قفزت أسعار الغاز إلى مستويات قياسية جديدة في أوروبا، حيث ارتفع السعر في مركز «تي تي إف» الهولندي بأكثر من 27% ليصل إلى 233 دولارًا أو 213.895 يورو لكل ميجاوات بعد الهجوم على محطّة للطاقة النووية في أوكرانيا، قبل أن تتراجع قليلا إلى ما يوازي 222 دولارًا، فيما بلغ سعر الغاز البريطاني 508.80 بنس للوحدة الحراريّة، وذلك وفقًا لمجلة فوربس الاقتصادية.
وتظهر أرقام مركز الأبحاث في بروكسل أنّه مع ارتفاع أسعار الغاز، قفزت قيمة واردات الاتحاد الأوروبي اليوميّة إلى مستوى قياسي بلغ 689 مليون يورو (755 مليون دولار) في الثاني من مارس.
وتضخّ روسيا نحو ثلث الغاز الأوروبي، وتشير أحدث الأرقام إلى أن الواردات زادت منذ غزوها لأوكرانيا، مع ارتفاع الأسعار تصبح هي التجارة الأكثر ربحية، ويرى المحللون أنه لا توجد بدائل سريعة للطاقة الروسية.
وصرح وزير البيئة والمناخ والاتصالات الأيرلندي، أيمون رايان، لـ«رويترز»: «كل يوم ننفق 350 مليون يورو ونقدمها للنظام الروسي حتى نتمكن من الاستثمار في الأسلحة التي تقل». وأضاف: «شعبنا يحتاج إلى إعادة تقييم هذا الاعتماد على الوقود الأحفوري».
وتعتبر ألمانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي الأكثر اعتمادًا على الطاقة الروسية، ومنذ أيام أعلنت عن إلغاء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي تبلغ تكلفته 11 مليار دولار من روسيا.
وتعتبر مدفوعات الطاقة معفاة حاليًا من العقوبات وليست هناك رغبة كبيرة من قبل الدول الأوروبية في إدراجها في الوقت الحالي، وهذا يعني عجز العقوبات عن ردع الزحف الروسي في حين استمرار الصادرات في التدفق.
وارتفعت أسعار الطاقة اليوم، بعد أن هوجمت محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا بسبب ارتفاع المخاوف من أن العقوبات الجديدة قد تحد من الإنتاج في روسيا.
وقفز متوسط سعر البنزين 11 سنتًا اليوم إلى ما يقارب 3.84 دولار للجالون في الولايات المتحدة، مسجلاً أعلى مستوى منذ مارس 2012 وأكبر ارتفاع في يوم واحد على الإطلاق، حسبما أكد متحدث باسم AAA لمجلة فوربس أمريكا.
وارتفع خام برنت بنسبة 4.7% إلى 115.63 دولار، بعد أن قفز إلى ذروة 2012 بالقرب من 120 دولارًا يوم الخميس.
ووصل خام غرب تكساس الوسيط القياسي الأمريكي إلى 113 دولارًا للبرميل بزيادة قدرها 5% اليوم، بعد يوم واحد من بلوغ ذروته في 2008 عند 116.57 دولار.
وكانت شركة بريتيش بتروليوم قد أعلنت أنها ستبيع حصتها البالغة 20% في شركة النفط الروسية الحكومية «روسنفت»، التي تحتفظ بها منذ عام 2013، رداً على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأعلنت شركة النفط «شل» أنها ستتخارج من مشاريعها المشتركة مع غازبروم والكيانات المرتبطة بها، والتي تبلغ قيمتها حوالي 3 مليارات دولار، ويشمل القرار بيع حصتها البالغة 27.5% في منشأة للغاز الطبيعي المسال، وحصتها البالغة 50% في شركة ساليم بتروليم ومشروع الطاقة جايدن.
فيما صرحت إيني الإيطالية للطاقة بأنها تعتزم بيع حصتها في خط الأنابيب «بلو ستريم» لنقل الغاز من روسيا إلى تركيا، والذي تشترك في ملكيته مع غازبروم الروسية.
وأصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية أمرًا تنفيذيًا في 23 فبراير، يأذن بإنهاء كل المعاملات التي تشمل خط أنابيب نورد ستريم 2 إيه جي أو أي كيان يمتلك فيه نورد ستريم 2 إيه جي، حصصا بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50% أو أكثر بحلول 2 مارس.