إن كان استخدام الأسلحة الكيميائية من المحرمات، فذلك يعود إلى ارتباط هذا السلاح بمعاناة تفوق التصور تسبب بها منذ استخدامه بشكل مكثف خلال الحرب العالمية الأولى، برأى خبراء.
ففى حين أوقع النزاع فى سوريا أكثر من 100 ألف قتيل منذ أكثر من عامين من دون أى تدخل عسكرى خارجى، يستعد الغرب للتحرك بعد مقتل مئات الأشخاص فى هجوم بالغازات السامة فى 21 أغسطس فى ريف دمشق.
وقال اوليفييه لوبيك الباحث فى مؤسسة الأبحاث الإستراتيجية، "إن هذه المسألة تظهر المكانة الخاصة للأسلحة الكيميائية بين مجمل أنواع الأسلحة".
وأوضح "أن هناك أبعادا نفسية كبيرة جدا، الناس يربطون الأسلحة الكيميائية بموت مؤلم وبالاختناق والعجز عن التنفس".
وتابع أن هذا السلاح يعتبر أيضا "غير تمييزى" لأنه يطال المدنيين والعسكريين سواء، وقال "إن قذيفة تستهدف مبدئيا موقعا بينما لا يشكل إلقاء مئات اللترات من الغاز ضربة محددة الأهداف".
وقال امانويل جوفى الضابط فى سلاح الجو والأستاذ فى القانون الدولى، إن السلاح الكيميائى "يسبب معاناة كبيرة غير ضرورية بالنسبة إلى المنافع المتوقعة" تحقيقها.
وفى حرب إذا كان سيسقط ضحايا "فالهدف هو أن يقتل هؤلاء الأشخاص من دون معاناة غير ضرورية". وأضاف "عندما يحتضر الفرد ببطء يسبب ذلك حالة من الرعب وهذا يعنى عدم احترام فكرة محددة تتعلق بقتل إنسان"، كما تابع أن "الأسلحة المحظورة هى أسلحة تسبب معاناة غير ضرورية مثل الألغام المضادة للأفراد أو القنابل الانشطارية".
وحظر الأسلحة الكيميائية لم يتقرر بالأمس.