تناول الكاتب البريطانى المخضرم روبرت فيسك الموقف الروسى من الأزمة السورية، وقال فى مقاله، اليوم الجمعة بصحيفة "الإندبندنت": إن هناك الكثير من القصص التى تكشف عن حذر من قبل القادة العرب، وأيضا من القادة الغربيين المتعجرفين، إزاء تعاملات موسكو مع الشرق الأوسط.
يقول "فيسك" إنه قبل عدة سنوات، عقد الرئيس الروسى اجتماعا فى وقت متأخر من الليل مع مبعوثه الخاص، وطلب منه الذهاب مجددا للقاء ديكتاتور عربى ويقدم له تحذيرا شخصيا من هجوم أمريكى وشيك. ولو كان الرئيس العربى تنحى عن منصبه طواعية، وسمح بإجراء انتخابات ديمقراطية، وفقا للرسالة، فيستطيع البقاء فى وطنه والاحتفاظ بمنصبه الحزبى. وكان هذا الديكتاتور هو صدام حسين، وكان الموعد فبراير 2003، وكان المبعوث هو يفجنى بريماكوف، وكان الرئيس هو فلاديمير بوتين، وربما يجب أن تكون هذه القصة فى ملف أوباما فى سان بطسبرج فى اجتماعات قمة العشرين. فبريماكوف، الرئيس السابق للمخابرات الخارجية الروسية، وهو وزير خارجية ورئيس حكومة سابق، كشف عن المبادرة السرية لبوتين فى كتابه الذى لم يحظ باهتمام "روسيا والعرب"، والذى يحتوى على الكثير من القصص التحذيرية للقادة العرب والغربيين عن تعاملات موسكو مع الشرق الأوسط، ولا سميا سياسات بوتين.. فقد وجه بوتين بريمكوف لتوجيه الرسالة لصدام مباشرة وليس لوزير خارجيته طارق عزيز. فقد أراد أن يكون المقترح أمام صدام مباشرة، على أساس أنها آخر فرصة لصدام لتجنب الهجوم الأمريكى.
لكن صدام اتهم روسيا بمحاول خداعه مرة أخرى مثلما فعل عندما قالت له إنه لو انسحب من الكويت عام 1990، لن تهاجم أمريكا العراق.
ويعتقد "فيسك" أنه من المحتمل أن يرغب أوباما فى أن يرسل بوتين وزير خارجيته سيرجى لافروف لدمشق برسالة مشابهة لبشار الأسد. فقد كان ما دفع بوتين لإرسال رسالته لصدام بالاحتفاظ بمنصبه الحزبى هو تجنب عدم الاستقرار فى المرحلة التالية. لكن المشكلة فى سوريا أن عدم الاستقرار بدأ فى 2011، وتحول إلى أبشع حرب أهلية فى المنطقة.