مصراوي Masrawy
04:34 م السبت 20 مارس 2021
كفر الشيخ- إسلام عمار:
سطرت سعيدة إبراهيم رزق 57 عامًا، ابنة مدينة الرياض، قصة كفاحها بحروف من نور، لتتوج بلقب الأم المثالية عن محافظة كفرالشيخ.
تزوجت السيدة سعيدة، عام 1994 من عامل زراعي، وأنجبت منه اثنين من الأبناء "سعد، وعادل".
عاشت "سعيدة" مع زوجها حياة طبيعية، فبينما هو يعمل لجني قوت يومه، تدير هي شئون المنزل وترعى ابنيها، وساعدت زوجها في شراء قطعة أرض، واستطاعت معه بناء منزل من دور واحد، وتمر الأيام وأصبح رب الأسرة أسير المرض بعد إصابته بفشل كلوي، ويحتاج للغسيل الكلوي 3 مرات أسبوعيًا.
لم تتخلى الحاجة سعيدة، عن زوجها في مرضها وواصلت حياتها معه فكانت تصطحبه إلى مدينة المحلة الكبرى، تاركة طفليها لدى الجيران، ومع تدهور الحالة الصحية لزوجها ونزولًا على مشورة الأطباء وافقت على التبرع له بإحدى كليتيها.
رفضت أسرتها الأمر، وحبسوها في منزلهم 21 يومًأ لكنها هربت واصطحبت زوجها للمستشفى وأجرت العملية.
لم يمضي وقت طويل حتى تعرض الزوج لحالة مرضية نتيجة خطأ طبي واضطر لتلقي جلسات غسيل كلوي لمدة عام، وبعد ذلك رحل عنها تاركًا لها طفلين الأكبر 11 عامًا، والأصغر 7 أعوام، ومعاش ضماني للأرامل 200 جنيه، ولم تجد بعد ذلك سوى اللجوء إلى جمعية الأورمان لمساعدتها في تجهيز كشك بقالة تستطيع من خلاله الإنفاق على طفليها.
واصلت الأم كفاحها، ورفضت أن تهمل تعليم ابنيها، واتجهت لبيع الأسماك بالأسواق، وكانت تصطحب ابنيها معها حتى التحق ابنها الأكبر سعد بكلية الطب البشري، وحاليًا في السنة السادسة، والابن الأصغر عادل حصل على بكالوريوس زراعة، جامعة الأزهر.
ومازالت قصة كفاح الأم مستمرة في الكشك الخاص بها، وبيع الأسماك في الأسواق بمساعدة ابنيها، وتسعى لتأسيس الطابق الثاني في منزلها ليكون خاصًا بابنها الأصغر.