جمعت فعالية زهى الطائف حضوراً متنوعاً يربط الماضي مع الحاضر، عبر محطات مرئية ومسموعة مليئة بالفن والألوان والتراث والزراعة.
وفي البداية، خصصت الفعالية عند باب الدخول موظفين مهمتهم الترحيب بالزوار، لتبدأ الرحلة يميناً بمنطقة ورش الزراعة ومنطقة الأطفال، مروراً بأكشاك الأسر المنتجة، وصولاً لمعارض التراث.
وتقف عدد من الحرفيّات مثل أم مخلد وأم سلطان وشبيبة الجعيد وغيرهن اللاتي استطعن جذب الكثيرين لمعرفة حياكة المنسوجات التراثية بكل أشكالها وأصنافها في رحلة تعيد الجميع لزمن جيل الطيبين.
وقالت شبيبة الجعيد إنها استمرت في خياطة مسامة الهجن التي توضع فوق ظهر الذلول، نحو شهرين واختارت اللون الأخضر وشعار السيفين والنخلة، وما دفعها لذلك هو ارتباط الطائف بأهم مهرجان عالمي وهو مهرجان ولي العهد للهجن الذي ستنطلق سباقاته بعد 10 أيام.
وأوضحت أن سعر القطعة التي قامت بحياكتها يدوياً يصل 15 ألفاً، ولفتت أم مخلد إلى أن برامج الهيئة السعودية للسياحة شجّعتها للمشاركة لما تلقاه من إقبال متزايد، ومن معارض التراث لا يستطيع الزائر تجاوز باعة الفواكه الموسمية كالحماط والتين والعنب الطائفي والبرشومي، وغيرها مما لذ طعمه وزها لونه، وصولاً لمعارض الورد الطائفي.
من ناحيته، أفاد المزارع جميل بن مشيهيب أنهم يعرّفون الزائر بطرق تصنيع وتقطير دهن الورد ومشتقاته الأخرى كاللوشن والصابون ومرشّات الفرش وغيرها، لتبدأ رحلة ممر "الخيال" ذي اللون الأخضر الباهي المرصّع بالإضاءات الذهبية الخافتة، وتحفّه موسيقى العازفين عبر آلات البيانو والقانون وتقاسيم العود الشجي، ويشير ريان الكثيري (عازف قانون) إلى أنه وجد جمهوراً يسأل وينصت ويوثّق تفاصيل اللحظة، فيما لفت عادل عبدالدائم (عازف بيانو) إلى أنه يقدم ألحاناً متنوعة لاقت اهتماماً واسعاً من كل الشرائح.
ومن محطة العازفين؛ يظهر الأطفال وهم يلتفون حول الرسّام خالد عسيري في معرض الرسم لتعلّم أساسيات القياس بالمراسم والمساطر والألوان، وفي ممرات الفعالية لابد أن يتجه الاهتمام للفرقة الفنية الأوكرانية التي تشارك الأسر والعوائل بلوحات راقصة تجذب الأنظار لأول مرة، ومنها لمنطقة المطاعم والتذوّق المفتوح.
وفي محطة الفنون؛ تصدح الفرق الحجازية بالحيوما والمجرور الطائفي والأهازيج الشعبية على إيقاع المزمار والطار والدبكات المتنوّعة، ليشاهد الحضور كل هذه المحطات الرائعة وتوثقها الكاميرات، وتشنّف لها المسامع، متنقلين بين محطة وأخرى.
كل ذلك ضمن برامج صيف السعودية، الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة تحت شعار "صيفنا على جوّك" في 11 وجهة غنية بالتنوّع الطبيعي والأجواء الرائعة، يقدّم من خلالها 500 تجربة سياحية عبر أكثر من 250 شريكاً من القطاع الخاص.
وتستمر فعالية زهى الطائف لـ 60 يوماً بحديقة الفيصلية في الحوية.
