أخبار عاجلة

صومالية تحكي معاناتها من الختان ومحاربتها له

صومالية تحكي معاناتها من الختان ومحاربتها له صومالية تحكي معاناتها من الختان ومحاربتها له

كتب : أروا الشوربجي السبت 07-09-2013 17:05

فادوما علي، 86 عاما، لا تزال تتذكر تلك التجربة المرعبة وهي في الثامنة، لم تنسي يوما آلام الختان، وعلى الرغم من ذلك لم تمنع مرور بناتها بنفس التجربة المريرة، لكن عندما جاء حفيدتها لها، قررت أن تتدخل لمنع ختانها.

ثمانية عقود منذ أن تشوهت الأعضاء التناسلية لـ"فادوما" الصومالية حين خضعت لعملية الختان، مرت عليها سنوات تعاني الألم والعديد من المشاكل الطبية، ولم تمنعها تجربتها القاسية من الوقوف أمام الضغوط الاجتماعية التي تقود التقليد وقامت بعملية الختان لبناتها، ولكن عندما واجهت حفيدتها نفس المصير، عرفت أن شيئا ما قد تغير، ولم تسمح "فادوما" لابنتها لول أن تفعل ذلك بحفيدتها سميرة، وقالت " "الأمهات هي المسؤولة عن رفض هذه الممارسة".

نشأت فادموما في ضواحي جالكايو، وهي مدينة في جنوب الصومال، وكان الختان شيئا طبيعيا تخضع له جميع البنات، وإذا رفضت كانت ستصبح منبوذة، كما أنها رأته شيئا مثيرا، وكان والدها يعمل بالجيش الصومالي وله أفكار مغايرة للمجتمع الصومالي لكثرة سفره حيث أنه رفض فكرة الختان لابنته، لكن أصرت جدتها علي الختان واصطحبتها حين كان خارج الصومال.

"إن عملية الختان يهدف منها ضمان العذرية قبل الزواج من خلال ضمان أن الجنس يكون مخيف ومؤلم بالنسبة للفتيات" هكذا رأت فادوما الختان.

لم تستطيع الأم الصومالية عدم مواجهة العرف الواقع في مجتمعها، فعندما أصبحت ابنتها "لول" في السابعة من عمرها كان يجب عليها أن تخضع للختان، "لان بدون ذلك، لن تتزوج ابنتي"، وبالرغم من أن لول واجهت مشاكل بسبب الختان أثناء الولادة إلا أنها لم ترفض ذلك لابنتها، إلا أن "فادوما" اعترضت قائلة أن الوقت قد تغير والنساء أصبحن أكثر قوة.

تربت سميرة، 22 عاما، حفيدة فادوما، في لندن الامر الذي أبعدها نوعا ما عن فكرة الختان، كانت تعمل عارضة أزياء، حتي جاءت لها الفرصة للاشتراك في تنفيذ فيلم تسجيلي عن الصومال تابع لإحدى قنوات البريطانية، حين التقت بالصوماليات اللاتي خططن لخضوع بناتهن لتلك العمليات، إن النساء الصوماليات خائفة من أن بناتهن تصبح غريبة وسط غيرهن، يؤدي لعدم زواجهن، وهذا هو السبب في أنها يكون عليها الموافقة علي الختان.

منذ انتهائها من الفيلم العام الماضي، قامت سميرة بجولة في المدارس مع منظمة إنقاذ الطفولة لتسليط الضوء على القضايا التي تواجه الصومال، "شيء واحد تعلمته هو أنه حين يقول الناس نحن نتحرك، فهم مستمرون"، هذا ما قالته سميرة.

DMC