أخبار عاجلة

«الوطن» فى قرية «حبارة».. وشقيقه: لو ثبت قتله الجنود «يشيل شيلته»

«الوطن» فى قرية «حبارة».. وشقيقه: لو ثبت قتله الجنود «يشيل شيلته» «الوطن» فى قرية «حبارة».. وشقيقه: لو ثبت قتله الجنود «يشيل شيلته»
فرحة بين الأهالى للقبض على «الإرهابى».. ومواطنون: «كان بيمشى بالسلاح واتحكم ورجالته فى البلد بعد الثورة»

كتب : نظيمة البحراوى وأحمد محمود منذ 4 دقائق

«كان بنى آدم بسيط وبعدين اتفرعن، وافترى وكان بيمشى بالسلاح هو ورجالته واتحكموا فى البلد بعد ثورة 25 يناير، الحمد لله استريّحنا منه».. بهذه العبارات اختزل أهالى قرية الأحراز التابعة لمركز أبوكبير، قصة حياة «عادل حبارة» قائد عملية قتل الجنود فى مذبحة رفح الثانية.

بالفرح والارتياح استقبل أهالى القرية، خبر اعتقال حبارة، فرح البعض تجرأ على إعلانه، بعد سقوط «البلطجى الذى تحكم فى البلد»، فى حين فضل آخرون الصمت مكتفين بالقول: «إحنا مالناش دعوة إحنا ناس كافيين خيرنا شرنا ومش عاوزين مشاكل مع حد».

«طارق»: واثق من براءة أخى ومخبر شرطة لفق له التهم وأحد الأهالى: كان بنى آدم بسيط وبعدين اتفرعن

«جايين عشان حبارة؟».. هكذا تهامس وتساءل أهالى القرية، بمجرد أن وطئت أقدامنا القرية، وبمجرد أن رددنا بـ«نعم» سارعوا لإرشادنا لمنزل عائلته الذى خيم عليه الحزن والحسرة.

فى الطريق للمنزل، سارع مرشدنا للمنزل، إلى كشف قصة حياة حبارة، قائلاً: حياته تشبه الدراما والأفلام السينمائية، فبعد الهرب من منزل عائلته وهو فى الـ11 بسبب المشاجرات التى كانت تنشب دوماً بين والديه، عاد بعد عدة أشهر وظل بالقرية حتى أنهى تعليمه المتوسط، وفجأة ارتدى الجلباب وأطال لحيته، وافترى على الجميع؛ الأهالى وحتى الشرطة.

وتوقف مرافقنا عن الحديث بعدما اقتربنا من المنزل، وانسحب بعدما أشار لنا إليه، وبمجرد أن طرقنا الباب، استقبلنا شقيقه الأكبر طارق، ميكانيكى، وجلسنا داخل غرفة متواضعة بها بعض الموكيت وأسند طارق ظهره للحائط وبدأ فى سرد روايته عن حياة شقيقه قائلاً: «نحن ستة أشقاء، أنا، وعادل، ومحمد، و4 فتيات، نشأنا بمنزل بسيط وأحسن والدانا تربيتنا، وتحملت والدتنا الجزء الأكبر فى تربيتنا خصوصاً أن والدى يعمل بالمطابخ الجامعية بجامعة القاهرة ولم يكن موجوداً بالمنزل سوى ثلاثة أيام فى الأسبوع، قبل أن ينفصل عن والدتى من حوالى 13 سنة ويتزوج من امرأة أخرى وعاش بعيداً عنا فى قرية ثانية».

وتابع: «عادل عاش معانا من غير ما يعمل أى مشاكل مع حد، وبعد ما خلص تعليمه، وحصل على شهادة دبلوم التعليم الفنى الثانوى الصناعى غادر القرية وتوجه للعمل ببندر أبوكبير، وعمل فى مهن كثيرة منها «جزار، وبائع فاكهة، وبائع بمحل فول وفلافل»، وكوّن نفسه وبعدين تعرف على فتاة وشاء الله أن تتعرض لحادث وبترت يدها أثناء توجهها لدراستها بالجامعة وأصر على إتمام الزواج منها وأنجبا بنتين فاطمة 4 سنوات، وعائشة 6».

وأضاف: بدأت مشاكل عادل مع الشرطة قبل قيام الثورة بسنتين أو ثلاث، حيث تتبعه مخبر أمن الدولة بمركز أبوكبير بعد أن أطلق لحيته وارتدى دائماً الجلباب الأبيض، وبعدها بفترة وجدت المخبر يقول لى إن عميداً بأمن الدولة بالزقازيق يريد مقابلتى، فذهبت له وسألنى «فين عادل»، فرددت «عادل مسافر ليبيا».

وقال شقيق حبارة: ما إن أخبرت عادل هاتفيا بما حدث، حتى سارع بالعودة بعدما كلمته بأسبوع، وذهب للعميد، بدون أن يعرف المخبر، «ومن ساعتها والمخبر حطه فى دماغه»، وأضاف: «فى يوم عادل كان بيصلح الموتوسيكل بتاعه راح مخبر أمن الدولة وأمين شرطة تعديا عليه فضربهما بسلاح أبيض «مطواة»، واعترف بذلك بعدما قبض عليه، ورُحّل إلى سجن الوادى الجديد وحُكم عليه بالحبس لمدة عام، لكنه هرب بعد فتح السجون وتهريب المساجين خلال ثورة يناير، فعاد لمنزله بمدينة أبوكبير حتى طاردته الشرطة بعد هربه من كمين أمنى وأصيب بطلق نارى بقدمه، وتعدى على ضابط، وحكم عليه بالحبس 10 سنوات غيابياً، وفر هارباً، ثم عاد مرة أخرى واتُهم بقتل مخبر وحُكم عليه بالإعدام غيابياً وترك البلدة نهائياً.

ومضى طارق يقول: أنا واثق أن عادل لم يرتكب مجزرة رفح، فقد ذهب إلى سيناء منذ عدة أشهر هرباً من حكم إعدام غيابى ليس أكثر، وسأقف بجواره حتى تظهر براءته من ارتكاب هذه المجزرة، لكنه عقب قائلاً: «ولو أثبتت الشرطة تورطه فى قتل الجنود يبقى يشيل شيلته».

من جهتهم، أكد أهالى القرية الذين التقت معهم «الوطن»، فور خروجنا من منزل شقيق عادل، أنهم لا يستبعدون تورطه فى قتل جنود رفح، وقال صلاح عبدالرحيم، موظف وأحد الأهالى: إحنا نعرفه باسم عادل أبونجيب، وهو ترك القرية من عدة سنوات وقعد فى أبوكبير بس بييجى يزور أهله كل فترة، وخصوصاً إذا كان هناك مشاكل مع جيرانهم»، وتابع: «مرة وقعت مشاجرة بين إخوته ووالدته وجيرانهم، والطرفان تعديا على بعضهما بالضرب، وعندما علم عادل جاء مع رجالته مستقلين موتوسيكلات، ومعهم أسلحة نارية، وكلهم كانوا لابسين جلاليب بيضاء وقصيرة، ودخلوا على بيت جيران أسرته، ضرب عادل جارهم «كامل أبوحرشة» علقة موت وكان اللى معاه واقفين يأمّنوه وأهالى البلد بيتفرجوا، وخرج عادل وهدد أى أحد يتشاجر مع عائلته.

وانتقلت «الوطن» إلى منزل «حبارة» فى أبوكبير، والذى انتقل إليه بعد تصاعد المشاكل بينه وبين الشرطة.

وفى منزله المكون من دورين، الثانى بدون سقف، بحى أولاد فضل ببندر أبوكبير، لم نجد زوجته، كما توقعنا، فلم يكن بالمنزل غير أشقاء زوجته، وقالت الشقيقة الكبرى إن زوجة حبارة وطفلتيها غير موجودين، وأضاف شقيقها أنه منذ قدومه من عمله بإحدى الدول العربية منذ شهر لم يجد شقيقته أو زوجها بالمنزل ولم يعلم مكان وجودهمما.

وفى حين رفض أهل زوجته الحديث معنا، سارع أهالى الحى إلى الشكوى منه، وإظهار فرحهم بالقبض عليه، قائلين: «عادل كان عنده حب الزعامة والسيطرة، وما بيمشيش فى البلد غير بالموتوسيكل والسلاح هو ورجالته».

وقال الحاج أحمد: «عادل كان بيتحكم فى كل شىء، اللى كان عنده مشكلة مع حد كان يروح يحلها، وكان يمشى لو سمع صوت أغانى فى بيت حد يجبره على قفلها، وكان بيروح على الشباب اللى بيتاجر فى المخدرات فى المقابر وياخد منهم المخدرات ويحرقها فى ميدان المحطة»، مضيفاً: «هو برضو كان راعب الأهالى، ولازم يتحاكم لأنه قتل مخبر ويتّم عياله، وضرب ضابط قبل كدا، دا غير أن الشرطة بتقول إنه قتل جنود رفح».

DMC