كتب : ماهر أبوعقيل منذ 44 دقيقة
مرور الركب الرسمى بين بسطاء القوم، وتطمينهم بصعود وزير من ثوبهم المجتمعى، أحد إنجازاته النوعية فى الوزارة، خرج من رحم منطقته الشعبية وسط تهليل جيرانه وأصدقائه.. تشاء أقداره أن يخرج من المنصب مطارداً بعيداً عنهم. مسكن عائلى زارته «الأبهة» شهوراً قلائل أثناء شَغله لكرسى وزارة التموين، يعيش د. باسم عودة -وزير التموين السابق- بشارع السلام فى منطقة تقسيم عمرو بن العاص الثانى بحى بولاق الدكرور، بين أقاربه من ناحية زوجته.
أمام بيت خماسى الطوابق تحد جوانبه أبراج شاهقة الارتفاع.. شرطى دائم الجلوس، مشهد اختفى يوم 28 يونيو بعد روتين استمر قرابة 6 أشهر.. «ده بيت الوزير باسم عودة»، يقولها ماضى أبومحمد، حارس برج سكنى ملاصق له، مؤكداً أنه غادر البيت قبل أحداث 30 يونيو بشهرين تقريباً: «طول عمره ساكن هنا ولما بقى وزير قعد شوية وبعدين نقل»، حسب أبومحمد. البيت الذى يسكن به الوزير الإخوانى مملوك لـ«حماته» ويشاركهم فيه أيضاً أقارب زوجته، يؤكد «الحارس الشاب» أن الوزير السابق لديه بنتان وولد: «عزلوا كلهم مع الدكتور باسم وماشفتهمش تانى ولا نعرف راحوا فين»، يوم 10 يناير الماضى حضرت إليه الحراسة الشرطية طوال 24 ساعة (تبديل ورديات) وغادرت فى 28 يونيو الماضى: «بعد بيان مهلة السيسى جه تليفون للحرس وقالولهم امشوا وماجوش تانى»، حسب ماضى.
مظاهر توقف الكنس وتنظيف مدخل بيت الوزير بارزة على مدخل العقار المغلق، فبعد مغادرة «عودة» غاب الاهتمام بتنظيف المكان، حسب «أم حنان» جارة الوزير السابق: «بنفتكره بكل خير الصراحة»، تتحدث السيدة الثلاثينية عن معاملة «عودة»، نفس الإشادة يشهد بها «ماضى» قائلاً: «اتبسطنا قوى لما بقى وزير، يكفى أنه متواضع وكان يسلم علينا ويقعد فى الشارع يتكلم مع الناس»، سيارتان كانتا برفقة الوزير الإخوانى عند الخروج والعودة إلى المنزل، وحسب ماضى: «الحرس كان يمشى معاه وكان يرجعهم»، وفقا لمشاهدته الحية.
«عمل أكتر من الرئيس مرسى» يقولها «ماضى».. مشيداً بباسم عودة: «صلح الزيت وكان عارف يتكلم ومحترم وعايز يخدم الغلابة»، متحدثاً عن ذكرياته مع الوزير باسم: «قبل ما يبقى وزير كنت ماسك نضافة عربيته وكنت زعلان منه ومش باكلمه لكن فرحت له الصراحة». يحظى وزير التموين السابق بحب من جيرانه.. تحول بعد سقوط حكم الإخوان لشفقة على شخصه. مقابل بيت «عودة» مسجد دائم الذهاب إليه والجلوس إلى شباب ورجال المنطقة بعد الصلوات، حسب عصام، صاحب مغسلة ملابس، قائلاً: «كان ييجى بعربيات الوزارة ومن فترة بطّل لكن الحرس بتاعه كان قاعد». «عصام» لم يرَ وزراء من قبل، ويعتبر «عودة» الأكثر احتراماً وتواضعاً، مؤكداً: «دايماً كان يقف قدام الجامع ويقعد على الرصيف يحكى مع الناس فى مشاكلهم»، قبل اختفائه بعدد من الأيام حضر بعض أهالى المنطقة للوزير طالبين منه الوساطة لإدخال خدمات إلى المنطقة مثل الغاز الطبيعى.. كان رده بالرفض بحجة: «أنا مش باحب الوساطة لما ييجى على المنطقة دورها توصل»، حسب رواية ماضى.
اخبار متعلقة
بيوت «الإخوان» حكايات وشهادات.. وذكرى تنفع المؤمنين
فيلا «صفوت حجازى»: مقصد الأمن.. والحرامية
بيت «البلتاجى» المتبقى.. لافتة «عيادة» حطمها الاهالى
بيت الشاطر «الداخلية» كانت تحرسه.. والزوجة والأبناء يبحثون عن «خروج آمن» والجيران انتهت أيام «القلق»
مكتب «الشاطر» اسمه «نهضة مصر».. وطبيعة العمل: مقابلة الضيوف وإدارة نشاط الإخوان و«أشياء أخرى»
شقة «مرسى» كل ما بقى «كولدير» يحمل اسم «المشير»