أخبار عاجلة

التنقيب عن الآثار.. هوس يجتاح عقول البسطاء

اشترك لتصلك أهم الأخبار

كشفت قضية الآثار الكبرى، للحفريات غير الشرعية، للتنقيب عن الآثار، المتورط فيها علاء حسانين، عضو البرلمان الأسبق، المعروف إعلاميا بـ«نائب الجن والعفاريت»، ابن قرية أسمو العروس بمركز دير مواس فى المنيا، وحسن راتب، رجل الأعمال، و17 متهما آخرون على مستوى الجمهورية- قيام مواطنين بإجراء 1200 مخالفة حفريات غير شرعية، خلال العامين الماضيين، داخل محافظات شمال الصعيد، « المنيا- أسيوط - بنى سويف- الفيوم- الوادى الجديد»، معظمها داخل المنازل، ومنشآت حكومية، خارج نطاق المناطق الأثرية.

معبد إسنا بالأقصر

واجه قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، المعدل برقم 91 لسنة 2018، تلك الأطماع الشخصية بعقوبات رادعة، حيث يعاقب القانون المتورطين فى تلك الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه، ولا تزيد على 50 ألف جنيه، كل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة، أو هدم أو أتلف عمدا أثرا أو مبنى تاريخيا، أو شوهه أو غير معالمه، أو فصل جزءا منه، أو أجرى أعمال الحفر الأثرى دون ترخيص، أو اشترك فى ذلك، وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه
ولا تزيد على 50 ألف جنيه، إذا كان الفاعل من العاملين بالدولة المشرفين أو المشتغلين بالآثار أو موظفى أو عمال بعثات الحفائر، أو من المقاولين المتعاقدين مع الهيئة أو من عمالهم.

ضبط ٣٥ قضية تنقيب عن الآثار فى محافظة الأقصر خلال أشهر قليلة

باتت حُمى البحث عن الثراء السريع عبر التنقيب السرى عن كنوز الفراعنة المخفية فى باطن الأرض صداعا مستمرا يؤرق الأجهزة المعنية يوما تلو الآخر مع تزايد العمليات فى مختلف مراكز الأقصر داخل المنازل القديمة وخاصة القريبة من المناطق الأثرية، التى راح ضحيتها عشرات من الشباب والعمال المشاركين فى عمليات الحفر، ما دعا إلى التشديدات الأمنية حول المناطق الأثرية المنتشرة فى الصحراء لحمايتها من عمليات التنقيب بجانب وضع سلك شائك حول منطقة المنازل المهجورة الموجودة خلف معبد إسنا لحمايتها من تسلل المنقبين الذين يظهرون على فترات ويتم ضبطهم.

ضبط ٣٥ قضية تنقيب عن الآثار فى محافظة الأقصر خلال أشهر قليلة

وخلال الأشهر القليلة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط أكثر من ٣٥ قضية تنقيب، والتى يأتى مركز إسنا بالمرتبة الأولى من حيث حالات عمليات التنقيب بالمدينة والقرى، تليه مراكز القرنة وأرمنت بمنطقة الغرب، حيث تمكنت قوات الأمن من ضبط عمليات تنقيب بقرية الشغب وقبلها ضبط ٤ أشخاص ينقبون بمنازل مهجورة خلف معبد إسنا، بجانب ضبط ٣ أشخاص ينقبون بقرى القرايا وكومير.

ضبط ٣٥ قضية تنقيب عن الآثار فى محافظة الأقصر خلال أشهر قليلة

وتعتبر المنطقة المجاورة لمعبد إسنا، جنوب الأقصر، والتى تضم عشرات من المنازل القديمة المهجورة، من أشهر المناطق للتنقيب السرى، ما أدى إلى انهيارات فى العديد منها نتيجة الحفر العشوائى لمسافات عميقة لا تقوى أساسات المنازل على تحملها، وأدى التنقيب فى هذه المنطقة خلال منتصف العام الماضى، على مسافة ٢٠٠ متر من معبد إسنا، إلى الوصول لكشف أثرى يرجع للعصر البطلمى، حيث تمكنت قوات الأمن من ضبط شخصين أقاما حفرتين داخل أحد المنازل المهجورة، بطول ٣ أمتار، حيث وجد على جدار منهما رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش الغائر، والثانية بالاتجاه الغربى بطول مترين، انتهت بسرداب فى الاتجاه الشمالى يقع بين جدارين من الحجر الرملى أحدهما عليه رسومات ونقوش ملونة وكتابات باللغة الهيروغليفية بالنقش البارز عليه خرطوشة تحمل اسم «الملك بطليموس» ونقش ملون للمعبودة «نيت»، وهى من المعبودات الرئيسية لمعبد إسنا، وتم التحفظ على الموقع.

ضبط ٣٥ قضية تنقيب عن الآثار فى محافظة الأقصر خلال أشهر قليلة

وتعد منطقة بين الجبلين بمركز إسنا بجنوب الأقصر، من أشهر المناطق الأثرية التى تعرضت لعملية اعتداءات متكررة من جانب المنقبين ومحاولة الاستيلاء عليها من جانب الأهالى، إلا أن السلطات المحلية بالتعاون مع منطقة آثار العليا والأجهزة الأمنية نجحت فى إزالة أكثر من ٣٠ حالة تعدٍ بالبناء وتجريف الأراضى بمنطقة بين الجبلين الأثرية، والتى مثلت وقتها خطرًا على معالمها التاريخية، والتى يرجع تاريخها الى العصور الفرعونية الأولى والتى كانت مقرا للإله حتحور، والتى فرضت الأجهزة الأمنية سياجاً كاملاً حولها لمنع تجدد الاعتداءات، ووضعها تحت الحراسة الدائمة وحراستها من خلال الخفراء التابعين للآثار.

ضبط ٣٥ قضية تنقيب عن الآثار فى محافظة الأقصر خلال أشهر قليلة

وقال فرنسيس أمين، الباحث الأثرى، إن هوس التنقيب عن الآثار والبحث عن الثراء السريع زاد بعد عام 2011 بصورة كبيرة، وما ساعد لزيادة الهوس العديد من العوامل، لعل أبرزها وسائل التواصل الاجتماعى التى يتم الإعلان فيها عن أدوات التنقيب بجانب إعلانات المشايخ مدعى القدرة على المعرفة فى الحفر.

وأضاف أن الشائعات والخرافات تسيطران على العامة للتنقيب عن الآثار، بهدف النصب على البسطاء للحصول منهم على المال من خلال عدد من الطقوس ومنها إشعال بعض أنواع البخور النادرة بكثافة، مع قراءة أوراد من بعض كتب السحر الشعبية بهدف تحديد أماكن الآثار، لافتاً إلى أن ٧٠٪ من عمليات التنقيب السرى عن كنوز الفراعنة، تتسبب فى انهيار المنازل التى يجرى التنقيب بداخلها، مما يسفر عن مقتل وإصابة العشرات المشاركين فى عمليات الحفر والتى تتم بشكل عشوائى.

وطالب بتحرك دولى من خلال اليونسكو لحماية التراث الإنسانى، مع ضرورة نشر الوعى الأثرى لإنقاذ التراث الإنسانى والحضارة الإنسانية التى خلدها القدماء المصريون من الهوس الذى يقتلع هذه الحضارة من قيمتها والتنقيب الجائر عن الآثار ما يهددها ويدمرها.

وأوضح محمد أبوصالح، الأمين العام لمركز الأقصر للدراسات والتنمية والحوار، أن الحفر السرى فى باطن الأرض بمعظم المناطق، بات هاجسا يسيطر على كثير من العوام بحثا عن الثراء السريع، ما زاد من عمليات التنقيب السرى بحثا عن كنوز الفراعنة، بحفر حُفر عميقة قد تصل فى بعض الأحيان لأكثر من 15 متراً، ما يتسبب فى وقوع ضحايا أسفل هذه الحفر.

وتابع أن الشباب يشارك فى عمليات التنقيب بعدما ضربته البطالة ومرت السنون دون عمل، حيث يلجأ للحفر فى منازلهم التى تنهار عليهم مثلما حدث على فترات متقاربة بمنطقة الرواجح فى القرنة بالمنازل المهجورة، والتى توفى فيها شابان فى فترة لا تتجاوز 3 أشهر، وأصيب الثالث بعد ذلك فى نفس الموقع.

المصرى اليوم