اشترك لتصلك أهم الأخبار
يمثل كتاب «القسوة.. شرور الإنسان والعقل البشرى» مقاربة علمية لظاهرة القسوة باعتبارها واحدة من أكبر المشكلات فى المجتمعات الإنسانية. وهو محاولة لاكتشاف آلية اتخاذ القرار فى عقول البشر قبل فعل القسوة وارتكاب الجرائم، وبذلك تفترض المؤلفة أننا «لو فهمنا لماذا يرتكب الناس الجرائم الفظيعة، فقد نستطيع منعها»، والكتاب أيضا يطرح أفكارًا مهمة عن دوافع أفعال القسوة ومن بينها التهديدات المختلفة، وأهمها التهديد بإنكار الحقوق، أو تغيير الثوابت الأخلاقية، أوالتدمير المادى (فى الحروب). وترى المؤلفة أن القسوة تنشأ أساسًا من فشل الإنسان «فالقسوة أدعى أن ترتبط بالفشل وليس بالحقد والكراهية كما نظن»، ويورد الكتاب شواهد كثيرة على فظائع القسوة فى جرائم الاستعمار، وصراع المستعمر من أجل الموارد، وهو بالفعل ما يتعارض مع ادعاء تقدم الغرب فى القرن العشرين.
أما مؤلفة الكتاب فهى الكاتبة البريطانية، كاثلين تايلور، والكتاب هو أحد الإصدارات المهمة للمركز القومى للترجمة ومترجمة الكتاب هى فردوس عبدالحميد البهنساوى وتشرح مؤلفة الكتاب كاثلين تايلور ظاهرة القسوة، التى تعتبرها نوعاً من السلوك الذى يجسد شرور الإنسان، وأن من يرتكب أعمال القسوة ليس بالضرورة أن يكون شخصا منحرفا أومريضا أو شريرا بالفطرة، وترى أن التطرف الدينى «يدخل فى باب الاضطراب العقلى، وليس عملا جنائياً، وعلى العلم، أن يجد وسائل العلاج».
وتشير كاثلين تايلور إلى أن دراسة هذا الموضوع مشروع متشعب واتباع الأسلوب العلمى فيه محفوف بالمخاطر، ويكتنفه كثير من دواعى عدم الفهم، فالموضوع غير مترابط علميًا ومنطقيًا؛ لأنه يعتمد على متغيرات اجتماعية وأخلاقية وثقافية كما عرضت لخلفية ارتباط القسوة بمبادئ الأخلاق الأساسية والوضعية، مع الإشارة إلى بعض المناهج الفلسفية وبعض المبررات والدوافع التى تؤدى إلى هذا الفعل، ثم تحدثت عن محاولة للتعامل العلمى مع هذا الموضوع من منظور التعرف على الآلية البيولوجية التى تدفع الإنسان إلى القسوة، فيما يتعلق بعلم دراسة الجهاز العصبى وعلم النفس التطورى، وعلم النفس الاجتماعى وترى أن الإنسان يتأثر بالعواطف والأحاسيس التى تدفعه إلى الفعل القاسى كما أن معتقدات الإنسان أيضًا من الممكن أن تقوده إلى الأفعال القاسية والجرائم الفظيعة، ثم عرضت لنوعين من الدوافع، هما تبلد المشاعر مع غلظة القلب والسادية، ثم تطرح فى الفصل الأخير تساؤلا حائرا وهو: هل يستطيع البشر الامتناع عن فعل القسوة؟ وتخلص المؤلفة فى نهاية الكتاب إلى حقيقة أن القسوة تنشأ أساسًا من فشل الإنسان «فالقسوة أدعى أن ترتبط بالفشل وليس بالحقد والكراهية كما يظن البعض».
تطرح الكاتبة تساؤلات عديدة وتحاول الإجابة عنها: ما الذى يمكن وصفه بالقسوة، ومن الذى يرتكبه؟ ولماذا تُرتكب تلك الأعمال؟ وحددت ثلاثة مشاركين فى هذا الفعل: الفاعل، والضحية، والمشاهد، وتتعامل المؤلفة مع الفصلين الثانى والثالث على خلفية ارتباط القسوة بمبادئ الأخلاق الأساسية والوضعية، مع الإشارة إلى بعض المناهج الفلسفية وبعض المبررات والدوافع التى تؤدى إلى هذا الفعل، ثم تصل فى الفصل الرابع إلى محاولة للتعامل العلمى مع هذا الموضوع من منظور التعرف على الآلية البيولوجية التى تدفع الإنسان إلى القسوة، فيما يتعلق بعلم دراسة الجهاز العصبى وعلم النفس التطورى، وعلم النفس الاجتماعى. وترى تايلور أن الإنسان يتأثر بالعواطف والأحاسيس التى تدفعه إلى الفعل القاسى، وهذا ما تتناوله بالفعل فى الفصل الخامس. وتعتبر الكاتبة أن معتقدات الإنسان أيضا من الممكن أن تقوده إلى الأفعال القاسية والجرائم الفظيعة. وركزت تايلور على فكرة الدوافع بأنها تنقسم إلى نوعين، هما تبلد المشاعر مع غلظة القلب والسادية، كما أشارت إلى أن القسوة تنشأ أساسا من فشل الإنسان، فالقسوة أدعى أن ترتبط بالفشل وليس بالحقد والكراهية كما يظن البعض.
بقيت الإشارة إلى أن المؤلفة، كاثلين تايلور، باحثة وكاتبة، حاصلة على الدكتوراه من جامعة أكسفورد، وهى عضو هيئة التدريس فى قسم الفسيولوجى والتشريح وعلم الوراثة بجامعة اوكسفورد، لها عدة أعمال نذكر منها (غسيل الأدمغة) والذى ترجم إلى 8 لغات. وهى أستاذة علم أعصاب بجامعة أكسفورد، وعرفت باهتمامها بقضية التطرف الدينى والأصولية الدينية، حيث تعتبر تايلور أنّ الأصولية الدينية والتطرف الدينى، كما بقية أشكال التطرف «مرض عقلى».
أما المترجمة فردوس البهنساوى، فهى حاصلة على دكتوراه فى الأدب المسرحى، شغلت منصب رئيس قسم اللغة الإنجليزية ثم عميدة لكلية الآداب بجامعة أسيوط، لها مؤلفات بالإنجليزية والعربية فى الأدب المقارن، أدب المسرح، النقد الأدبى، علوم تحليل الكلام وبحوث الترجمة.