كتب : الأناضول منذ 46 دقيقة
أشرقت شمس اليوم في شمالي القدس الشرقية المحتلة، حيث قرية بدو "الكعابنة"، ولا حجر ولا بشر ينطق بعد أن صارت البيوت هناك في عداد الرمال التي هدمتها جرافات إسرائيلية على مدار أيام الأسبوع الماضي، فأصبح أهلها على موعد جديد مع هجرة قسرية لأمتار قليلة تفصل قريتهم عن مكان ترحالهم الجديد الواقع خلف الجدار العنصري في تلك المنطقة.
أمس، كان اليوم الأخير للمهلة التي منحتها السلطات الإسرائيلية لأهل القرية البدوية (الفلسطينية) للمغادرة والرحيل بعد 50 عاما، ولدوا وعاشوا على أرضها.
قرية "الكعابنة" المقامة على أراضي "بيت حنينا" بالقرب من الجدار الفاصل شمالي القدس، والتي يعيش فيها ما يقارب 53 مقدسيا، بينهم 23 طفلا، تنتقل اليوم بعائلاتها من المدينة للعيش خلف الجدار، حيث الأحياء المقدسية التي عزلها الجدار، كبلدة "الرام" شمالاً، و"بير نبالا" غرباً، في واقعة هي الأولى منذ سنوات.
مراسل "الأناضول" الذي تجول في المكان المهجور، والتقط صورا لحال القرية، نقل على لسان علي حسن الكعابنة، أحد أبناء القرية، أنهم رحلوا إلى بلدة "بيت نبالا" التي يفصلها جدار الفصل عن "بيت حنينا" بالقدس.
عن نفسه كان قد تحدث في يوم سابق من هذا الأسبوع بينما كان يستعد للالتحاق بعائلته التي رحلت، قائلاً: "مجبرون على الرحيل.. لا حولة لنا ولا قوة .. عدو تسلط علينا للسيطرة على الأرض التي نقيم عليها بأي طريقة، هددونا بمصادرة أغنامنا التي نعتاش (نعيش) عليها، وتغريمنا مبالغ باهضة في حال لم نغادر قبل تاريخ 28 أغسطس الجاري".
ووفقا لابن القرية، فإن "البدو أصبحوا ضحية السلطات الإسرائيلية التي تريد إخلاء جميع البدو والبالغ عددهم قرابة 300 عائلة من أراضي القدس التي تدعي ملكيتها وتعتبرها عقبة رئيسية بالنسبة لها خاصة وأنهم يقميون بمناطق مفتوحة.
وفي الصورة التي التقطت من خلف الجدار، ظهرت "بيت نبالا" المضيفة لبدو "الكعابنة" حيث بيوت الصفيح التي لفها البلاستيك الأزرق اللون وهي تنتشر على تراب البلدة.
وما بين الصورة هنا في "الكعابنة" المدمرة داخل القدس المحتلة، و"بيت نبالا" المضيفة والمقامة حديثاً على بعد أمتار قليلة خارج المدينة المقدسة، شرع الأهالي الجدد في إقامة مخيمات على أطلال قريبة من قريتهم.
وكانت عشيرة "الكعابنة" التي يحمل سكانها الهوية الفلسطينية، ويمنعون من التنقل في القدس بدون تصاريح إسرائيلية تمكنهم من ذلك، تسيطر على ثلاثمائة دونم من أراضي قرية "بيت حنينا" بالقدس، يفلحونها، ويرعون فيها أغنامهم التي يكسبون من خلالها لقمة عيشهم.