كتب : هدى رشوان ومحمود حسونة الجمعة 13-09-2013 12:00
أعربت 21 منظمة حقوقية عربيةـ عن تضامنها الكامل مع كفاح الشعب السوري، من أجل الحرية والتمتع بحقوق الإنسان، بما فى ذلك حقه فى تقرير مصيره بنفسه، من خلال آليات ديمقراطية نزيهة وحرة، كما أعربت عن تقديرها العميق للمعاناة الإنسانية والتضحية الهائلة، التى يقدمها الشعب السورى قربانًا للحرية وحقوق الإنسان.
وقال البيان، إنه فى الوقت الذى تطغى فيه أعمال القتل والعنف الدموي على المشهد الحقوقي والسياسي السوري، يستمر المجتمع الدولي - خاصة روسيا والصين - في رفضه لكافة المحاولات التي يقدمها المجتمع المدني العربي والدولي لحل الأزمة السورية.
وأوضحت المنظمات، أن حل الأزمة السورية كان ومازال يتمحور حول الوقف الفورى لجميع العمليات العسكرية وشبه العسكرية، للقوات الموالية لنظام بشار الأسد والمعارضة المسلحة، والبدء فورًا فى عملية انتقال سلمي للسلطة، يتفق عليها جميع الأطراف، تحت رعاية الأمم المتحدة، وذلك تزامنًا مع البدء في إحالة الملف السوري للمحكمة الجنائية الدولية، للنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها الأطراف المتصارعة، خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، بما فيها البدء في التحقيق الجنائي حول مزاعم استخدام الحكومة للأسلحة الكيماوية في سوريا.
وشددت المنظمات العربية، على أن تداعيات الحرب على سوريا وعلى البلدان المحيطة بها،حتى وإن تمت على أضيق نطاق كما أشار الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ستكون كارثية، بالنظر إلى معاناة المنطقة من تمادي القرار السياسي الإقليمي والدولي بتغليب الحل العسكري على أي حل سياسي وقانوني.
وأكدت المنظمات الموقعة على هذا البيان، أن أي حل عسكري أحادي الجانب، دون موافقة الأمم المتحدة، يُعد جريمة عدوان معاقب عليها فى القانون الجنائي الدولي، مشددة على أن كل الدول التي تفكر فى القيام بعمل عسكري ضد سوريا، عليها أن تدرك بأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، لا يمكن منعها ووقفها بارتكاب جرائم دولية أخرى، الأمر الذي ينطبق على تدخل عناصر أجنبية عدة في الصراع السوري، واستخدامهم كأداة لترويع المدنيين الموالين لجبهتي الصراع السوري.
وأشار البيان إلى أن الانخراط الكلي لعناصر حزب الله، وعناصر أجنبية أخرى، يشتبه موالاتها لتنظيم القاعدة، لم يساعد أياً من الطرفين في حسم الصراع العسكري، بل إنه على النقيض قد يؤجج من معاناة الشعب السوري ويضعه رهينة لوحشية مرتزقة عسكرية، ليس لها شأن بالصراع الدائر، وأن التسامح الدولي مع فكرة تدخل مرتزقة أجانب في المعارك بين الطرفين، يدفع دول الجوار السوري في متاهات سياسية وأزمات كبرى تعجز عن حلها.
وفي الإطار نفسه، أكدت المنظمات العربية تفهمها الكامل واحترامها لإرادة الشعب السوري، الذي خاض ومازال يخوض حربًا ضروس في مواجهة النظام السوري، مشددة فى الوقت نفسه على أن طموح الشعب السوري فى إرساء العدل والمساواة والحرية، لن يتحقق بتوجيه ضربات عسكرية مباشرة، كما أبدت قلقها التام إزاء غياب "النزعة الإنسانية" عن مسلك بعض الجماعات المسلحة، المحسوبة على المعارضة لنظام بشار الأسد، وعدم احترامها للمبادئ والقيم التى تتهم نظام الأسد بعدم احترامها، الأمر الذى ينذر بنذير شؤم على مستقبل المسار السياسى بسوريا ما بعد الأسد.