"رجل أم سيدة؟" .. التهمة العنصرية الجديدة للمرأة الرياضية

"رجل أم سيدة؟" .. التهمة العنصرية الجديدة للمرأة الرياضية "رجل أم سيدة؟" .. التهمة العنصرية الجديدة للمرأة الرياضية
" وكالة أخبار المرأة "

"هل حارسة مرمى إيران رجل أم امرأة" ..السؤال الأشهر حاليًا
كان الذنب الوحيد الذي ارتكبته زهيرة قدي، حارسة الإيراني، أنها تمتلك هيئة لا تشبه الإناث ليفتح وابلًا من الاتهامات التي تشكك بأنوثتها وتكوينها البيولوجي دون أدنى اعتبار لمشاعرها.
 منتخب الأردن للسيدات كان أمام مهمة صعبة أمام نظيره الإيراني في الجولة الثالثة والأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى كأس آسيا للسيدات 2022.
 الوقت الأصلي للمباراة انتهى بالتعادل ولجأ المنتخبان إلى ركلات الترجيح، والتي فاز فيها منتخب إيران، بفضل تألق حارسة المرمى التي لفتت الأنظار، ليس بسبب مهاراتها أو تصدياتها بل بسبب مظهرها.
 وكان هذا سببًا كافيًا لرئيس الاتحاد الأردني، الأمير علي بن الحسين لتقديم طلبٍ رسميٍ إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونشره عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للكشف عن جنسها الحقيقي، مستندًا في طلبه إلى سوابق منتخب إيران بـ"قضايا النوع الاجتماعي وتعاطي المنشطات".
 من إيران إلى جنوب إفريقيا
 ما حدث مع الإيرانية قدي أعاد إلى الأذهان ما تعرضت له العداءة كاستر سمينيا عام 2009 في سباق 800 متر، ضمن بطولة العالم لألعاب القوى في برلين.
 كانت سمينيا حينها في الثامنة عشر من عمرها وكانت لأول مرة تشارك في سباق خارج إفريقيا.
 تمكنت الجنوب إفريقية من الفوز بالميدالية الذهبية بعد أن اجتازت خط النهاية قبل ثانيتين من المتسابقة التي جاءت بعدها، الإيطالية إليسا كوزما في الجولة الأخيرة من السباق، بفارق زمني مبهر.
 خرجت كوزما بعد السباق واتهمت سمينيا بأنها "رجل" لينضم لها عدد من المشاركين والرياضيين وهو الأمر الذي دعا الرابطة الدولية لاتحادات ألعاب القوى طلب خضوعها لفحوص للتأكد من جنسها وهددت بحرمانها من اللقب إذا ثبُت أنها ليست انثى.
إثبات الحقيقة
 تختلف الأسماء وتتشابه ردود الفعل، وخضعت الفتاتان إلى الفحص لإثبات أنوثتهن.
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أعلن عن نتائج التحقيقات التي أجراها بناء على طلب الاتحاد الأردني لكرة القدم.
وأثبتت التحقيقات أن زهرة قدي بالفعل أنثى، وأرسل الاتحاد الآسيوي إلى نظيره الأردني لتأكيد الأمر.
 أما بالنسبة لسيمينا، فحسب ما نشرت "بي بي سي" في عام 2009 فتم ثبوت أنها أنثى لكنها تحمل نسبة عالية من هورمون الذكورة في جسدها.
 وكانت رابطة بطولة ألعاب القوى أصدرت عام 2019 قرارًا جديدًا يقضي بإجبار سمينيا وغيرها من اللاعبات ممن لديهن نفس الحالة، بتناول عقارات تخفف مستويات التستوستيرون لكي يكنّ مؤهلات للتنافس في مباريات سباق السيدات (800 متر)، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من جانبها ولم تستطع أن تشارك في المسافات التي تفضلها في بطولة أولمبياد طوكيو الصيف الماضي.
 صدق مع النفس
  السؤال هنا، على أي أساس تم اختيار سيمينا وقدي لإجراء تلك الفحوصات، هل بسبب مظهرهم، الذي بالنسبة للمشككين فيهن لا يشبه الصورة النمطية التي رُسمت للنساء أم بسبب أنهن أمهر وأسرع من اللازم مما يمكن أن تكون عليه امرأة؟
 فمن جانب زهيرة، خرجت مريم إیراندوست، المديرة الفنية للمنتخب الإيراني في تصريحات مع "وكالة أنباء الرياضة الإيرانية-ورزش سه"، للرد على هذه الشائعات قائلة: "من الطبيعي أن يسعى الأردنيون للهروب من الهزيمة".
 أما من جانب سمينيا، خرجت والدتها، دوركوس سمينيا وصرحت لصحيفة "ستار" بعد الجدل الذي أثير في هذا العام، قائلة: "إن الشكوك بشأن نوع ابنتها تحركها الغيرة".
 هل هذا هو السبب حقًا؟ هذه الكلمات تجعل السؤال حاضرًا حول ماذا لو لم تفز إيران في تلك المباراة وتأهلت الأردن إلى كأس آسيا هل كان الاتحاد الأردني سيلتفت إلى زهرة ويوجه تلك الاتهامات الثقيلة؟ ماذا لو حصدت إليسا كوزما الذهبية هل كانت ستنظر إلى سيمينا وتدعي أنها رجل؟

وكالة أخبار المرأة