أناقة المرأة الإيرانية وسط قيود مجتمع متشدد
واحدة من أكثر مخاوف السفر إلى إيران للعديد من الزوار هو نظام اللباس الإيراني، حيث تفرض السلطات قيودا على حرية النساء في اللباس منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. ويطلب من جميع النساء، بما في ذلك الأجانب، ارتداء ملابس فضفاضة.
لكن المرأة الإيرانية لم تستسلم أمام نظام الدولة الذي يسلبها حريتها. فرغم أن كثيرا منهن تعرضن للجلد أو التوقيف أو المضايقات في الشارع بسبب لباسهن، إلا أن نساء هذا البلد استطعت هزيمة السلطات بأناقة تصر فيها المرأة على أن حريتها جزء من إنسانيتها.
وأقرت المسؤولة الإيرانية مرضية شفابور بفشل جهود بلادها منذ الثورة الإسلامية لخلق بديل للأزياء الغربية، معترفة بنجاح مصممي "الأندر غراوند" رغم المساعي التي تبذلها السلطات للتصدي لهم ومنعهم العمل.
وفي تصريحات لوكالة إيلنا الإيرانية، قالت مرضية شفابور، وهي مسؤولة عن مهرجان فجر للألبسة والأزياء وهو أحد الفعاليات التي تنظم بمناسبة الذكرى 41 للثورة الإسلامية، "علينا ألا ننسى أن سوق الأزياء والملابس يسيطر عليه المصممون والمنتجون الذين يعملون في الخفاء".
ما صدر عن شفابور "لا يمثل سوى الحقيقة والحقيقة كاملة"، وفق ما أورده راديو فاردا، فبعد أربعة عقود على الثورة الإسلامية التي تهدف إلى إيجاد بديل للثقافة والأزياء الغربية من بين أمور أخرى، فشل النظام بشكل ذريع.
أزياء الإيرانيين، وخاصة النساء، كثيرا ما تفاجئ زوار إيران من الأجانب الذين يتوقون لرؤية سيدات متشحات بالسواد مثل اللائي يظهرن في صور أو على شاشات التلفزيون خلال مظاهرات تنظمها السلطات.
لكن في الواقع، العديد من النساء في إيران يتقيدن بالحد الأدني من "القواعد الإسلامية" للهندام، ويضعن حجابا وقميصا أو معطفا يسمى محليا مونتو. هذا الحد الأدنى يعد إجباريا ومن تخالفه تعرض نفسها لعقاب قانوني.
لكن المصممين المبتكرين والنساء المهتمات بالأزياء، يجدون دائما طريقة للالتفاف على قواعد اللباس المفروضة في البلاد بل ويحولون الحجاب الإجباري والسترات إلى إعلان لمدى تشبتهن بالموضة والأزياء الجميلة بدل صورة التدين التي تريدها السلطات.
وخلال السنوات العشر الماضية، ومع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي سمحت للمصممين البديلين بالترويج لإنتاجاتهم ومشاركة آخرين، شهدت أزياء الأندر غراوند طفرة.
وفي ظل الرقابة المفروضة على الإنترنت، واصل كثيرون منهم من خلال البدائل المتاحة مثل الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) والتي تشفر البيانات، على نشر صور العارضات اللائي يقدمن أزياءهم وآخر تصاميمهم على إنستغرام وتلغرام وبيعها للمتعطشين للموضة.
حرب النظام ضد النساء والرجال المهتمين بالأزياء، تتم على عدة جبهات بينها مواقع التواصل الاجتماعي والشوارع والوكالات التي تعمل في مجال الأزياء والتي تتهمها بالترويج للابتذال فضلا عن محلات الأندر غراوند وعروض الأزياء الخاصة.
وفي مارس الماضي، داهمت الشرطة عرض أزياء في منطقة لفاسان فرب طهران واعتقلت جميع من كانوا في المكان. وكانت العارضات يرتدين أغطية رأس وملابس غير مثيرة، لكنهن كن يضعن أجنحة.
مواقع محافظة قالت إن التصاميم كانت تشبه تلك التي يرتديها "عبدة الشيطان".