«فن التعبير عن المشاعر».. هبة شتلة تجسد المعاناة النفسية بـ الأسلاك النحاسية

«فن التعبير عن المشاعر».. هبة شتلة تجسد المعاناة النفسية بـ الأسلاك النحاسية «فن التعبير عن المشاعر».. هبة شتلة تجسد المعاناة النفسية بـ الأسلاك النحاسية

اعتبر الفن أقرب ما يعبر عن مشاعر الإنسان، سواء بالغناء أو اللوحات الفنية التي روت قصص وأزمات عاشاها الإنسان طوال فترات حياته، ليصل من خلالها رسالة إنسانية عن طريق الفن لأنه بلا شك هو اللغة التي تلامس الأرواح.

كذلك المواهب البسيطة التي قد تبدو لك من الوهلة الأولى بعدم قيمتها، إلا أنك قد تكتشف مع الوقت أنها فن، تعبر عن مشاعر الإنسان وما يدور بداخله، هذا ما قامت به هبة شتلة، التي قررت الاستفادة من موهبتها في صنع مجسمات من الأسلاك النحاسية، لتعبر بها عن جميع المشاعر التي يعيشها الإنسان، من حزن وأسى وفرح واضطرابات نفسية.

تبلغ هبة 26 عامًا وتخرجت في كلية التجارة وحاليًا هي تعمل موظفة في هيئة الأبنية التعليمية، أدركت أنها تمتلك الموهبة، بمحض الصدفة تمامًا وهي في الثانوية العامة كانت أحيانًا تقوم باللعب بالأسلاك النحاسية الرفيعة جدًا التي تحتوي عليها «الأنتيكات» الموجودة في منزلي، ومرة بعد أخرى بدأت في تصميم عدد من الأشكال لكنها في الحقيقة وفي البداية لم تأخذ الموضوع على محمل الجد.

مشاعر الغضب

لما كانت تشغله من وقت فراغ كبير، لتشعر ببعض الملل الذي يجعلها تبتكر وتفكر في ما هو جديد ومختلف، لم تدرك حينها أنه فنًا، هي فقط كانت تحب اللعب بالأسلاك النحاسية الرفيعة لتسلي نفسها فحسب، حتى قالت لها صديقتها المقربة إليها إنها تجيد نوعًا من الفن يعرف بـ «فن الأسلاك» وبالفعل بدأت على الفور بالبحث عبر الإنترنت لمعرفة المزيد عن هذا الفن الذي اكتشفته في نفسها بالصدفة البحتة.

واستطاعت هبة من خلال الفيديوهات أن تنمي موهبتها، لتتبع خطوط الأشجار أو الورود لعى سبيل المثال وتقلدها في الأسلاك النحاسية، تعتمد في عملها على أسلاك الرباط، المجلفن، النحاس، البنسة والمطرقة وتنهي عملها برش الألوان.

ذات يوم بينما تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي اكتشفت شخص يقوم بالتعبير عن القضية الفلسطينية من خلال مجسمين قام بمشاركتهم للمتابعين له عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما اكتشفت مع مزيد من التصفح أن هناك آخرين من وسوريا، يعتمدون على الفن نفسه للتعبير عن قضاياهم الوطنية العربية.

ومن هنا قررت هبة أن تعبر هي الأخرى باستخدام «فن الأسلاك» عن القضايا الإنسانية التي تواجه الإنسان في هيئة اضطرابات نفسية يعايشها الإنسان خلال يومه ولفترات حياتية، في شكل مجسمات من السلك، لتعتبر من هذا الفن فرصة كبيرة للتعبير عن المشاعر وتجسيدها في هيئة أشخاص، وكذلك تعبر عن مدى ما يحمله قلبها من مشاعر تجاه المجتمع، على صورة مجسمات لتلامس المشاعر الإنسانية داخليًا وخارجيًا.

شعور الألم

تتابع هبة، أن هناك فئة كبيرة من الناس لم تتقبل هذه المهنة، بسبب ما أشاعه أحد الشيوخ في منطقتنا أن تلك المجسمات ستؤدي لجلب الجن إلى المنزل وآخرون يستتنكرون كيف يمكنني النوم ليلًا وتلك المجسمات تحيط بي في غرفتي، حتى أن البعض قال إنها تحب الهنود الحمر بسبب تلك المجسمات، وتكون ذات أفكار فريدة غير مكررة ومشاعر مختلفة وأن يرى العالم أعمالي وموهبتي.

المصرى اليوم