شهدت محافظة مطروح تنفيذ أول مبادرة من نوعها فى مصر للمصالحة المجتمعية بين التيارات السياسية والدينية والشبابية، عقب الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد، وذلك برعاية القوات المسلحة متمثلا فى مكتب المخابرات الحربية ومشاركة مشايخ الدعوة السلفية ومجلس عمد ومشايخ مطروح والتيارات والائتلافات السياسية والشبابية وممثلى الأزهر والكنيسة بمطروح.
اتفق الجميع على المقاربة بين الأطراف المختلفة وأجمعوا على تقديم مصلحة الوطن على كل شىء، وكذلك مصالح المواطنين التى تضررت بشكل كبير خلال الأحداث الأخيرة، وكذلك عدم تنظيم مظاهرات أو احتجاجات فى تلك الفترة الحساسة التى يمر بها الوطن والوقوف خلف القوات المسلحة لمواجهة أعمال التخريب والضرب بيد من حديد على من يحاول أو يقوم بأعمال إجرامية.
وتم الاتفاق على تدشين هذه المبادرة خلال احتفالات محافظة مطروح بعيدها القومى الذى يوافق الذكرى 89 لمعركة وادى ماجد التى دحرت فيها قبائل مطروح قوات الاحتلال الإنجليزى بمنطقة وادى ماجد غرب مدينة مرسى مطروح بحوالى 20 كيلو مترا.
وشهدت الاحتفالات التى انطلقت عصر اليوم الأربعاء وتستمر لمدة 3 أيام مشاركة كبيرة من الأهالى بمسيرة انطلقت من بداية شارع الإسكندرية بوسط المدينة أمام المستشفى العام، تتقدمها فرقة الموسيقى العسكرية التابعة للقوات المسلحة تتبعها فرق الكشافة يليهم عمد ومشايخ مطروح ويليهم الفرسان بالزى البدوى على ظهور خيولهم المتزينة.
كما رفع عدد من الأهالى، صور الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وجابت الاحتفالات شوارع المدينة وسط إطلاق ألعاب نارية وصولا لمنصة الاحتفال على كورنيش البحر حيث توالت العروض المختلفة بحضور اللواء بدر طنطاوى محافظ مطروح واللواء محمد المصرى قائد المنطقة الغربية العسكرية والعميد علاء أبو زيد مدير مكتب المخابرات الحربية بمطروح واللواء العنانى حمودة مدير أمن مطروح وعمد ومشايخ المحافظة وأقطاب من الدعوة السلفية بمطروح والآلاف من أبناء مطروح وعدد من المصطافين وسط تغطية كبيرة من وسائل الإعلام والقنوات الفضائية المختلفة.
كما قامت عدد من الطائرات العسكرية بالتحليق المنخفض بمحيط الاحتفالات وإلقاء كوبونات للهدايا التى وزعتها القوات المسلحة على المواطنين بالتزامن مع قيام اللنشات الحربية بعمل عروض بحرية وهى ترفع أعلام مصر وأعلام القوات المسلحة.
وبدأت كلمات المسئولين بكلمة قائد مكتب المخابرات الحربية الذى أثنى على أهالى مطروح بمختلف توجهاتهم على الاستجابة لمبادرة المصالحة المجتمعية ودعمها لتكون محافظة مطروح رائدة وسباقة لأن تكون قدوة للمحافظات الأخرى من أجل استقرار وسلامة الوطن ودعما لقواته المسلحة الباسلة التى تقوم على حمايته والعمل على استقراره.
وأعقب ذلك كلمة للشيخ على غلاب شيخ مشايخ الدعوة السلفية بالمحافظة أكد خلالها على ضرورة هذه المصالحة من أجل الصالح العام والتى اعتبرها سنة حسنة دعا كل المحافظات الأخرى بالاقتداء بها.
كما طالب بالإفراج عن أبناء المحافظة المقبوض عليهم فى الأحداث الأخيرة، ممن لم يتورطوا فى أعمال عنف أو تخريب مع التشديد على معاقبة من يثبت تورطه فى أعمال إجرامية أو حمل السلاح.
وأكد الشيخ غلاب على دور الأزهر ودور الجيش والشرطة فى حماية الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن محافظة مطروح هى بالأساس محافظة هادئة وهى من أوائل المحافظات التى حرصت على حقن دماء أبنائها وتحقيق المصالحة الشاملة.
كما أشاد بمواقف قائد المنطقة الغربية العسكرية الذى واسى أهالى شهداء مطروح الـ 4 الذين سقطوا خلال الأحداث التى أعقبت البيان العسكرى وعزل الرئيس محمد مرسى، حيث قدم للأهالى العزاء والدعم المعنوى وكذلك الدعم المادى بمنح مبلغ 50 ألف جنيه لأسرة كل شهيد، وتحمل نفقات 4 رحلات حج لأهالى الشهداء.
وأعقب ذلك كلمة للعمدة أحمد طرام رئيس مجلس العمد والمشايخ وأخرى لممثل شباب مطروح، واختتم اليوم للاحتفال بكلمة محافظ مطروح الذى أشاد بأبناء مطروح ودورهم المشرف فى السعى للحفاظ على الاستقرار ودعم الوطن فى ظل الظروف الراهنة وتعهد المحافظ أنه سيعمل بكل جهد أن يجعل المحافظة على مستوى متقدم بين محافظات مصر ومدن العالم.
>
