مصراوي Masrawy
02:52 م الإثنين 08 مارس 2021
المنيا – محمد النادي:
"فشل، مُعاناة، تكلفة مالية عالية، تنمر، تهكم، عمل 9 سنوات ثم نجاح، سيارة تعمل بالطاقة الشمسية"،.. كلمات جميعها تلخص قصة كهربائي داخل محافظة المنيا، نجح في تنفيذ فكرته وهي تحويل عمل سيارته من الاعتماد على الوقود "البنزين" إلى علمها بالطاقة الشمسية.
الكهربائي المخترع، أو العبقري مصطفى، أو حبيب الشمس، جميعها ألقاب حصل عليها مصطفى محمد عبدالمالك"، 50 عامًا، ابن قرية زعبرة داخل مركز ديرمواس أقصى جنوب محافظة المنيا، بعد أن انتشرت قصته بتحويل سيارته للعمل بالطاقة الشمسية.
وقال مصطفى أو "الباشمهندس" كما يلقبه أهالي قريته، إنه خلال عام 2012 تزامنًا مع أزمة نقص البنزين والسولار التي كانت تشهدها مصر آنذاك، طرأت عليه فكرة استخدام الطاقة الشمسية بدلًا من الوقود، وعلى الفور بدأ في أولى خطوات تنفيذ فكرته، حتى باءت بالفشل، واستمر في تجارب عدة على مدار 5 سنوات، جميعهم انتهت بالفشل، بتكلفة مالية كبيرة.
وأضاف "مصطفى"، أنه وقبل 4 سنوات، شهد نجاح فكرته، بتحويل عمل سيارته "128"، لتعمل بالطاقة الشمسية بدلًا من البنزين، وعقب نجاحها، حوّل سيارة أخرى يمتلكها، لتعمل بالطاقة الشمسية.
وأوضح "حبيب الشمس"، أنّ جميع التجارب على مدار التسع سنوات الماضية كلّفته مبالغ مالية كبيرة، حتى نجحت فكرته، موضحًا أن تكلفة تحويل سيارته للعمل بالطاقة الشمسية هي 40 ألف جنيهًا، أسعار 5 بطاريات حمضية سعة 90 أمبير، ومحرك كهرباء قدرته 4 كيلو واط، وكنترول، ولوح طاقة شمسية بقدرة 275 واط، مشيرًا إلى انخفاض تلك التكلفة في حال كانت البطاريات وجميع المكونات صناعة مصرية.
"قالولي يا بتاع الفنكوش يا مجنون"، يشير ابن قرية زعبرة، إلى تعرضه للتنمر، والتهكم من قبل بعض الأهالي، الذين شككوا في قدرته على تحقيق فكرته، وتنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح "مصطفى"، الذي يعمل كهربائي وفني تركيب مواتير ري مياه بالطاقة الشمسية، أنه حاصل على الثانوية الصناعية، ثم دراسة الالكترونيات داخل دولة الأردن، ثم شهادة الثانوية العامة، قائلًا "أنا درت الثانوية العامة، والالكرتونيات، لتطوير نفسي في الفيزياء والكيمياء وده نفعني جدًا في شغلي، وساعدني حتى نجحت في تنفيذ فكرتي".
"مصر فيها مهندسين أصحاب قدرات كبيرة يستطيعوا تحويل فكرتي إلى سيارة تعمل بالطاقة الشمسية تحت شعار "صنع في مصر"،.. بهذه الكلمات اختتم "مصطفى" حديثه، مطالبًا الدولة المصرية بتبني فكرته، والعمل على تنفيذها بصورة أفضل، من خلال المصانع الكبرى، والمهندسين أصحاب الكفاءات العالية.