توعد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اليوم الجمعة «بدفن العدو» في رسالة قالت وسائل إعلام رسمية إنها الأولى له من جبهة القتال. في حين حذرت الأمم المتحدة من أن النزاع المسلح المستمر منذ عام جعل أكثر من مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية.
بينما أعلن متمردو تيجراي عن تحقيق مكاسب كبيرة على الأرض وأكدوا سيطرتهم على بلدة تبعد 220 كلم عن أديس أبابا، تصاعد القلق الدولي إزاء النزاع المتفاقم وحضت دول أجنبية رعاياها على مغادرة هذا البلد.
وذكرت وسائل إعلام رسمية الأربعاء، أن أيي العسكري السابق الذي كان مكلفا اتصالات اللاسلكي قبل ترقيته لرتبة لفتنانت كولونيل، وصل إلى خطوط الجبهة لقيادة هجوم مضاد على المتمردين، بعد أن سلم مهامه الاعتيادية لنائبه.
في مقابلة مع هيئة إذاعة أوروميا اليوم الجمعة، قال الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019 إنه واثق بالنصر على «جبهة تحرير شعب تيجراي» المتمردة.
وأضاف «إلى أن ندفن العدو، إلى أن يتأكد استقلال إثيوبيا، لن نعود عن المسار. ما نريد رؤيته هو إثيوبيا صامدة فيما نحن نموت». وأكد أن الجيش يسيطر على كاساغيتا ويعتزم استعادة السيطرة على منطقة شيفرا وبلدة بوركا في إقليم عفر، المحاذي لإقليم تيجراي معقل جبهة تحرير شعب تيجراي. وقال «ليس لدى العدو القدرة للتنافس معنا، سوف ننتصر».
وبُثت المقابلة قبل ساعات على إعلان الحكومة عن قواعد جديدة تحظر نشر مستجدات المعارك التي لم تعلنها قنوات رسمية، في خطوة قد تحمل عقوبات بحق صحفيين.
وتسببت الحرب في تداعيات إنسانية كبيرة وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الجمعة إن عدد المحتاجين لمساعدة غذائية في شمال البلاد ارتفع إلى أكثر من تسعة ملايين شخص.
كما يواجه مئات آلاف الأشخاص خطر المجاعة فيما يبذل عمال الإغاثة جهودا مضنية لإيصال إمدادات عاجلة لأشخاص هم بأمس الحاجة لها في أقاليم تيجراي وأمهرة وعفر.
وقال برنامج الأغذية العالمية إن الوضع تدهور بشكل كبير في الأشهر القليلة الماضية، فيما ما يقدر ب9،4 ملايين شخص معرضون للجوع «كنتيجة مباشرة للنزاع المستمر» مقارنة بنحو سبعة ملايين في سبتمبر.
وأضاف برنامج الأمم المتحدة أن «إقليم أمهرة، الخط الأمامي للنزاع في إثيوبيا، شهد أعلى نسبة زيادة تقدر ب 3،8 ملايين شخص الآن بحاجة ماسة لمساعدات إنسانية». و«أكثر من 80 % (أي 7،8 ملايين) من الأشخاص المحتاجين لمساعدة في شمال إثيوبيا، هم خلف خطوط المعارك».
تمكن عمال الإغاثة من توزيع مواد غذائية في بلدتي ديسي وكومبولشا في إقليم أمهرة، للمرة الأولى منذ سيطرة جبهة تحرير شعب تيغراي عليهما منذ نحو الشهر، وفق برنامج الأغذية، مضيفا أنه سُمح له بالوصول إلى مستودعاته الأسبوع الماضي. كما ازداد خطر سوء التغذية في الأقاليم الثلاثة حيث أظهرت فحوص أن ما بين 16 و28 بالمئة بين للأطفال يعانون من سوء التغذية.
وأضاف «ما يثير مزيدا من القلق أن ما يصل إلى 50 بالمئة من الحوامل والمرضعات ممن خضعن لفحوص، يعانون من سوء التغذية أيضا». وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ساعة متأخرة الخميس إن المعارك دمرت أكثر من 500 مرفق صحي في أمهرة.
ومع استمرار المعارك كثفت الحكومة استخدامها لسلاح الجو ضد متمردي تيجراي، وهو المجال الذي تتفوق عليهم فيه عسكريا، حيث أعلن المتمردون ومسؤول مستشفى عن وقوع ضربتين جويتين في ميكيلي، عاصمة تيجراي.