شكّل تلوين الشعر أحد الاتجاهات الرئيسيّة في مجال الموضة خلال السنوات الماضية. يُستعمل التلوين عادة لتجديد الإطلالة أو إخفاء الشيب، وهو في الحالتين يشهد إقبالاً كثيفاً من جانب المرأة العصريّة التي وجدت فيه وسيلة عمليّة وحلاً مثالياً لتغيير لون الشعر. ولكن الحديث عن مخاطر المواد الكيميائيّة الموجودة في مستحضرات التلوين يعود كل فترة من خلال دراسات علميّة كان آخرها دراسة أجريت مؤخراً في الولايات المتحدة. فما هي النتائج التي خلصت إليها؟
أظهرت هذه الدراسة أن النساء اللواتي يواظبن على تلوين الشعر يتعرضن لخطر الإصابة بالسرطان أكثر من غبرهن. وهي تناولت 117200 امرأة تمّت متابعتهن طوال 36 عاماً، وهنّ جميعاً ممرضات عملن في أحد مستشفيات ولاية بوسطن الأميركيّة. وقد أظهر تحليل بياناتهن الطبيّة أن استعمال مستحضرات التلوين الدائمة للشعر زاد من مخاطر إصابتهنّ بعدة أنواع من السرطان، منها سرطان الثدي، سرطان المبيض، وسرطان الغدد اللمفاويّة.
هذه ليست المرة الأولى التي تتهم بها مستحضرات التلوين بالتسبب بالسرطان، ففي نهاية العام 2019 ظهرت دراسة أميركيّة أخرى تشير إلى أن صاحبات الشعر المجعّد والخشن اللواتي يستعملن مستحضرات التلوين والتمليس الدائمة معرّضات بنسبة 30 بالمئة أكثر من سواهن للإصابة بسرطان الثدي. أما في فرنسا، فنشرت مجلة 60 millions de consommateurs تقريراً في بداية العام 2019 تناول المواد الكيميائيّة المؤذية الموجودة في مستحضرات تلوين الشعر، والتي يمكن أن تتسبب بالتحسّس، باضطرابات هرمونيّة، وحتى بخلل وراثيّ. وهذا ما دفع الخبراء للبحث عن بدائل لمستحضرات التلوين الكيميائيّة، فهل تكون مستحضرات التلوين النباتيّة أكثر أماناً في هذا المجال؟
- حلول تقدّمها مستحضرات التلوين النباتيّة:
في الماضي لم تكن مستحضرات التلوين النباتيّة متوفرة سوى في أماكن بيع المستحضرات العضويّة والطبيعيّة بالإضافة إلى بعض صالونات التجميل المتخصصة. أما اليوم فقد أصبح انتشارها أوسع واستعمالها أسهل في الصالونات التجميليّة وفي المنزل.
• تحتوي هذه الصبغات في تركيبتها عادةً على خضاب طبيعيّة وخلاصات نباتيّة فقط، أبرزها الحنّة التي تكسب الشعر تدرجات حمراء أو برتقاليّة، الكاسيا أو الحنّة غير الملوّنة التي تعزّز لمعان الشعر. هذا بالإضافة إلى نباتات أخرى منها البابونج، ونباة الفوه التي تؤمّن تدرجات تتراوح بين الأسود والأشقر مروراً بالبنّي. كما تتمّ إضافة مكوّنات أخرى إلى هذه الصبغات منها الزيوت النباتيّة والأساسيّة التي تحسّن تركيبة المستحضر وتعتني بالشعر.
• لايمكن للصبغات الطبيعيّة أن تؤمّن تغييراً جذرياً في لون الشعر، ولكنها تعمل على جعله أفتح أو أغمق بدرجة أو درجتين كما تؤمن له العناية واللمعان الصحّي.
• ما يميّز الصبغات الطبيعيّة أنها تغلّف الشعر من الخارج فقط، وهي لا تحتوي على خضاب مركّبة أو مواد مؤكسدة. تعتني الصبغات الطبيعيّة بفروة الرأس وتغلّف الشعر بطبقة حامية. وهي تزول بشكل تدريجي لدى الغسل المتكرر.
• يُنصح بالانتظار لمدة شهرين بعد استعمال التلوين الكيميائي والرغبة بالانتقال إلى الصبغات الطبيعيّة، فمكوّنات المستحضرين لا تتفاعل جيداً فيما بينها. أما عند الرغبة بالانتقال من التلوين الطبيعي إلى التلوين الكيميائي، فيجب الانتظار عدة أسابيع لتزول الخضاب الطبيعيّة قبل إجراء هذه الخطوة الانتقاليّة.
• يمكن للصبغات الطبيعيّة أن تغطي الشعر الأبيض مهما كانت كثافته، ولكن يُنصح في هذه الحالة بتنفيذ التلوين في صالون التجميل. والانتباه إلى أن مدة وضع التلوين الطبيعي على الشعر تكون عادةً أطول من المدة المعتمدة للصبغات الكلاسيكيّة.
• للحفاظ على لون الصبغة الطبيعيّة، يُنصخ بغسل الشعر بشامبو خالٍ من السولفات واستعمال يلسم وقناع يكون غنياً بالعناصر المرطبة ذات المصادر النباتيّة.
دراسة جديدة تحذّر من مخاطر صبغة شعر الكيميائية
" وكالة أخبار المرأة "