أسدلت محكمة جنايات المنصورة في محافظة الدقهلية، اليوم الخميس، الستار على قضية مقتل المهندس أحمد عاطف الشربيني حامد الزيني، والمعروفة إعلاميا بقضية «مهندس الدقهلية»، على يد صديقه بعدما أصدرت المحكمة حكمها بإحالة أوراق الصديق المتهم إلى فضيلة مفتى الجمهورية لاستطلاع الرأى الشرعي في اعدامه وحددت جلسة 17 فبراير القادم للنطق بالحكم، وذلك لقيامه بخطف وقتل صديقه أحمد عاطف عمدا مع سبق الإصرار للتخلص من ديونه للمجني عليه .
صدر الحكم برئاسة المستشار ممدوح أحمد عبدالدايم، وعضوية المستشارين محمد كمال الخولي، وتامر محمد مرسي، وأمانة سر رمضان السيد الديسطى وعماد حمدي الجميل.
وترجع الواقعة إلى أوائل شهر سبتمبر الماضى، عندما تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا من مأمور مركز شرطة طلخا ببلاغ أسرة المهندس أحمد عاطف المعيد بكلية الهندسة باختفائه في ظروف غامضة وأكدت أسرته في البلاغ أن نجلهم خرج من منزل الزوجية لتصفية بعض الحسابات والحصول على أموال من أحد أصدقائه قبل ولادة الزوجة لتدبير مصاريف الولادة والمستشفى وأنه اتصل بها قبل اختفائه بنصف ساعة وأخبرها بأنه في طريق العودة ولكن السيارة تعطلت وبعدها اتصلت به لم يرد واختفى.
شكل مدير مباحث الدقهلية فريق بحث برئاسته لكشف غموض اختفاء المهندس الشاب وعلى مدار 11 يوما فشل الفريق في كشف تفاصيل الواقعة حتى تم العثور على جثة الشاب طافية على سطح مياه النيل أسفل كوبرى الجامعة بكامل ملابسه.
وأكدت تحريات المباحث أن مرتكب الواقعة هو صديقه محمد أبوالعز حيث استدرجه وألقاه من اعلى كوبرى طلخا ليتخلص منه ومن مطالبته للديون التي يطالبه بها وتمكنت الشرطة من القبض على المتهم الذي اعترف بأنه قتل صديقه ليتخلص من مطالبته له بأمواله وأرباحها المدين له بها .
وقال المتهم في أقواله: «أنا مدين لأحمد صديقي بمبلغ 680 ألف جنيه بشيكات بنكية وكنت أستثمرها له ولكن للأسف خسرت الكثير من الأموال وطالبني أحمد بالأموال أو الأرباح لأنها تخص أصدقاء له ولا يريد أن يظهر أمامهم بمظهر سيئ».
وأضاف المتهم: «نشبت بيننا مشادات متكررة بسبب تأخري في دفع الأموال ويوم الواقعة أخبرته بأن يحضر للحصول على مبلغ 100 ألف جنيه وبالفعل حضر وجلسنا على مقهى ثم انتقلنا لآخر حتى أصبح الوقت متأخرا فأخذته على كوبري الجامعة بسيارتي لنقابل أحد الأشخاص للحصول على الأموال وادعيت أن سيارتي تعطلت ووقفنا لمدة ساعتين وربع حتى هدأ الطريق وبعدها استدرجته بالقرب من النيل ثم قذفته على أمل أن يسحب تيار المياه الجثة لمكان بعيد لكن للأسف ظهرت الجثة بنفس المكان بسبب ورد النيل» .
وأحيل المتهم «محمد. أ. م»، 32 سنة، صاحب شركة بلاستيك، «محبوس»، إلى محكمة جنايات المنصورة، في الاتهامات الموجهة إليه في القضية رقم 13268 لسنة 2021 جنايات مركز طلخا، والمقيدة برقم 2874 لسنة 2021 كلي جنوب المنصورة.
وجاء بأمر الإحالة أن المتهم في يوم 1/9/2021 بدائرة مركز شرطة طلخا- محافظة الدقهلية، قتل المجني عليه «أحمد عاطف الشربيني حامد الزيني» عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد عزما قاطعا على قتله لما فاض به صدره من غيظ ونفسا تبرأت منها معاني الإنسانية وصون الحقوق وقلبا بزغ عنه بغضاؤه فاستدرج المجنى عليه، موهما إياه بسداد المستحقات المالية له إلى المكان المرموق سلف مستترا بستار الليل وما إن وضعه بموضعه ومن خلفه مياه النيل الغائرة فدفعه بكلتا يديه ملقيا بحمل جسده إلى الماء قاصدا إزهاق روحه محدثا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية فأنهى مقدوره من الأنفاس، وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.
ووجهت النيابة العامة للمتهم اتهاما آخر بأنه تقدمت على تلك الجناية بجانية أخرى سبقتها، وفي ذات المكان وفي رابطة زمنية واحدة، خطف المجني عليه، وكان ذلك، وكان ذلك بطريق التحيل الواقع عليه بأن استمال إليه بشرك الحيلة موهما إياه بسداد المستحقات المالية الخاصة به وما إن انطلت عليه فتمكن من اقتياده بداخل السيارة الرقيمة «د س ي 1769» وإبقائه بها لإقصائه بعيدا عن ذويه وأعين الرقباء وليتمم الجريمة محل الاتهام السابق، وعلى النحو المبين بالتحقيقات .
وخلال الجلسة انهارت والدة المهندس أحمد عاطف، ووالده مطالبين بالقصاص العادل والعاجل كما انهارت زوجته قائلة «أنا مش عايزة أكتر من حق ولادى وابنى سليم اللى اتولد يتيم وكل ذنبه أن أبوه وثق في صديقه».
وعقب الحكم بالإعدام سقطت زوجته ووالدته مغشيتان عليهما وهن يرددن «الحمد لله حق أحمد رجع»، بينما صاح والده عقب انتهاء الجلسة والحكم بإحالة الصديق الغادر للمفتى قائلا «يا أحمد يا ولدى نام وارتاح حقك رجع يا ضنايا واللى قتلك هييجى لك تاخد حقك منه»
وتوجهى زوجة المجنى عليه إلى المقابر ووجهت رسالة مؤشرة لزوجها قالت فيها «أنا كان نفسى تكون جنبى نحتفل مع بعض بنجاحك وفرحة بولادنا أنا النهاردة حاسة انك مت خلاص وانك وحشتنى أوى النهاردة محمد أبوالعز هياخد جزاؤه لكن أنا هأعيش معاك وانت في قبلى طول العمر».