| كتبت غادة عبدالسلام |
> رأى السفير الروسي لدى الكويت الكسي سولوماتين أن «أي حرب ستبدأ على سورية لن تنتهي، بل ستستمر لأن الرئيس السوري رأى ما حدث لمعمر القذافي وصدام حسين وبالتالي سيدافع عن نظامه حتى النهاية»، مشددا على سعي روسيا للاستمرار في البحث عن حل سلمي وديبلوماسي للازمة.
> وفي حين اعتبر سولوماتين في تصريح لـ «الراي» ان روسيا حريصة على علاقتها مع دول مجلس التعاون الخليجي كاشفا عن اجتماع سيعقد بين الطرفين قبل نهاية العام الجاري، أبدى خيبة الامل من الموقف الخليجي تجاه الازمة السورية، واصفا المباحثات بين موسكو ومجلس التعاون في هذا المجال بـ«غير الجيدة».
> وقال: «إننا نهتم بالاستمرار في العمل السياسي وسنستمر في ذلك تأييدا للقانون الدولي وضد أي مخالفات له، وسنستمر في العمل مع شركائنا العرب والغربيين لنجبرهم على حل سلمي وديبلوماسي لهذه الكارثة لان في سورية كارثة سببها تدخل بعض القوى العالمية من طرف واحد واذا حدثت الضربة فإننا لا نفكر في ان الحرب ستنتهي بل ستستمر لان بشار يعرف مصير معمر القذافي وصدام حسين وحتى حسني مبارك فلذلك سيستمر بالنضال والدفاع عن نفسه وعن نظامه حتى النهاية».
> وفيما يتعلق بموقف دول الخليج من الازمة السورية وعلاقتها مع موسكو خصوصا بعد اعلان واشنطن عن تكفل عدد من دول المنظومة الخليجية بدفع تكاليف الحرب، اشار الى ان «لدى روسيا رغبة شديدة في تطوير علاقاتنا مع جميع الدول الخليجية مهما كان موقفها تجاه ليبيا ومصر وسورية والمشاكل الدولية الاخرى»، مؤكدا ان «رغبتنا لا تزال حتى الان وقبل نهاية العام هناك اجتماع جديد لروسيا ومجلس التعاون ما يدل على وجود رغبة شديدة من جانبنا وليس ثمة تغير في موقف روسيا تجاه الدول الخليجية»، مضيفا: «في نفس الوقت، هذا لا يمنع ان نشير الى ان بعض المواقف والخطوات خصوصا فيما يخص مناقشة الضربة ضد سورية هي غير جيدة، لان الامر غير قانوني اذا اخذنا بعين الاعتبار القانون الدولي».
> ولفت السفير الروسي الى ان «اجتماع سان بطرسبرغ لمجموعة العشرين لم يغير من وجهات النظر على الرغم من الاتفاق على استمرار المباحثات بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة»، مشددا على ان «كل شيء كان واضحا خلال الاجتماعات التي شهدت انقساما بين مجموعتين احداهما كبيرة جدا ضد توجيه ضربة عسكرية على سورية والاخرى اصغر تؤيد شن هذه الضربة»، معتبرا ان «الاجتماع عموما شكل امكانية جيدة وناجحة للتعبير عن المواقف المضادة لمثل هذه التحركات العسكرية، ليس ضد سورية فقط ولكن ايضا ضد اي دولة في العالم مستقبلا لان هناك امكانيتين قانونيتين لتدخل عسكري في ظروف داخلية للدول اما ردا على محاولة العدوان والدفاع عن النفس عبر دولة او مجموعة من الدول او عبر قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة على اساس البند السابع لميثاق الامم المتحدة».
> وفي حين لفت الى ان «اللقاء بين الرئيسين الاميركي والروسي على هامش قمة مجموعة العشرين كان بلا فائدة»، اوضح ان «كل رئيس عبر عن رأيه وموقفه وسمع الاخر، الكل سمع ولكن لم يغير احد موقفه تجاه الضربات المحتملة»، قائلا: «عبرنا عن رأينا وموقفنا من ان الضربة ان حدثت وبدون قرار من الامم المتحدة، فستكون مخالفة للقانون الدولي وسنعتبرها عدوانا».
> وأبقى السفير الروسي جميع الاحتمالات واردة بخصوص الازمة السورية اذا كان من ادلة دقيقة على استخدام السلاح الكيميائي، مبينا انه «حتى الان لا وجود لأي أدلة واضحة ودقيقة وجميع الادلة التي اعطيت للفرنسيين والاميركيين لا ارتباط بينها لا بمكان ولا بتاريخ ولا بأي أمر معقول»، مذكرا بأن لجنة المحققين الدوليين التي زارت سورية ولم تنه عملها في خان العسل رغم ان الخبراء الروس اثبتوا وعبر الادلة الدقيقة وليس لمجرد الكلام بأن الضربة كانت بذخيرة مصنعة أي غير رسمية والسارين المستعمل مصطنع وجميع الأدلة كانت تشير الى ان مثل هذه الاسلحة استعملتها المعارضة».
> وفيما يخص احداث الغوطة الشرقية، اشار الى «وجود ادلة من شهود سوريين منهم كاهنة مسيحية تعيش في حي قريب من منطقة الحدث وجمعت الكثير من الادلة على ان استعمال السارين لم يكن من القوات الرسمية انما من قوات المعارضة»، مبديا اسفه لـ «عدم نشر التقرير الخاص عن الكاهنة في وسائل الاعلام الغربية ولا حتى وسائل اعلام بعض الدول العربية رغم توافره على الشبكة العنكبوتية».
> وتابع: «هناك من الادلة والتصريحات الرسمية حول التلوث بالسارين والذي اثبته النظام في تقارير الى الامم المتحدة في 22 و24 و25 اغسطس في مناطق مجاورة لدمشق وكانت ترسل من جهات رسمية الى الامم المتحدة ما يدل على وجود استعمال واسع للاسلحة الكيماوية، وفي خان العسل الكثير من الادلة، وعلى مفتشي الامم المتحدة ان يأخذوا الادلة بعين الاعتبار وان يعملوا بكثافة وعن قرب مع كل هذه الاشياء والادلة وعلى المجتمع الدولي والدول التي لديها تأثير في الاقليم ان تنتظر قليلا وبعد الحصول على التقرير النهائي للمفتشين سيكون كل شيء واضحا».
> وتعليقا على الدعوات لحل سياسي بعد توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، بين ان «هناك رغبة لحل مؤسس على شروط معينة وليس حلا ليفوز طرف معين على الطرف الاخر»، مشيرا الى انه «سبق ان راينا هذا الامر في يوغوسلافيا وليبيا وحتى الان نرى ماذا يحدث في العراق، فالتدخل من اجل الديموقراطية والدفاع عن الشعب حتى من ديكتاتور دموي يبقي نزيفا دمويا سنوات طوالا بعد ذلك، فهل هذا هو العدل الدولي؟ لا افهم!»، قائلا «هناك رغبة ليفوز طرف وهذا يبرر كل شيء بعيون بعض الدول».
> وبالسؤال عن اعلان روسيا رصد صواريخ في البحر المتوسط خلال مناورة اسرائيلية-اميركية حتى قبل اعلان واشنطن وتل ابيب عن الامر، ما قرأه البعض رسالة روسية للجاهزية لأي حرب، قال: «موقفنا معروف منذ زمن ولا نغيره، فنحن لا نحب استعمال القوة في العلاقات الدولية»، مشيرا الى ان «الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى شركاؤنا في حل العديد من القضايا الدولية الاخرى ونحب ان يكون الاستقرار والامن في العالم وتكون علاقتنا معهم متطورة وهادئة، ولكن مثل هذه التحركات غير جيدة ومحاولة لجر الطرف الاخر سواء كان هناك رد فعل او تحركات مضادة، ونحن اول دولة اعلنت عن هذا الامر ومنذ البداية اخبرنا شركاءنا الغربيين ان مثل هذه الامور غير جيدة ونرغب في ان نعيش في ظروف ثقة».
> وعن حقيقة تصريح الرئيس الاسد بأن حلفاء سورية سيردون في حال تعرضت دمشق لضربة عسكرية، اشار الى ان «الرئيس بوتين أكد على اننا سنستمر في تأييدنا لسورية بعد الضربة، عدا ذلك هناك التأييد الإنساني خلال العام الماضي ونحن نقدم مرات عدة في الشهر لمساعدات انسانية لسورية وليس لدمشق فقط بل لمناطق مختلفة وبالنسبة لنا مهما كان الكلام في سورية فنحن نؤيد الشعب الذي هو بالنسبة لنا الشعب نفسه».
> وشدد على ان «موسكو كما اعلنت على لسان رئيسها فلاديمير بوتين ستستمر في دعم سورية وتأييدها اذا ما تعرضت دمشق لاي هجوم، فسنقدم حاليا المساعدات الانسانية والاسلحة الدفاعية وليس الهجومية وفي المستقبل سنرى التطورات لان الامور ليست واضحة في واشنطن».
• اجتماعات «العشرين» شهدت معارضة مجموعة كبيرة جداً لتوجيه ضربة إلى سورية
> • اللقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي على هامش قمة العشرين كان بلا فائدة
> • إن حدثت الضربة على سورية من دون قرار أممي فسنعتبرها عدواناً
> • لا ارتباط بين الأدلة المقدمة من فرنسا وأميركا بمكان ولا بتاريخ محددين ولا بأي أمر معقول
> • خبراء روس أثبتوا بأدلة قاطعة أن الضربة الكيماوية كانت بذخيرة وبأسلحة استعملتها المعارضة
> • كاهنة مسيحية تعيش قرب الغوطة جمعت أدلة تثبت أن استعمال «السارين» كان من قوات المعارضة