وهج أقراط دوقة ساسيكس يطفئ مشاعل صناعة الألماس
ارتدت ميجان ماركل قرطين مرصعين بالألماس، في أول ظهور رسمي لها خلال العام. تلك الأقراط لم تكن بارزة بسبب بريقها فحسب، بل بسبب أصلها أيضا: لقد صنعت داخل مختبر ولم تستخرج من الأرض.
جاءت المجوهرات من شركة كيماي القائمة في أنتويرب، التي تعد بقطع ألماس متطابق كيميائيا مع الألماس الطبيعي "بدون أي تأثير اجتماعي أو بيئي" للقطع التي ينتجها الناس والآلات.
إن "رغبات واحتياجات جيلنا تتغير والصناعة لا تتكيف مع ذلك"، هكذا بررت جيسيكا وارش، المؤسسة المشاركة للشركة، البالغة من العمر 25 عاما، الأمر.
وأضافت أن: "الصناعة لم تشهد أي ابتكار منذ أعوام" على حدق ول وارش التي تعمل عائلتها في تجارة الألماس منذ عدة أجيال.
اختيار دوقة ساسيكس، وهي احدة من أبرز رموز الموضة في العالم، يأتي في وقت صعب لصناعة تعدين الألماس التي تبلغ قيمتها الرأسمالية 17 مليار دولار.
مبيعات الألماس المزروع في المختبر لا تشكل سوى نحو 2 في المائة من إجمالي سوق المجوهرات الألماسية، إلا أن ذلك الإنتاج ينمو بنسبة تراوح بين 15 و20 في المائة سنويا، وذلك وفقا لشركة باين الاستشارية.
هذا يشكل تهديدا لشركات التعدين التقليدية تماما، في الوقت الذي تواجه فيه تباطؤ مبيعات الأحجار الطبيعية الأصغر. شركة دي بيرز وهي أكبر شركة لإنتاج الألماس في العالم، قالت هذا الشهر إن الأحجار التي باعتها بقيمة 900 مليون دولار في كانون الثاني (يناير) الماضي وشباط (فبراير) الماضي، كانت الأبطأ منذ أن بدأت بنشر البيانات في عام 2016.
في كانون الثاني (يناير) انخفض سعر الألماس الأصغر إلى أدنى مستوياته منذ عام 2011 على الأقل، وذلك وفقا لشركة PolishedPrices.com، ما ألحق الضرر بأسهم شركات الإنتاج المدرجة مثل بترا دايموندز، وماونتن بروفينسدايموندز.
على نحو متزايد، يقول المشاركون في السوق، إن شركات تصنيع المجوهرات تجد أن بإمكانها الحصول على ألماس مزروع في المختبر عالي الجودة، بسعر الحجر الطبيعي نفسه.
في الوقت نفسه، فإن الأشخاص الذين يصقلون ويقطعون الألماس في الهند، أصبحوا حذرين من إعادة تخزين الألماس الطبيعي، بالنظر إلى زيادة إمدادات الأحجار المزروعة في المختبر.
القدرة على إنتاج الألماس الصغير المزروع في المختبر بجودة وألوان متناسقة جعله مرغوبا أكثر لسوق مجوهرات الأزياء، وذلك وفقا لمارتي هورويتز، الرئيس التنفيذي للشركة الاستشارية للألماس إم في آي ماركتينج MVI Marketing.
قال هورويتز، "الجميع ينجذب إليها. وهي توفر مظهرا أفضل بكثير للزبائن – حيث ترى منتجا أكثر إثارة. وهي أكثر اتساقا، وبإمكان شركة تصنيع المجوهرات الحصول على أحجار لطلب لا يمكنك تنفيذه مع الأحجار المستخرجة من المنجم".
إضافة إلى ذلك، فإن هناك سلالة جديدة من شركات إنتاج الألماس المزروع في المختبر، تستهدف الألماس الأكبر والأكثر قيمة.
شركة دايموند فاوندري – المدعومة من ليوناردو ديكابريو، الذي لعب دور البطولة في فيلم "بلاد دايموند" (الألماس المغموس في الدم) في عام 2006 – قالت إنها شهدت زيادة في الطلب على أحجارها الأكبر بحجم من خمسة إلى ستة قراريط.
أكبر ما أنتجته الشركة هو ألماسة بحجم 45 قيراطا مقابل خاتم بقيمة ربع مليون دولار، صممه جوني آيف من شركة أبل.
قالت مونا سادت أخافي، نائبة رئيس التسويق في شركة دايموند فاوندري، "لا نعتقد أنها حالة إما أو أنها مجرد مسألة اختيار بالنسبة للمستهلكين. إن الصناعة التي من صنع الإنسان، ستتفوق على صناعة التعدين خلال الأعوام القليلة المقبلة".
أما شركات إنتاج الألماس فقد قالت إنها لا تشعر بالقلق. جوهان ديبينار، الرئيس التنفيذي لشركة بترا دايموندز المدرجة في لندن، قال إن الألماس المزروع في المختبر يمثل منتجا مختلفا للمستهلكين عن الألماس الطبيعي، وإن أسعار الأحجار الطبيعية بدأت تستقر بعد فترة من العرض المفرط.
وقال "سيدرك الناس قريبا أن الأحجار التي من صنع الإنسان هي مجرد مستحدثات تكنولوجيا. إنها مثل تلفزيونك الأول: كان بسعر ألف دولار، ويمكنك شراءه إذا كنت صبورا، بنحو 300 دولار الآن، لأن التكنولوجيا هي سباق نحو القاع فيما يتعلق بالسعر".
شركة دي بيرز تحاول المشاركة أيضا، حيث أطلقت العام الماضي خط إنتاجها للألماس المزروع في المختبر، يسمى لايت بوكس.
في الشهر الماضي، نفي بروس كليفر، الرئيس التنفيذي لشركة دي بيرز الموجودة منذ 131 عاما، التي أسسها سيسيل رودس، أن يكون للأحجار التي من صنع الإنسان أي تأثير في سعر الألماس الطبيعي.
بدلا من ذلك، جادل بأن أسعار الألماس الصغير عانت بسبب كثرة العرض، وانخفاض الروبية الهندية ومشاكل واجهت الأشخاص الذين يصقلون ويقطعون الألماس في الهند، من حيث الحصول على التمويل.
أكثر من 90 في المائة من الألماس الطبيعي في العالم يمر عبر الهند، ويتم صقله في مدينة سورات.
"ليس لدينا سبب للاعتقاد بأن هناك أي مشاكل هيكلية تحدث في صناعة الألماس في السلع منخفضة القيمة"، كما قال كليفر خلال مؤتمر عبر الهاتف، عقدته شركة أنجلو أمريكان للتعدين، مقرها في لندن وتملك شركة دي بيرز.
يتم إنتاج الأحجار المزروعة في المختبر باستخدام الضغط العالي، المعروف باسم "تقنية الضغط العالي" عند درجات الحرارة العالية، أو من خلال وضع طبقات من الكربون على بذرة الألماس، وهي عملية معروفة باسم ترسيب البخار الكيميائي.
لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية، وسعت في تموز (يوليو) الماضي تعريفها للألماس، ليشمل الأحجار المزروعة في المختبر.
الأحجار التي من هذا القبيل يمكن أن تشكل 5 في المائة من سوق المجوهرات الألماسية العالمية بحلول عام 2023، بقيمة خمسة مليارات دولار، وذلك وفقا لمحللين في بنك يو بي إس.
وقال المصرف الشهر الماضي إن المواد الاصطناعية يمكن أن تكون "عبئا كبيرا على نمو الطلب على الألماس الخام الطبيعي"، حيث وضع تصنيف "ينصح بالبيع" على أسهم شركتي أنجلو أمريكان، وألروزا الروسية، ثاني أكبر شركة إنتاج في العالم.
أما بالنسبة لشركة دايموند فاوندري، فقد افتتحت مكتب مبيعات في الصين في كانون الثاني (يناير) الماضي، وهي تبني مصنعا في ولاية أوريجون لإنتاج الألماس باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وتهدف الشركة إلى زيادة الإنتاج من 100 ألف قيراط من الألماس الخام في عام 2018 إلى مليون قيراط بحلول نهاية هذا العام، سيتم قطعها وصقلها في الولايات المتحدة.
تعتزم الشركة زيادة الأسعار هذا العام بنسبة 19 في المائة.
قالت أخافي، "الطلب في هذه السوق بدأ للتو. ونحن لا نتوقع حدوث انخفاض في الأسعار، في أي وقت قريب".