كتب : أ ش أ منذ 15 دقيقة
وصف السفير خالد ثروت سفير مصر لدى الأردن، العلاقات الأردنية المصرية بـ"الممتازة"، علاوة على أنها تتمتع بالخصوصية والاستراتيجية. مؤكدا أن هناك تقاربا في المواقف وتنسيقا دائما بين القيادتين السياستين في البلدين، خاصة فيما يتعلق بالوضع في سوريا وعملية السلام.
وقال السفير ثروت، إن المصالح المشتركة بين القاهرة وعمان كبيرة جدا، فمصر هي بوابة الأردن الشرقية إلى القارة الإفريقية فيما تعتبر المملكة بوابتها الغربية إلى قارة آسيا.
وأفاد في هذا الإطار بأن البضائع الأردنية تنقل بالشاحنات إلى مصر ومنها إلى ليبيا والسودان بالقارة السمراء، فيما تنقل البضائع المصرية إلى الأردن ومنها إلى سوريا (قبل الأحداث) وإلى لبنان والعراق والسعودية بآسيا.
السفير ثروت: ملف الغاز مهم جدا للعلاقات المصرية الأردنية
وأكد السفير ثروت، أن الأردن يساند مصر في أوقات الشدة.. مشيدا بقرار العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الخاص بإرسال مستشفى ميداني عسكري إلى مصر للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمواطنين المصريين وتخفيف العبء عن القطاع الصحي المصري.
وأشاد بالسياحة الأردنية الوافدة إلى مصر، خاصة في ضوء تخوف بعض الجنسيات من الذهاب إلى سيناء، رغم استقرار الأوضاع في جنوبها.. منوها أن السياحة الأردنية لاتزال منتشرة في جنوب سيناء خاصة خاصة في مدينتي شرم الشيخ وطابا.
وثمن الزيارة التاريخية التي قام بها العاهل الأردني لمصر عقب ثورة 30 يونيو في يوليو الماضي؛ لأنها كانت أول زيارة لزعيم عربي ودولي لمصر بعد هذه الثورة، قائلا: "إن الملك عبدالله الثاني جاء مؤيدا لرغبة الشعب المصري وللخطوات التي تم اتخاذها فيما بعد".. مؤكدا أن هذه الزيارة كانت بمثابة خطوة شجاعة جدا لأنها جاءت مبكرة قبل معرفة تداعيات الثورة واتجاهها.
وأشاد بتصريحات المسؤولين الأردنيين التي أعقبت زيارة الملك عبدالله الثاني ومن بينهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ووزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، التي جاءت مؤيدة وداعمة لمصر.. مشيرا في هذا الصدد إلى الجهود الخاصة التي قام بها وزير خارجية الأردن مع نظرائه في الدول المختلفة لتأييد إراده الشعب المصري.
وقال السفير ثروت، إن ملف الغاز مهم جدا للعلاقات المصرية الأردنية، حيث يعتمد قطاع الطاقة الأردني على نسبة 80% أو أكثر من الغاز المصري.. مشيرا إلى أن هناك اتفاقا على توريد كميات معينة من الغاز للأردن ولكن نظرا لأسباب فنية ولمشاكل خارجة عن إرادة الجانب المصري في مجال الطاقة أدى إلى تذبذب توريد هذه الكميات.
وأضاف "إن النية في مصر دائما هي الوقوف بجانب الأردن وعدم التخلي عنه وبالتالي الاستمرار في توريد الغاز إليه، "لافتا إلى أن الغاز متوقف حاليا بسبب عمليات تفجير إرهابية لأنبوب الغاز في سيناء".
وأشار إلى أن المنطقة التي يوجد فيها أنبوب الغاز، تشهد عمليات عسكرية ضد الإرهابيين، وبمجرد انتهائها سيتم إصلاح الخط.. موضحا أن عملية إصلاح للخط من المقرر لها أن تستغرق عشرة أيام، ثم بعدها سيتم إعادة توريد الغاز للأردن مرة أخرى.
وأكد السفير ثروت، أن مصر تقف بجانب الشعب السوري لنيل حقوقه.. مشددا على أن الموقف المصري يعارض توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا لأنها قد تزيد من الضحايا المدنيين وهو ما يمثل تعارضا مع ميثاق الأمم المتحدة.
كما أكد ضرورة الاستناد إلى حلول سياسية تضمن الحفاظ على الدولة السورية وتكامل النسيج الاجتماعي لها ومحاكمة مرتكبي الجريمة البشعة، التي استخدم فيها السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل.. والإسراع في عقد مؤتمر (جنيف 2).
وحول عملية السلام، قال السفير ثروت "إن مصر تعرضت لاتهامات بأنها كانت غائبة عن ملف عملية السلام، ولكن بعد ثورة 30 يونيو بدأت تتحرك وتعود إلى مكانها الطبيعي، حيث زار وزير الخارجية نبيل فهمي الأردن يوم 25 أغسطس الماضي وبعدها رام الله، وهذا يأتي في إطار التنسيق المشترك بين عمان والقاهرة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، وخاصة عملية السلام".
وأضاف "يجب أن نكون متفائلين إزاء عملية السلام.. فالخيار الاستراتيجي هو الاتجاه للسلام وليس الحرب.. وإذا لما نحصل في النهاية على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس لن يكون هناك سلام مع إسرائيل".
وتابع "إذا حاولت إسرائيل اختزال عملية السلام بالحصول على حقوق ومكاسب على حساب الشعب الفلسطيني فإن عملية السلام قطعا ستفشل". وأعرب السفير ثروت عن أسفه إزاء الإجراءات التي تمارسها إسرائيل بحق مدينة القدس والتي تهدف إلى تهويدها.. قائلا "إننا نرفض هذه الإجراءات رفضا قاطعا.. منددا باستمرار إسرائيل بالحفريات أسفل المسجد الأقصى وإقامة منصة في ساحة المسجد الأقصى.
وثمن موقف الأردن في هذا الإطار الذي أبدى احتجاجا شديدا اللهجة على بناء هذه المنصة.. معربا عن أمله في أن تستجيب إسرائيل لمطالب الأردن بإزالة المنصة ووقف الاعتداءات على الأقصى.
وشدد السفير ثروت، على أن إسرائيل هي المستفيدة من الانقسام الفلسطيني، الذي يؤدي بدوره إلى ضعف موقف الفلسطينيين في الموقف التفاوضي وفي المقاومة وفي كل المجالات.
وقال "إن المصالحة خطوة واجبة ويجب إتمامها في أقرب وقت ممكن".. مؤكدا استعداد مصر لإنجاز عملية المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، خاصة وأنها كانت لها جهود حثيثة في الفترة الماضية.