أخبار عاجلة

7 سيناريوهات للتدخل العسكرى فى سوريا .. من «الحظر الجوى» إلى «القصف الإسرائيلى»

7 سيناريوهات للتدخل العسكرى فى سوريا .. من «الحظر الجوى» إلى «القصف الإسرائيلى» 7 سيناريوهات للتدخل العسكرى فى سوريا .. من «الحظر الجوى» إلى «القصف الإسرائيلى»
استبعاد «النموذج الليبى» لأن المعارضة ليست تحت قيادة موحدة.. و«نموذج كوسوفو» الأقرب للتطبيق

كتب : عبدالعزيز الشرفى منذ 19 دقيقة

قد أصبح من المسلم به أن أي تدخل عسكري في سوريا سيغير خريطة الشرق الأوسط وربما العالم بأكمله، ولكن دوافع واشنطن وتحركاتها هي التي ستحدد حجم هذا التغير، ففي الوقت الذي تظهر فيه على أنها لا ترغب في اتخاذ القرار، فإن عدم اتخاذه يضر بمصداقيتها أمام العالم، وبالطبع سيكون لهذا القرار سيناريوهات عدة:

1- التدخل العقابى:

هو السيناريو الأكثر ترجيحا وقبولا، فالولايات المتحدة لا تريد أن توقظ «الدب الروسى» وتثير استياءه فى ظل «شبح الحرب الباردة» الذى يخيم على العلاقات بين البلدين بعد منح حق اللجوء إلى الأمريكى المتهم بالتجسس، إدوارد سنودن، كما أن واشنطن لا ترغب بالتأكيد فى إثارة غضب نظام «آية الله» الإيرانى، خاصة أنها تأمل أن يكون الرئيس الإيرانى الجديد، حسن روحانى، أكثر تفتحا واعتدالا عن سابقه أحمدى نجاد، يضاف إلى ذلك أن صناعة النفط الخليجية فى مرمى نيران الصواريخ الإيرانية، ناهيك عن حقول النفط الموجودة فى مضايق هرمز، التى هددت طهران بإغلاقها وقصف إسرائيل.

يتضمن هذا السيناريو شن عمل عسكرى محدود يكون بمثابة إجراء عقابى لـ«الأسد» لاستخدامه الأسلحة الكيماوية ضد المعارضين له، وبهذا يستطيع أوباما أن يتنصل من وعده الذى أدلى به قبل عام، الذى أكد خلاله أن استخدام «الكيماوى» خط أحمر بالنسبة للأزمة السورية، ويدعى حينها أنه «التزم بواجباته نحو الشعب السورى وقصف قوات النظام»، وفى الوقت نفسه يدرك الروس والإيرانيون أن الأضرار محدودة، فإلى أى مدى يمكن تدمير دولة مدمرة أساسا، ويحذرون أوباما من التصعيد، وينتهى الأمر على هذا النحو.

2- التدخل العسكرى المباشر:

ينص هذا السيناريو على إدخال قوات مشاة وقوات عسكرية ضخمة من عدة دول تشارك فى الهجوم، لإسقاط قوات الأسد مباشرة والدخول فى حرب مباشرة ضد قوات النظام السورى، وهو ما يترتب عليه سقوط الأسد بشكل سريع وانكسار المحور الإيرانى الشيعى، كما أنه ستكون له تأثيرات هائلة على خريطة الشرق الأوسط، يصعب التنبؤ بها حاليا، وسينقذ حكام مثل أمير قطر ورئيس وزراء تركيا، اللذين وضعا سمعتهما على المحك بتأييدهما للمعارضة السورية ورهانهما على سقوط الأسد، إلا أن لهذا السيناريو عدة سلبيات، أهمها أنه لن يحصل على موافقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بسبب استخدام والصين لحق «الفيتو» ضد أى شكل من أشكال التدخل العسكرى فى سوريا.

كما أن هذا السيناريو سيعيد إلى الأذهان شبح حرب العراق، حيث إن واشنطن ليست على استعداد للتضحية بالمزيد من الجنود الأمريكان فى حرب ضد دولة عربية أخرى، كما أن تركيا لن تخاطر هى الأخرى خوفا من الدخول فى صراع مباشر مع إيران. هناك أيضاً مسألة من سيكون بديلا لـ«الأسد» بعد إسقاطه، حيث إنه لا يوجد أى كيان سياسى ذى مصداقية يمكنه تولى الفترة الانتقالية لحين إعادة إعمار البلاد والتحكم فى الفوضى، خاصة مع انقسام المعارضة السورية وعدم تأثيرها على مجريات الأمور على الأرض، إضافة إلى أن الحرب واسعة المدى ستكون لها انعكاسات قاتلة على لبنان بسبب حالة الاستقطاب الذى تعيشه بين مؤيدى الأسد ومعارضيه.

3- فرض حظر جوى على الطريقة الليبية:

يزعم أنصار التدخل العسكرى، ولو حتى بأقل الصور الممكنة، أن عدم التحرك لن يمنع الحرب الأهلية أو أعمال العنف من الانتقال إلى لبنان، خاصة أن عددا من المشرعين الأمريكان، وأبرزهم السيناتور الجمهورى جون ماكين، يدعون إلى تسليح المعارضة السورية بشكل كامل بأسلحة مضادة للطائرات، على غرار ما فعله حلف شمال الأطلسى «الناتو» فى ليبيا، مع توفير غطاء جوى للجيش الحر من قبل الدول المشاركة، وسيتسبب تعاظم قوة المعارضة والجيش الحر، فى العديد من الانشقاقات فى الجيش النظامى السورى.

وتكمن سلبيات هذا السيناريو فى أن روسيا لن تقف ساكنة أمام ما يجرى على أرض أهم حليف لها، وستضخ شحنات أسلحة هائلة فى سوريا، إلا أنه من المستبعد أن تدخل فى صراع مباشر ضد الطائرات الأمريكية لصالح الأسد، كما أن الدروس المستفادة من ليبيا تشير إلى أن القصف الجوى وإسقاط الطائرات فقط لا يمكن أن يسقط النظام، إلا إن كانت هناك قوة مركزية من الثوار تتولى القضاء على قوات الأسد على الأرض، والجيش الحر ما زال بعيدا تماما عن الوصول إلى هذه المرحلة.

ويهدف هذا الخيار، الذى اقترحه العديد من أنصار التدخل العسكرى، إلى منع النظام من استخدام طائراته ومروحياته لقصف المعارضة والسكان المدنيين وإمداد قواته. وأوضحت دراسة لسلاح الطيران الأمريكى أن « الدفاعات الجوية السورية عند اندلاع الحرب الأهلية كانت الأكثر قدرة وحجما على المستوى العالمى بعد كوريا الشمالية وروسيا». ويفترض هذا السيناريو أيضاً قصف المطارات والبنى التحتية المساندة ويتطلب استخدام «مئات» القاذفات وطائرات والاستطلاع والحرب الإلكترونية للتشويش على رادارات العدو. ويتطلب هذا الخيار حوالى 72 صاروخ «كروز»، للقضاء على القواعد الجوية الرئيسية لنظام دمشق.

وقال أنطونى كراوثمان، خبير الشئون الأمنية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن خيار التدخل هذا يفترض استخدام قواعد جوية فى دول قريبة لسوريا ومشاركة بريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر، لإضفاء شرعية دولية أكبر فى مواجهة معارضة روسيا والصين.

4- إنشاء مناطق عازلة:

مخاطر هذا السيناريو محدودة، إلا أنه السيناريو الأقل انتشارا فى الأوساط الدولية، حيث إن حكومات قليلة فقط، على رأسها تركيا وفرنسا، هى من اقترحت إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا، إضافة إلى إنشاء ممرات لنقل المساعدات للثوار المعارضين، وعرضت تركيا حينها أن تقوم بتأمين منطقة على حدودها مع سوريا، لتغطية نقص عامل التدخل العسكرى المباشر فى الأحداث.

السؤال الأهم فيما يتعلق بهذا السيناريو، هو مدى تأمين وحماية تلك المناطق الآمنة من قوات الأسد، وما إذا كان الأمر سيرقى بعد ذلك إلى ما يشبه احتلال مناطق معينة من الأراضى السورية؟ ومن الصعب تصور هذا السيناريو دون الدخول فى صدامات عسكرية مباشرة بين قوات الأسد والمعارضة، إضافة إلى بعض المخاطر المتعلقة بسيناريوهات التدخل المباشر.

ويقترح بعض الخبراء إقامة تلك المناطق العازلة على طول حدود سوريا مع تركيا، وربما الأردن أيضاً، بحيث تكون مناطق آمنة للاجئين، وقاعدة خلفية للمقاتلين فى الوقت نفسه. ومع هذا الخيار تبقى المنطقة التى سيترتب على القوات الدولية السيطرة عليها محدودة، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأمريكية، الجنرال مارتن ديمبسى، حذر فى رسالة إلى أحد نواب الكونجرس الأمريكى، من أن هذه المهمة لن تكون سهلة، حيث سيكون من الضرورى استخدام القوة القاتلة للدفاع عن المناطق العازلة من الهجمات الجوية والصاروخية والبرية. وحذر «كراوثمان» من أن مثل هذا التدخل قد لا يكون كافيا لإسقاط الرئيس السورى.

5- دعم المعارضة دون تدخل مباشر:

يشير الخبراء إلى هذا السيناريو على أنه بمثابة «الدخول إلى اللعبة بأمان»، وهو سيناريو تم تطبيقه إلى حد ما منذ فترة طويلة، حيث يتم تزويد قوات المعارضة والجيش الحر بالأسلحة والمساعدات اللوجيستية، لتجنب عواقب التدخل العسكرى المباشر أو أى من أشكال التدخل المباشر فى الأزمة السورية، وهو ما يمنح القوى الأجنبية الداعمة للمعارضة نوعا من النفوذ عليها للتحكم فى مجريات الأمور، وتتزعم وقطر دعوات تسليح الجيش السورى الحر.

أكثر ما يشكل أزمة بالنسبة لهذا السيناريو، هو الطرف الذى يمكن للدول الأجنبية تسليحه، بمعنى أن الجيش الحر والمعارضة بشكل عام ليس لديهما قيادة عسكرية مركزية، حيث إن ضخ الأسلحة دون مراقبة وحسن استخدام قد يتسبب فى كارثة تزيد الأمور سوءاً، وهناك مخاوف من أن تنتهى تلك الأموال إلى أيدى تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة» وجبهة «النصرة» الموالية لها، أو الميليشيات المتطرفة هناك، كما أن هناك مخاوف من أن عدم تحكم قادة المعارضة فى الأمور سيدفع بتعزيز الصراع، بما فى ذلك تعزيز مخاطر الحرب الطائفية بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية، وهو ما يترتب عليه تباعا زيادة التوترات فى لبنان المجاورة لها.

6- إسرائيل تقصف سوريا:

رغم أن إسرائيل تحاول أن تنفى عنها أى شكوك حول نيتها المشاركة فى أى عمل عسكرى داخل سوريا، أو وجودها فعلا على الأراضى السورية حاليا، فإن المخاوف التى تشدقت بها خلال العامين الماضيين من وقوع الأسلحة الكيماوية التى يمتلكها الأسد فى الأيدى الخاطئة، دفعها مسبقا لقصف منشآت عسكرية تابعة للنظام السورى مرتين سابقا، وهو ما يجعل سيناريو استخدام إسرائيل وسيلة للضغط على الرئيس السورى ليس مستبعدا، خاصة أن وصول الأسلحة الكيماوية إلى تنظيمات المعارضة، وعلى رأسها جبهة «النصرة»، يهدد بتغير درامى على ساحة الشرق الأوسط، رغم أنه ما زال غير معروف كيف سيستخدم مقاتلو المعارضة هذه الأسلحة إن حصلوا عليها فعلا، إضافة إلى أن إسرائيل تخشى أن يجد الأسد نفسه فى مأزق يسقط معه حكمه، فيختار إطلاق الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل، كجزء من شعارات «تموت نفسى مع فلسطين»، فى محاولة منه لجذب مقاتلى المعارضة أمام عدو واحد مشترك هو إسرائيل.

الأساس فى هذا السيناريو يعتمد على أن تشن الولايات المتحدة هجوما عقابيا على قوات الأسد، وهو ما سيضطر الرئيس السورى لتنفيذ تهديداته بقصف إسرائيل وتركيا والأردن فى حال قصف قواته، وهو ما يدفع إسرائيل إلى التدخل العسكرى فى سوريا نتيجة لهذا، على اعتبار أنها تدافع عن مواطنيها ضد التهديدات التى ألحقها بهم الأسد.

هناك خيار آخر لتنفيذ هذا السيناريو، يتضمن استهداف سلاح الطيران الإسرائيلى لمنشآت ومخازن الأسلحة الكيماوية فى سوريا، على غرار ما حدث خلال شهر فبراير الماضى وشهر مايو الماضى. ويعتقد الخبراء أن النظام السورى يخزن مئات الأطنان من غازات «السارين» و«فى إكس» و«الخردل»، وطالبت أطراف عدة، على رأسها إسرائيل، بالقضاء على هذا المخزون أو ضبطه ومنع استخدامه ضد المدنيين أو وقوعه بأيدى إرهابيين، إلا أن ديمبسى لم يبد تأييدا لمثل هذه العملية، حيث إنها تفترض كحد أدنى إقامة منطقة حظر جوى وشن ضربات جوية وصاروخية تشارك فيها مئات الطائرات والبوارج والغواصات وغيرها، والنتيجة ستكون السيطرة على بعض الأسلحة الكيماوية وليس عليها بالكامل.

7- القصف الجوى (نموذج كوسوفو):

تشير صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إلى أن سلاح الطيران الأمريكى قد يلجأ إلى توجيه ضربات عسكرية إلى سوريا من دون الحصول على تفويض الأمم المتحدة، بحيث تستوحى تلك الهجمات من الضربات الجوية التى نفذها السلاح الأمريكى فى كوسوفو نهاية تسعينات القرن الماضى، فخلال نزاع كوسوفو فى 1998 - 1999، دعمت روسيا نظام «سلوبودان ميلوسيفيتش»، المتهم بارتكاب جرائم إنسانية بحق المدنيين فى هذا الإقليم الصربى. وكان مستحيلا التوصل إلى قرار يجيز اللجوء إلى القوة ضد الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، بسبب «الفيتو» الروسى فى مجلس الأمن الدولى. وفى مارس 1999، شن حلف شمال الأطلسى غارات على القوات الصربية فى كوسوفو، بحجة أن الجرائم الإنسانية البشعة التى ارتكبتها فى الإقليم تعتبر وضعا إنسانيا طارئا. واستمر الهجوم 78 يوما.

ولأنه من المتوقع أن تعارض روسيا أى محاولة لاتخاذ قرار فى مجلس الأمن ضد سوريا، فإن المسئولين الأمريكان يؤكدون أن «إقليم كوسوفو سيشكل سابقة لوضع يمكن أن يكون مشابها فى سوريا. النقاش حول كوسوفو كان أحد المواضيع التى بحثت بشأن الملف السورى»، مشيرين إلى أن العواقب المحتملة لتوجيه ضربات فى سوريا ربما تشمل عددا من دول المنطقة مثل لبنان والأردن وتركيا ومصر، وهو ما يتم دراسته حاليا.

اخبار متعلقة

«الأسد» لـ«أمريكا»: الفشل مصيركم فى سوريا.. وانظروا لحصادكم المر فى ليبيا ومصر

بروفايل| الأسد علي شعبه فقط

المعارضة السورية ترحب ب«تدخل عسكرى محدود»

«نصر الله».. فى قلب المواجهة

«ديبكا»: ضرب «دمشق» خلال أسبوع.. وهجوم «خليجى» موازٍ

لاجئو سوريا فى مصر ينعون ضحاياهم ويدعون على «بشار وحزب الله ومرسى»

مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الوطن»: أستبعد اشتراك مصر حال اتخاذ قرار ضد دمشق

سياسيون: التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا يؤثر على الأمن القومى المصرى الحرب على سوريا.. نهاية «الخط الأحمر»

الحرب على سوريا.. نهاية «الخط الأحمر»

DMC