كتب : نورهان السبحى الخميس 29-08-2013 09:48
الكلية هى عضو مهم جداً من أعضاء الجسم، وهى تخلص الدم وتنقيه من المواد السامة والمواد الضارة الناتجة عن عمليات التمثيل الداخلى وما يزيد على حاجة الجسم من الماء والأملاح. وتقوم الكلى بوظائف عديدة وأى خلل يصيب الكلى يعوقها عن أداء وظائفها بكفاءة، ونظرا لأهمية الكلى وانتشار مرض الفشل الكلوى فى مصر ومعاناة المرضى من الغسيل الكلوى، كان لنا هذا الحوار مع أ. د. ماهر فؤاد رمزى، أستاذ أمراض الكلى بكلية طب القاهرة عضو مجلس إدارة مجلس الكلى العالمى ممثل أفريقيا للجمعية الدولية للكلى رئيس مجلس إدارة مركز مصر لأمراض الكلى.
* ما أكثر أمراض الكلى انتشاراً فى مصر؟
- بالطبع الفشل الكلوى يعد منتشرا جدا؛ فهناك الآن 70 ألف حالة غسيل كلوى فى مصر.
* ما الفشل الكلوى؟
- الفشل الكلوى يعنى فشلا فى وظائف الكلى، أى أن الكلى لا تقوم بوظائفها كما يجب فى ترشيح الدم وتخليص الجسم من المواد الضارة؛ لذلك تتراكم فى الدم هذه المواد والأملاح الزائدة، وذلك يؤدى إلى فشل فى أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة.
* هل هناك مراحل لتطور مرض الفشل الكلوى؟
- نعم، للفشل الكلوى خمس مراحل أفضلها المرحلة الأولى وهى التى يحدث فيها زلال فى البول وتخفّ وظائف الكلى مع أعراض قليلة.
والمرحلتان الثانية والثالثة تزداد فيهما الحاجة للعناية لتخفيف ومعالجة الاختلال الوظيفى الكلوى.
أما المرحلة الرابعة فتسمى الفشل الكلوى قبل النهائى، والخامسة والأخيرة هى التى تسمى الفشل الكلوى النهائى، وفى تلك المرحلة يتطلب من المريض القيام بالغسيل الكلوى أو القيام بعملية زراعة الكلى وذلك نظرا لأن كفاءة الكلى تكون منعدمة؛ حيث تكون الكلى تالفة للغاية لدرجة أنه لا يوجد ما يصلحها.
* ما أنواع الفشل الكلوى؟
- هناك نوعان من الفشل الكلوى الحاد والمزمن، الحاد هو أن المرض يظهر على المريض بطريقة سريعة؛ ففى خلال شهر مثلا يظهر المرض. أما عن المزمن فهو الذى يظهر تدريجيا حتى يصل إلى الفشل الكلوى النهائى.
ويجدر بالذكر أن الفشل الكلوى الحاد يمتاز عن المزمن فى أن نسبة الفوائد الناتجة عن العلاج أعلى، وذلك فى حال ما إذا كانت الإصابة بالفشل الكلوى ناتجة عن مرض ما مثل تسمم الجلطات أو إزاء عملية جراحية ما، أى أن الفشل الكلوى لا يكون ناتجا عن مشاكل فى الكلى.
* ما أعراض الفشل الكلوى؟
- فى كثير من الأحيان تبدأ الأعراض بصورة تدريجية، وأهمها: عدم القدرة على بذل المجهود والشعور بالإرهاق الذى يعوق ممارسة المهام اليومية الحياتية، وتعد الإصابة بزلال شديد فى البول أبرز علامات الإصابة، فضلا عن تورم الأرجل بشدة.
* ما أسباب الفشل الكلوى؟
- هناك عوامل قد تساعد على الإصابة بالفشل الكلوى، منها التعرض للكيماويات المتمثلة فى الإفراط فى تناول الأدوية أو المضادات الحيوية دون الحاجة الملحة أو استشارة طبيب، فالإفراط فى تناول الأدوية قد يضر بأنسجة الكلى ما قد يؤدى إلى تدمير خلاياها، وبذلك ينتج عنها الفشل فى وظائفها.
والمبيدات التى ترش على الخضراوات والفواكه ثم يتم تداولها وبيعها ومن ثم نأكلها ولم يمضِ على رشها فترة كافية هى بالتالى ضارة جدا، خاصة فى الفواكه ذات القشرة الرقيقة مثل الفراولة والخوخ. وهناك نظريات غير مؤكدة حول رصاص المواسير أنه يمكن أن يؤدى إلى الفشل الكلوى، وتخزين القمح فى المخازن المليئة بالرطوبة فتحدث بها فطريات تؤدى إلى المرض.
* ما علاج الفشل الكلوى؟
- العلاج يكون عن طريق الغسيل الكلوى أو إجراء عملية زرع كلى.
* وكيف تتم عملية غسيل الكلى؟
- الغسيل الكلوى هو تقنية تهدف إلى إزالة الفضلات والمواد السامة من الجسم وتعويض فقدان عمل الكلى، وعادة ما يخضع مرضى المرحلة النهائية من الفشل الكلوى أو مرضى القصور الكلوى الحاد إلى الغسيل الكلوى.
وهناك نوعان من الغسيل، الأول هو الغسيل الدموى والبريتونى، الغسيل الدموى هو عبارة عن تنقية الدم من السموم الناتجة من عمليات الأيض بداخل الجسم والتى لا يتم تخليص الجسد منها فى حالة القصور الوظيفى للكلى، وذلك بمساعدة ماكينة تقوم بتنقية الدم عوضاً عن الكلى أو إزالة السوائل التى تعجز الكلى عن إخراجها بالبول.
أما الغسيل الكلوى البريتونى فهو يتم عن طريق القيام بقسطرة؛ حيث يتم إدخال سائل الغسيل البريتونى، وهو سائل مرتفع الضغط الإسموزى إلى البطن ويفصل السائل عن الدم الغشاء البريتونى المحيط بالأمعاء. وتتحرك السموم الضارة والسوائل الزائدة على الحاجة من الدم باتجاه السائل البريتونى نتيجة لاختلاف الضغط الإسموزى بين الدم والسائل ثم يتم سحب السائل البريتونى من البطن واستبداله بآخر جديد.
* وما الأفضل؟
- الغسيل الدموى فى مصر أفضل وذلك نظرا لعدم كفاءة القيام بالغسيل البريتونى فى مصر، لكن هناك حالات تطلب «البريتونى»؛ لأنه يكون أفضل لعلاجهم مثل المرضى الذين يعانون ضعفا فى عضلة القلب، والمرضى الذين يعانون انخفاضا فى ضغط الدم، ومرضى قصور الشريان التاجى الشديد، ومرضى السكر الشديد.
* ما مضاعفات الغسيل الكلوى؟
- ربما يعانى بعض المرضى حدوث مشاكل فى العظام فى حالات الفشل الكلوى المزمن نتيجة إفراط الغدة الجاردرقية، ويمكن أيضاً الإصابة بهشاشة العظام وهنا تجب متابعة نسبة الكالسيوم بدقة؛ حيث يجب أن تكون نسبتها معقولة.
هناك أيضاً بعض مرضى الغسيل الكلوى ممن يعانون أنيميا ناتجة عن نقص الحديد ويتم علاجها عن طريق الحقن. وبعض المرضى يعانون مشاكل فى القلب، وقد أثبتت الدراسات وجود علاقة وثيقة بين ارتفاع الزلال والإصابة بأمراض القلب، والمريض الذى يخضع للغسيل الكلوى ربما يواجه تعباً فى القلب نتيجة وجود حمل على القلب من ماكينة الغسيل التى تعمل بسرعة عالية.
* هل هناك أطعمة معينة ممنوعة على مرضى الغسيل الكلوى؟
- نعم، يجب على هؤلاء المرضى أن يتوخوا الحذر فى طبيعة أكلاتهم ويجب التقليل من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البرتقال والموز والفواكه المجففة؛ وذلك لأن ارتفاع نسبة البوتاسيوم يضر الكلى بشدة، ويُنصح فى بعض الحالات بالامتناع تماما عن تناول الأغذية المليئة بالبوتاسيوم.
* وماذا عن عملية زراعة الكلى؟
- لا شك أن عملية زراعة الكلى أفضل بكثير من الغسيل الكلوى؛ حيث إن عملية الغسيل مرهقة وتتطلب ثلاث جلسات أسبوعيا ولها مضاعفات عديدة، أما زراعة الكلى فهى توفر كلية تستطيع القيام بوظائفها للمريض الذى فقدت كليته القدرة على أداء وظائفها.
* وما نسبة نجاح عملية زرع الكلى؟
- نسبة النجاح تصل إلى حوالى 95%؛ حيث إنها أصبحت تجرى فى مصر كثيرا وأصبح الأطباء ماهرين جدا فيها.
* وهل للكلى المزروعة عمر ما أم تعيش طيلة العمر؟
- لا، الكلى المزروعة تعيش سبع سنوات كحد أقصى ثم يتم بعد ذلك إجراء عملية زرع كلى مرة أخرى.
* وما دور هيئة التأمين الصحى ووزارة الصحة فى توفير نفقات علاج الفشل الكلوى؟
- فى واقع الحال، إن وزارة الصحة تقوم بواجبها فى هذا، الآن، على أفضل وجه؛ حيث إنها تقدم خدمات عديدة لمرضى الكلى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج، سواء من ناحية الغسيل الكلوى أو عملية زراعة الكلى. كما أن مستشفى أبوالريش للأطفال يسهم فى حد كبير فى علاج الأطفال المصابين بالفشل الكلوى.
وأستطيع القول: إن مرضى الكلى هم أكثر فئات المرضى الذين يتلقون عناية كافية من الوزارة أو التأمين الصحى وذلك قدر المستطاع فى ظل ظروف البلاد الصعبة.
* وهل توجد علاقة بين ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الكلى؟
- توجد علاقة وثيقة بين ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض الكلى؛ فهو قد يسبب ضعف أو ضيق الأوعية الدموية فى الكلى، ما يمنع الكلى من القيام بوظيفتها فى الجسم.
ولهذا فيجب أن تتم متابعة قياس ضغط الدم بانتظام ويجب على الناس جميعا أن يحرصوا على عدم ارتفاع الضغط؛ لأن آثاره سلبية على وظائف الكلى، وفى مصر نعانى مشكلة كبيرة ألا وهى أن نسبة المرضى الذين يجهلون إصابتهم بالضغط كبيرة جدا، كما أن نسبة هؤلاء الذين يعلمون بالمرض ويتناولون العلاج لكنه غير فعال كبيرة أيضاً، أما الفئة التى تعلم ومنتظمة على العلاج فذلك يأتى بنتائج فعالة تصل إلى 30%.
ويجدر بالذكر أن الضغط من الأمراض التى يسهل التحكم بها إذا تمت متابعته بحرص وتم تناول العلاج المخصص بانتظام، وإذا تم التحكم بالضغط ندرت الإصابة بأمراض الكلى.
* وماذا عن تكوين الحصوات فى الكلى؟
- نستطيع القول: إن نسبة المرضى الذين يعانون الحصوات قلت بنسبة كبيرة؛ وذلك بسبب قلة الإصابة بالبلهارسيا. وهى بوجه عام يسهل علاجها وتداركها. والرجال بوجه عام هم أكثر عرضة لتكوين الحصوات من النساء.
وتأتى الحصوات نتيجة أنه فى العادة يتم طرد الفضلات السائلة الناتجة عن الجسم إلى الخارج عن طريق البول الذى يتكون فى الكليتين، لكن عندما يتشبع البول بمواد كيميائية مختلفة فإن هذه المواد قد تتبلور وتشكل ترسبات تشبه الحصى فى الكليتين، وتتكون الحصوات الكلوية بأحجام مختلفة.
* وهل هناك علاقة بين شرب المياه وانخفاض نسبة الإصابة بأمراض الكلى؟
- يعد الإكثار من شرب المياه والسوائل مفيدا جدا للجسم وذلك للناس العادية، لكن مرضى القصور الكلوى لا يجب عليهم الإفراط فى شرب المياه والسوائل؛ وذلك نظرا لضرورة حدوث توازن بين كمية البول الخارجة من الجسم مع كمية السوائل الداخلة له.
أيضا مرضى الغسيل الكلوى لا يصح لهم الإفراط فى شرب السوائل؛ وذلك لأنه يجب ألا يزيد وزنه بين الجلسة والأخرى على كيلوجرامين ويجب أيضاً حدوث توازن بين كمية البول الخارجة وكمية السوائل المكتسبة.
* وما النصائح التى توجهها للوقاية من أمراض الكلى؟
- أهم نصيحة أقدمها هى ضرورة إجراء كشف دورى حتى يتم اكتشاف المرض مبكرا، ما يسهل من العلاج ويزيد من كفاءته.
كما يجب أن ينتبه الناس إلى البول وهو العلامة الرئيسية على اكتشاف أى خلل فى وظائف الكلى، فيجب التنبه إلى وجود أى تغير فى البول: لونه، كميته، قوة اندفاعه، يصاحبه دم، وجود رغاوٍ. فإذا وجد أى من هذه التغيرات يجب فورا إجراء تحليل بول عادى وهو رخيص جدا ولكنه مهم وضرورى.
* وما الإرشادات العامة للحفاظ على وظائف الكلى؟
- يجب الاعتدال فى النظام الغذائى؛ فمثلا يجب ألا يتم الإفراط فى تناول البروتين؛ حيث أثبتت أحدث الدراسات أن الأشخاص النباتيين يتمتعون بكفاءة عالية فى وظائف الكلى عن هؤلاء الذين يتناولون البروتينات، كما يجب الاعتدال فى كمية الملح والدسم فى المأكولات؛ وذلك لأن الإكثار منهما قد يؤدى إلى أمراض كثيرة.