كتب : هشام أمين الإثنين 09-09-2013 09:46
عادت الأغانى الوطنية مرة أخرى لتشغل اهتمام الناس بسبب الأحداث السياسية التى تمر بها مصر الآن، وانتشر العديد من الأغانى الوطنية بسبب تلاحق الأحداث التى مرت بها مصر منذ ثورة يناير وحتى ثورة يونيو، وعلى الرغم من ركاكة كلام بعض هذه الأغنيات وخلوها من أى عنصر من عناصر الشعر، إضافة إلى سوقية أداء بعض المطربين ونشاز أصواتهم، فإننا نجد هذه الأغانى تبث بشكل دائم على شاشات الفضائيات باعتبارها أغانى وطنية، وبدا الأمر وكأنه «سبوبة» جديدة للمطربين وخاصة مع انهيار سوق الكاسيت منذ سنوات.
عن هذه الظاهرة تقول المطربة آمال ماهر، التى قدمت عددا من الأغانى الوطنية: «الغناء للوطن مهمة ثقيلة ومسئولية كبيرة أيضاً، لذا أتعب كثيراً فى البحث عن أغنية ترضى كل الناس وتستفز المشاعر والوطنية داخل الناس، وأبحث دائما عن كلمات بسيطة وسهلة تصل سريعاً لكل الناس لأنى أدرك جيدا أن ما يخرج من القلب يصل إلى القلب بسرعة، وأجتهد فى تقديم أى أغنية وطنية حتى تكون صادقة وتعبر عن قيمة الوطن كأرض ومعنى، وأنا مقتنعة بأن الغناء مطلوب فى عز الفرحة، وفى قمة الألم بشرط أن يكون غناءً صادقا وبهدف وطنى وبعيدا عن أسلوب (السبوبة) الذى أفسد كل شىء فى حياتنا، والأغنية الناجحة تعيش بغض النظر عن ظروف وتوقيت طرحها، فالعمل الجيد يفرض نفسه فى أى توقيت وليس العمل المرتبط بمناسبة ما، فهناك العديد من الأغانى الوطنية لم تحقق أى نجاح رغم الأسماء الكبيرة التى غنتها».
أما الموسيقار حلمى بكر فيرى أنه يجب أن تكون هناك لجنة من كبار الموسيقيين مسئولة عن الأغانى التى تبث على القنوات الفضائية، وهذه الأغانى لا يمكن أن يقال عنها إنها أغان وطنية وهذه مهزلة للأسف واختفى الشكل المصرى للأغنية الوطنية التى كانت صاحبة الريادة، وأصبحت أغانينا تعيش على فتات الألحان التركية والغربية، وكل الأغانى الوطنية الموجودة الآن على القنوات لا تليق بتاريخنا، وأعتبرها تضليلا فى الوقت نفسه، صحيح أنه يجب أن تكون هناك أغان وطنية ولكن يجب أن يراعى فيها اختيار الكلمات والألحان لأن هذه الأغانى تكون موجهة إلى كل فئات الشعب من أطفال وكبار والأغانى الوطنية التى تنجح تكون كلماتها بسيطة وسهلة ويحفظها الناس، وهناك الكثير من المطربين يركبون الموجة بطرح أغان وطنية مع أى أحداث سياسية لمجرد الوجود على الساحة الفنية».
من جانبه دافع الموزع الموسيقى أحمد عادل، الذى وزع أغنية «تسلم الأيادى»، عن هذه النوعية من الأغانى قائلا: «ما المانع من رد الجميل للقوات المسلحة التى انحازت للشعب المصرى، فالمطرب مثل أى مواطن من حقه أن يعبر عن وجهة نظره، والغناء وسيلة التعبير عن حبه لوطنه بطريقته، وأغنية «تسلم الأيادى» تمت فى ظروف صعبة فى ذروة الأحداث، وكان من المفترض أن يشارك فيها عدد أكبر من النجوم ولكنهم اعتذروا فى اللحظات الأخيرة بسبب قطع الطرق وقتها بسبب مسيرات (الإخوان)، وهذه الأغنية تم تسجيلها وتصويرها فى يومين فقط، ونجاحها هو الذى شجعنا على تقديم جزء ثان لها بعنوان «شكرا للأمة العربية» بنفس فريق عمل صناع الأغنية الأولى، وأعتقد أن نجاح الأغانى الوطنية يرجع إلى روح التعاون بين فريق عمل الأغنية، وهناك عدد كبير من الأغانى الوطنية ظهرت بعد ثورة يناير ولم ينجح منها سوى أغنية أو اثنتين فقط».