كتب : سهاد الخضرى منذ 43 دقيقة
أوراق ممزقة ومحتويات مهشمة وزجاج مكسر، تلك هى بقايا مقر الإخوان فى محافظة دمياط، التى كانت أحد المعاقل الرئيسة للجماعة، لكنها سرعان ما لفظت أنفاسها الأخيرة على يد من كانوا داعمين لمرشحيها بالانتخابات البرلمانية الماضية، بسبب سيطرتهم التامة على سوق الأثاث، والكساد الذى شهدته المحافظة على أيديهم فى العام الماضى، وإغلاق قرابة 50% من الورش، وتشريد الآلاف من العمال، ما دفعهم للخروج بمسيرات عارمة لم يكن يتوقعها أحد فى 30 يونيو الماضى.
الجماعة التى كانت تتباهى دائماً بأن دمياط هى أحد المعاقل الهامة لها، حيث إن بها أكبر رؤوس تمويل الجماعة على مستوى مصر، ضرب أبناؤها رقماً قياسياً فى حرق وتحطيم مقرات حزب الحرية والعدالة ومكاتب المستشارين القانونيين للحزب، ففى 30 يونيو لم يمر سوى نصف ساعة، إلا وكان المقر محطماً ومحترقة محتوياته. فى مدينة فارسكور أُغلق مقر الحزب بشارع البحر، كما أُغلق مقر النائبين محمد كسبة وسعد عمارة، وحُطمت اللافتات، وتمكَّن كبار البلدة من منع الشباب من حرق المقر 5 مرات خشية احتراق المنازل الكائنة بذات العمارة. كما تم تحطيم مقر الحزب بكفر البطيخ، وآخر بالخياطة، معقل جماعة الإخوان بدمياط، وحُطمت لافتاته، وتم تسليمه لصاحبه. وبكفر سليمان، مركز كفر سعد، أغلق الإخوان مقرهم الواقع بشارع مدرسة السيد عمر خشية التعرض له من قبَل الأهالى، كما اقتحم الأهالى مقر الحزب بتفتيش كفر سعد، وأشعلوا النيران فى الصور التى وُجدت بالمبنى لعدد من قيادات الجماعة. وهدد المقتحمون، أعضاء الجماعة بالمركز بأنه فى حال عدم عودتهم، فإنهم سيحرقون كل المحلات التابعة للإخوان بالمركز. وقال شهود عيان لـ«الوطن» إن أعضاء الجماعة ما زالوا يجتمعون سراً بمقر الحزب بكفور الغاب. من جانبه، طالب محمد المغازى، ناشط سياسى، بتفعيل القانون على الجماعة وإغلاق مقراتها ومصادرتها، فيما طالب أحمد عوض، أمين حزب الدستور بدمياط، بمصادرة كافة مقرات الإخوان لصالح الدولة. وطالب نبيل الحفناوى، مسئول اتصال جبهة الإنقاذ بدمياط، بحل الجماعة، وأى حزب قائم على أساس دينى مع غلق مقراتها وتفعيل دور لجنة شئون الأحزاب لمنع أى حزب دينى، ومصادرة جميع أموال الجماعة، خاصة أن الجماعة قد أضاعت الفرصة الأخيرة لها وبات لا تفاوض مع كل من خان وباع الوطن ولا تصالح. جدير بالذكر أن عدد مقرات حزب الحرية والعدالة والجماعة يبلغ 40 مقراً بدمياط، أُغلقت جميعها، كما حُطم مقر الجماعة الرئيسى بدمياط بالكورنيش، وألقيت كافة محتوياته بالشارع وذلك على خلفية قيام أنصار «المعزول» بحرق مكتب استعلامات الأمن الوطنى بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة.
