في بداية انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك طبيب أسنان كويتي، ينشر نصائح طبية على منصة تويتر، وقد ورده تعليق حول غسول الأسنان بأن طعمه يبقى بعد استخدامه، فهل من ضرر في ذلك؟ وكان رده: "حتى وإن بقي من نكهة غسول الأسنان شيء، أو ذهب جزء منه إلى الجوف، فلن يكون أكثر ضررًا من الوجبات السريعة والمواد الحافظة التي تحتويها معظم المواد الغذائية من حولنا".
وبقدر ما كان رده مضحكًا كان مخجلاً لمن يتحجج بحجج واهية حتى لا يعمل بالنصائح الطبية.. وهذا ما حدث مع لقاح كورونا!
في بدايات ظهور فيروس كورونا لحقه ما لحقه من تفسيرات تذكر أنه مؤامرة، وخديعة خاصة مع تضارب أقوال منظمة الصحة العالمية، وإظهار مقاطع مصورة من أفلام ومسلسلات سابقة، تذكر تزايد أعداد سكان الأرض، وضرورة القضاء على جزء منهم للحفاظ على الموارد، والخوف من نضوبها. وقد ظهرت الأحاديث ذاتها مع ظهور اللقاح، والدعوة إلى ضرورة أخذه رغم الجهد الكبير الذي تبذله الحكومات، واستجداء الأطباء الناس من خلال التوعية بأهمية مثل ذلك اللقاح للسيطرة على انتشار الوباء، والحد من آثاره على البشر!
الغريب أن من يتداول مثل تلك الأحاديث، ويمتنع عن أخذ اللقاح، ويفتي بخطر اللقاح، وأن الجائحة مؤامرة، وأن ثمة تسويقًا لجهات معينة تصنع اللقاح، إضافة إلى المقارنة بين أنواع اللقاح.. إلخ من المعلومات التي لا يعلم مصادرها، التي سهّلت التقنية من انتشارها، هم الأشخاص أنفسهم الذين يصطفون عند خدمة السيارات لدى مطاعم الوجبات السريعة، وتكاد تعتمد عليهم شركات صناعة السجائر في مدخولها نظير استهلاكهم رغم التحذيرات الواضحة والصريحة والمباشرة حول خطورة التدخين!
قد تفسِّر مقولة "المرء عدو ما يجهل" ما يدور من أحاديث حول الموضوع، لكن لا يمكنها تبرير التناقض في سلوك مثل أولئك البشر.مها الجبر