كتب : نجلاء أبو النجا منذ 17 دقيقة
في ختام عروض مهرجان مالمو السينمائي الدولي في دورتة الثالثة، عرض أمس السبت ثلاثة أفلام، الأول تونسي بعنوان "باب الفيلا"، ثم عرض الفيلم المصري "عشم " للمخرجة ماجي مرجان وهي الإعادة الثالثة للفيلم في المهرجان وقد لاقى إعجابا كبيرا من الجمهور سواء العربي أو السويدي الذي حرص على مشاهدة الفيلم أكثر من مرة، واختتم اليوم بعرض فيلم "حفلة منتصف الليل" للمخرج محمود كامل وبطولة رانيا يوسف ودرة وعبير صبري وأحمد وفيق ومنى هلا وتأليف محمد عبدالخالق.
حضر العرض المخرج محمود كامل والفنانة درة ممثلين عن الفيلم، وقبل عرض الفيلم بدقائق وجه المخرج محمود كامل كلمة للحضور قال فيها إنه صور الفيلم بالكامل قبل ثورة 25 يناير 2011 وكان متحمسا للفيلم باعتباره يحمل إسقاطات سياسية هامة تنتهي بحدوث ثورة، لكن بعد وقوع ثورة يناير وجد أن الفيلم فقد الهدف الأساسي له وهو التحريض على الثورة لأنها قامت بالفعل في الواقع فقرر عدم عرض الفيلم أو إحداث تغييرات فيه تتناسب مع الوقت ولا تجعله يبدو غير ملائما للواقع بل متخلفا عنه، لكن بعد الثورة ونتائجها التي لم تؤت ثمارها وجد أن الامور ربما عادت للوراء "وأصبحنا في حاجة لثورة جديدة"، لذلك وجد الفيلم ملائما للظروف الجديدة فتم عرضه.
يدور الفيلم عن امرأة شابة شديدة الثراء والنفوذ والجمال تقوم بدورها رانيا يوسف، تجمع كل أصدقائها المقربين في حفل خاص بمنزلها في منتصف إحدى الليالي وتبدأ في توجيه الاتهامات لهم حول وجود خيانة وينهار الجميع بمختلف توجهاتهم سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية، حيث يرمز كل صديق لفئة معينة، ويحدث احتكاك وصدام واعترافات ثم يختتم الفيلم بثورة من الفلاحين يقتحمون على أثرها الفيلا التي تقام بها الحفلة ويقتلون عشوائيا بعض الموجودين فيموت كل رمز للفساد سواء الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، ويعيش كل من بداخله رغبة في التغيير الإيجابي نحو الفقراء.
وعقب الفيلم عقدت ندوة لدرة والمخرج محمود كامل وأثنى الجمهور متعدد الجنسيات علي الإسقاطات السياسية التي برزت في الفيلم من خلال شخصيات الأصدقاء، وسأل الجمهور المخرج هل كان يتعمد هذه الإسقاطات ولماذا لم يأت بها مباشرة في فيلم سياسي وليس اجتماعي بمغزي سياسي، وأجاب محمود كامل بأن "الأفلام التي كانت تريد مستقبلا جديدا كانت لابد أن تعبر عن سقوط الأنظمة الظالمة حتى تستطيع البناء، وفي السينما يمكن تناول هذا الأمر بشكل فني ودرامي وهنا سيكون التأثير أكبر وأكثر عمقا"، وأضاف أنه "ربما ينطبق الفيلم بإسقاطاته على كل البلاد العربية التي حدثت فيها ثورات وليس مصر وحدها".
ومن ناحيتها قالت درة إنها سعيدة بالفيلم لأنه يعبر عن كل الأوطان العربية وأنها جسدت شخصية رشا المرأة الثرية العقلانية المتسلطة لترمز إلى سطوة المال والنفوذ الذي تنعدم فيه العاطفة ويعتمد على الأنانية، ومقتل رشا هذا النموذج الفاسد في الفيلم دعوة للتمرد على أي نظام اقتصادي مستبد.