كما أعلنت الجهات الرسمية عبر تعاميمها وبياناتها الإعلامية، وصفحاتها في مواقع التواصل، فإن اشـتراط التحصين بالحصول على لقاح كورونا للمرة الثانية بات أمرًا إلزاميًّا، وشرطًا أساسيًّا، وهدفًا صحيًّا لدخول المنشآت الحكومية ومقار الهيئات والمؤسسات والشركات والفعاليات المتنوعة والأنشطة الرياضية والسياحية والثقافية، واستخدام وسائل النقل "برًّا وبحرًا وجوًّا"، وأسواق النفع العام، والمولات التجارية والمطاعم، وغيرها الكثير من المرافق والمنشآت التي يرتادها بكثرة المواطن والمقيم على حد سواء..!!
من هنا يتضح أن الهدف وراء ذلك كله في صالح الأشخاص الذين لم يأخذوا الجرعات الكافية في الاعتبار الأول للتحصين من هذا الوباء ومكافحته قدر الإمكان بكل السبل المتاحة طبيًّا ووقائيًّا، نسأل الله أن يبعده عن بلادنا خاصة، وبلاد المسلمين والعالم أجمع، وذلك بتسهيل الحصول على الجرعات، وأخذها بسهولة تامة دونما مواعيد طويلة أو انتظار ممل..!!
إن الأشخاص الذين لم يتلقوا الجرعات حتى اللحظة عليهم المسارعة بأخذها أسوة بمن سبقوهم في التحصين حفاظًا لصحتهم، واستشعارًا لمبدأ المسؤولية الاجتماعية في عدم نقل هذا الوباء "الفيروس" للمحيطين بهم من أبنائهم وأسرهم وكبار السن من أهليهم وأقربائهم.. وهذا جانب من الأهمية بمكان. كما أن التوصيات والتجارب في هذا الخصوص أثبتت جدواها لمن أخذ هذا اللقاح؛ إذ كانت الأعراض والمناعة أكبر وأجدى مقارنة بغيرهم..!!
لا أدرى ما الذي يجعل البعض ممن لم يأخذ اللقاحات والتحصينات المطلوبة مترددين كل هذا الوقت؟ هل التردد ناتج من رهبة وفوبيا تحتاج لعلاج فعلي، أم إنهم وصلوا لقناعة تامة ويقين ثقة بأن هذا الفيروس في أمتاره الأخيرة، ولم يعد يشكل هاجس خوف يستدعي معه أخذ التحصين، وأن الأمر بات مجرد مسألة وقت لاختفاء هذا الوباء، والعودة لممارسة الحياة من جديد كما كانت في السابق..؟
أني أتساءل إلى متى هذا التردد من قِبل هؤلاء طالما أن التحصين بات لزامًا وشرطًا أساسيًّا في التعاملات والمراجعات ودخول الأنشطة والفعاليات والتسوق بأريحية..؟!!محمد الصيعري