، هل تحدث أى عمل فنى منها عن صائدى الدبابات، أو قائدى الطائرات المحترقة التى كانت تشتبك مع طائرات العدو حتى اللحظة الأخيرة من حياتهم، أو هؤلاء الأبطال الذين حولوا أجسادهم بإرادتهم لممر للدبابات تسير فوق أجسادهم، وغيرها الكثير من قصص البطولات الموثقة فى الشئون المعنوية للقوات المسلحة أو لبعض الأحياء ممن شاركوا فى الحرب؟ ولكن أحدا من المنتجين أو الفنانين لا يستعينون بنا لتوثيق هذه الأحداث فى أعمال فنية، مكتفين بالأعمال غير الجيدة التى قدمت عن قواتنا المسلحة، وهنا أدعو الجميع لمشاهدة الفيلم الأمريكى «امرأة تدعى جولدا»، الذى قدم مشاهد العبور والانتصار والمفاوضات والحرب أفضل بكثير مما فعلنا».