كتب : عبدالوهاب عليوة وعبدالفتاح فرج وأحمد منعم الإثنين 26-08-2013 10:40
شارع متسع شديد النظافة، تزينه أعمدة إنارة قصيرة على الجانبين، تتوسطه عشرات المحلات التى تبيع ملابس و«عبايات» السيدات، شهرته تخطت حدود مصر إلى معظم الدول العربية من كثرة مبيعاته بها وعروضه المستمرة هناك، يفتخر البائعون وأصحاب المحلات به بإدخال عملة صعبة لمصر، على مدار السنوات الماضية، ويشكون من الحال الذى وصلوا إليه بسبب الأوضاع السياسية الراهنة، مدخل الشارع بالقرب من ترعة المريوطية مغلق ببعض الأحجار وجذوع النخيل مع أحد صناديق الصفيح، أبواب المحلات موصدة باستثناء القليل منها، فى نهاية الشارع السياحى توجد سيارات ومدرعات الشرطة المحترقة وتغلقه أمام حركة السيارات.
محمود بندارى، صاحب محل ملابس بأحد الممرات الجانبية، يقول منفعلا: «من يوم فض الاعتصام وإحنا فى وقف الحال ده، مفيش زباين راضية تنزل الشارع السياحى، وتجار المحافظات بيخافوا ينزلوا كرداسة بسبب حظر التجول من ناحية والإشاعات اللى الإعلام بينقلها عن المدينة من ناحية تانية، إحنا باختصار ضحية ثورة يناير وثورة 30/6». ويضيف «بندارى»: «من 15 يوم ومفيش استفتاح خالص، السوق نايم وأصحاب المحلات قافلين محلاتهم عشان كده». فى الأعوام السابقة كانت الورش والمصانع فى كرداسة تعمل طول العام دون توقف من أجل بيع منتجاتها فى شهور يونيو ويوليو وأغسطس من أجل السياحة الخليجية، وكنا نعول على هذا الموسم لتعويض خسائرنا وسداد ديوننا؛ لأن أقل دين لأصحاب المحلات فى الشارع السياحى 70 ألف جنيه للتاجر الواحد».
ويتابع: «أقل سعر لإيجار المحلات بالممرات الجانبية 800 جنيه، بينما تتراوح أسعار إيجار المحلات بالشارع الرئيسى بين 3 آلاف و4 آلاف جنيه، كما تبلغ أسعار المحلات بالشارع العمومى حوالى 3 ملايين جنيه.. إحنا فى ورطة وكارثة، أنا بقالى 16 سنة فى المهنة دى ولفيت العالم العربى عشان أبيع منتجاتنا فى معارضنا هناك، لحد ما بنينا اسم كرداسة بنفسنا، لكن البلطجية هدت الاسم فى نص ساعة وضيعوه والناس بقت تقول علينا دلوقتى بلد الإرهاب».
تشتهر كرداسة بالصناعات اليدوية وورش صناعة الملابس والتطريز وماكينات الكمبيوتر ومصانع الخيوط، كما أن الشارع السياحى به ما لا يقل عن 500 محل، بالإضافة إلى مول كبير يقع فى بداية الشارع: «كنا شغالين شوية والسوق يادوب ماشى فى رمضان، لكن الأحداث الأخيرة قضت على كل حاجة»، يشير «بندارى» إلى أن بداية شهرة كرداسة فى صناعة الملابس الحريمى تعود إلى منتصف سبعينات القرن الماضى وأن الفضل يعود فيها إلى الحاج عبدالحميد عيسى، أحد أهالى القرية، الذى وافته المنية منذ فترة. ويستطرد: «اسم كرداسة كان موجودا على خريطة السياحة فى مجلة السياحة (حورس) التى كانت توزع بالطائرات والمطارات المصرية والأجنبية، لكن تم رفعه من الخريطة منذ فترة».
عبدالرحمن محمد، صاحب محل ملابس آخر، يقول: «توجد 3 آلاف أسرة تعيش على تجارة الشارع السياحى وحده».
ويختتم بألم: «كرداسة اتخرب بيتها بعد العيد، جيراننا خايفين ينزلوا كرداسة، الإعلام سوّأ سمعتنا واتهمنا بالإرهاب، كرداسة توجد بها 30 عائلة كبيرة موزعة على أنحاء المدينة، وكل الناس عارفة بعضها والإخوانى معروف والجهادى معروف والبلطجى معروف». يبدى الشاب الثلاثينى تخوفه من الأوضاع الحالية، قائلا: «كرداسة بها كمية سلاح كبيرة».
أخبار متعلقة :
تجار الشارع السياحى: بنينا اسم كرداسة فى سنوات.. فضيّعه الإرهابيون فى نصف ساعة
الأهالى: لسنا إرهابيين.. و«إخوان» القرى المجاورة شوهوا صورتنا
باحث إسلامى من أبناء «كرداسة»: المدينة نموذج لـ«رابعة».. والقيادات هربت وتركت الغلابة
وقت «الحظر».. هدوء وترقب عند المداخل وحركة فى قلب المدينة والمحلات تغلق قبل المغرب
الجماعات المتطرفة والبلطجية يفرضون سيطرتهم بـ«قوة السلاح»
وكر آمن للجماعات الإسلامية.. بلطجية ومسلحون بالشوارع ليلاً.. والأهالى مختبئون فى منازلهم