كتب : رويترز منذ 8 دقائق
زاد هجوم شنه مسلحون على سفينة حاويات في قناة السويس من المخاطر التي تواجه شركات الشحن التي تستخدم الممر المائي الحيوي، حيث من المحتمل ظهور مزيد من التهديدات مع استمرار الاضطراب السياسي.
ومن شأن أي هجوم كبير تتعرض له القناة أن يسبب مزيدا من الأضرار للاقتصاد، الذي يستفيد من رسوم قيمتها نحو خمسة مليارات دولار سنويا نظير المرور بالقناة.
وقال ديفيد ولش الخبير لدى رامورا المملكة المتحدة المتخصصة في إزالة المتفجرات ومكافحة الإرهاب، إنه "طالما كان عبور السفن لقناة السويس مبعث قلق للكثيرين"، مشيرا إلى أن القرب من البر خلال جانب كبير من ممر العبور يجعلها هدفا جذابا، مضيفا: "أظن أن الهجوم على أي خط بحري رئيسي أو ميناء هام سيأتي ضمن أولويات كثير من المجموعات الإرهابية. تخيل الفوضى التي قد تحدث إذا تمكنوا من تعطيل أو إغراق سفينة كبيرة في القناة".
وأكد مصدر أمني أمس أن الهجوم على السفينة يبدو أنه من عمل أفراد وليس منظمة، مضيفا: "ليست لدينا معلومات حول وجود منظمة تستهدف حركة السفن في قناة السويس"، لكن "المعلومات المتاحة تؤكد أن بعض العناصر كانت تسعى لاستهداف القناة باعتبارها منشأة مهمة ودولية، وسيترك أي حادث يقع فيها تأثيرا كبيرا على الساحة الدولية"، مشيرا إلى أن حادثا كهذا يمكن أن يقع مجددا رغم الإجراءات الأمنية المشددة على امتداد القناة، والمناطق السكنية يمكن أن تُستخدم في نقل أسلحة خفيفة بدون أن يتم رصدها.
وقال ألان فريزر من شركة إيه.كيه.إي الأمنية: "سلط مسؤولون أمنيون الضوء على تهديدات واضحة للقناة ومنشآتها البرية خلال الأشهر الماضية"، مشيرا إلى أن "الإجراءات الأمنية زادت حول المنشآت العامة الرئيسية في مصر في الآونة الأخيرة، رغم احتمال حدوث مزيد من الهجمات على مدى الأشهر المقبلة".
وتعرضت سفينة الحاويات كوسكو إيشا المسجلة في بنما، لإطلاق نار في قطاع شمالي بالقناة السبت الماضي.
وقال مايكل فرودل الخبير لدى شركة سي-ليفل لاستشارات المخاطر البحرية بالولايات المتحدة، إن "الهجوم الذي نفذه على الأرجح إرهابيون أجانب أو مصريون يعملون مع أجانب من قواعد في شمال شرق سيناء على السفينة، يُظهر لنا إمكان حدوث هجمات أخرى مماثلة يشنها إرهابيون آخرون أجانب أو مصريون يعملون معهم، من البر وتستهدف تعطيل التجارة العالمية، واحتمال نجاح تلك الهجمات".
وأوضح متحدث باسم مايرسك أكبر شركة لسفن الحاويات في العالم، أن أنشطتها في قناة السويس لم تتغير، في الوقت الذي "نواصل فيه مراقبة الموقف ونهتم كثيرا بأي تطورات أو توصيات من السلطات المحلية".
وقال متحدث باسم شركة توماس ميلر للتأمين على النقل البحري: "سننصح جميع السفن التي تعبر تلك المنطقة بتوخي الحذر الأمني على الدوام".
ومن جانبها، قالت لجنة الحرب المشتركة التي تضم أعضاء من اتحاد سوق لويدز، وممثلين عن سوق شركات التأمين في لندن، إنها تراجع الموقف، وامتدت قائمة اللجنة للمناطق عالية المخاطر التي تراقبها عن كثب شركات التأمين على النقل البحري وشركات تقييم المخاطر، إلى الآن حتى إريتريا في البحر الأحمر، نظرا لتهديدات القرصنة.
ولفت نيل روبرتس المسؤول الكبير باتحاد سوق لويدز، إلى أن الاتحاد "يتطلع لمزيد من المعلومات حول ما إذا كان هذا الهجوم يدل على توجه ما، وما إذا كان المنفذ فردا أم جماعة. لن نسعى لتعديل أي شيء حتى يكون لدينا مزيد من التفاصيل"، مضيفا: "قائمة المناطق عالية المخاطر لا تضم حاليا مصر وقناة السويس".