كتب : وائل فايز منذ 1 دقيقة
شن مفتى الجمهورية وعلماء الأزهر هجوما حادا على رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوجان، بعد تصريحاته المسيئة لشيخ الأزهر أمس، والتي قال فيها إن "التاريخ سيلعن شيخ الأزهر بعد دعمه للانقلاب العسكري"، مؤكدين أنها تصريحات "غير مسؤولة"، وقالوا إن "على حكومة تركيا التأدب مع العلماء واحترام إرادة الشعب المصري".
طالب الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، وزارة الخارجية بالتصدي لكل من يتطاول على الأزهر وشيخه، مشددًا على أن أي تطاول على المؤسسة الأزهرية بكل روافدها يمثل تهديدًا للأمن القومي المصري. وأوضح في بيان أمس، أن ما يقوم به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من دور وطني ومجهودات من أجل مصلحة مصر والمصريين بكل انتماءاتهم، والدفاع عن المصالح العليا للدين والوطن، هي محل تقدير من الجميع في الداخل والخارج، لافتا إلى أن المصريين جميعًا يعترفون بدور الأزهر التاريخي الذي يمثل ملاذًا ومرجعية يطمئن إليها المصريون بل والعالم الإسلامي كله، خاصة في أوقات الأزمات، ما جعله أحد الضمانات الأساسية لوحدتهم على مر التاريخ.
وأكد المفتي أن المؤسسة الأزهرية بكافة روافدها دائمًا ما تسعى إلى ما فيه صلاح الأمة، وأن الأزهر هو قبلة للوسطية يجتمع في ساحته جميع المصريين، كما أن الاعتداء على الأزهر وشيخه هو بمثابة إهانة لكافة المصريين.
من جانبه، علق الدكتور علوي أمين، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، على تصريحات رئيس وزراء تركيا بأن "إذا سبّك السفيه فلا تلمه"، وأضاف أن نهج شيخ الأزهر يقوم على مبدأ "إذا أسيئ إليه شكر"، لأنه رجل صالح يرى من يسبّه أو يسيئ إليه "يهديه حسنات"، موضحا أن من يتطاول على الأزهر وعلمائه لا يعرف قدر تلك المؤسسة الدينية العريقة.
وقال إن "على هؤلاء التأدب مع الأزهر ورموزه"، لافتا إلى أن "أردوجان" أثبت انحيازه الأعمى لتنظيم الإخوان فضلا عن مباركته للأعمال الإجرامية والإرهابية على أرض مصر.
وأشار أمين إلى أن حكومة تركيا كانت تخطط لأن تكون زعيمة للشرق الأوسط بفضل دعمها لتنظيم الاخوان في مصر وبعض الدول العربية، ولكن شاءت الأقدار وإرادة الشعب المصري أن تتحطم تلك الأحلام والمخططات، فأصبح الصراع حاليا صراع بقاء ووجود، مشيرا إلى أن الحكومة التركية تستخدم كل أسلحتها للدفاع عن النظام الإخواني الذي تنبثق منه.
فيما أكد الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن رئيس الوزراء التركي أسفر عن وجهه القبيح وأسلوبه الردئ في مخاطبة العلماء وشيخ الأزهر، مشيرا إلى أن هذا التطاول ليس غريبا، "لأن تركيا معروفة بتاريخها في الإساءة للعلماء وعدم الاعتداد بالدين الإسلامي، وهم يمتطون الدين كوسيلة لتحقيق مآرب سياسية".
وأضاف أبو طالب أن أمثال هؤلاء سيخيب قصدهم وينقلب الأمر عليهم، ولن يصلوا إلى مبتغاهم ما داموا يهينون الدين ويتخذونه وسيلة لأهداف دنيوية رخيصة، مشيرا إلى أن شيخ الأزهر أكبر شخصية إسلامية في العالمين العربي والإسلامي، وأنه إذا أهان "أردوجان" شيخ الأزهر فإنه يهين نفسه ويهيل على وجهه التراب.
وقال إن محاولات تركيا لتشويه سمعة مصر لصالح تنظيم الإخوان لن تجدي، فهذا أسلوب رخيص لن تصل به أنقرة لريادة العالم الإسلامي، بل سوف تنحدر إلى مستوى ردئ لا يؤهلها إلى مركز قيادي، مشددا على أن علماء الأزهر لا ينزلون إلى هذا المستوى الردئ حتى يردوا على الإساءة بمثلها، ولكن لابد من لفت نظر العالم إلى الأساليب القذرة التي تحاول تشويه الأزهر ومشايخه.
من جهته، وصف الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، تصريحات "أردوجان" بـ"غير مسؤولة" وتكشف عن تخبط في السياسة التركية بسبب فقد الحكومة هناك لتوازنها، بعدما استشعرت الخطر على سلطتها من رحيل نظام الإخوان في مصر، لافتا إلى أن الدكتور أحمد الطيب دعا إلى عدم إقصاء الإخوان وطالبهم بالدخول في المصالحة، كما أن الإمام الأكبر انحاز لغالبية الشعب المصري باعتبار ذلك "أخف الضررين" لتجنيب البلاد الدخول في الفوضى.