كتب : الوطن الأربعاء 04-09-2013 10:16
فى الوقت الذى يقاتل فيه رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، ودعم الإخوان فى مواجهة الشعب، الذى أسقطهم فى ثورة 30 يونيو، ومحاولة تكوين جبهات دولية لفرض عقوبات على مصر، طاردته لعنة المذابح وجرائم التطهير العرقى، والإبادة الجماعية التى ارتكبتها تركيا ضد الأرمن فى عام 1915.
سنوات من الظلم والاستبداد والمذابح، تعرضت لها أرمينيا على أيدى الأتراك، فى نهايات القرن الـتاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كادت تتسبب فى إبادة جنس الأرمن بشكل نهائى، لولا نجاح أعداد منهم فى الهروب والنزوح لعدد من البلدان، كانت مصر فى صدارتها.
روايات دموية وحكايات مأساوية مروعة، مر عليها قرابة 100 عام، كادت تطويها صفحات التاريخ، إلا أنها عادت من جديد إلى الحياة، على ألسنة أبناء وأحفاد عاشوا وتربوا فى مصر، لينقلوا ذكريات الآباء حول مذابح أجداد أردوغان بحق أجدادهم.
هنا خرج الأرمن يستنكرون موقف أردوغان، ويذكرونه بما فعله أجداده، ويطالبون العالم وفى مقدمته مصر بالاعتراف بمذبحة الأرمن التى نفذتها السلطات التركية، وراح ضحيتها أكثر من مليون و500 ألف أرمنى، وسط تجاهل تام من تركيا التى تكيل الاتهامات الجزافية إلى الجيش المصرى.
يقول أبناء الجالية الأرمينية، الذين تصل أعدادهم إلى 10 آلاف، إنهم لن يثنيهم شىء عن مواصلة إجراءات محاكمة الحكومة التركية، أمام المحكمة الجنائية الدولية، والاعتراف بالمذبحة، بغرض إعادة الحقوق إلى أصحابها، بدءا من الأراضى الأرمينية الواقعة تحت الاحتلال التركى حتى اليوم، مروراً بالتعويضات المالية عن سنوات التشريد والقمع، ونهاية بفرض عقوبات مشددة على الدولة التركية دولياً.
يتحدثون لـ«الوطن» ولسان حالهم يقول لأردوغان «اسأل نفسك ماذا فعلت تركيا بحقوق الإنسان، قبل أن تفكر فى البحث عن تلك الحقوق فى مصر؟».