لوحةٌ على طريق المُستقبل، تقول لك: أوْقِفْ!! فما أحوجنا اليوم لإحياء سُنَّة الوقف!!
من أرقى مراتب الحِكْمة تحويل النافِع إلى أعظم.. نفعًا، فكُنْ حكيمًا وأوقِفْ!!
انتبه!! من النهايات المقطوعة، فما أجمل الأوقات في الأوقاف.. إنَّها لا تنقطع.
والوقف طريق لزيادة الحسنات، وتكثير الأعمال الصالحة في الدنيا والآخرة.
وحينما تحبس الأصل؛ لتُسبِّل المنفعة، فذاك هو الوقف.
واعلم.. أنَّ الوقف في الإسلام من أعظم القُربات، التي يتقرَّب بها المُسلم إلى الله.
أشْعِلْ شُمُوع الخير في المجتمع بالأوقاف، وكُنْ شامخًا بوضع بصمتك في وقف خيري؛ فالشامخون فوق القِمم، واستعد للرحيل، واغتنم الحياة، واجعل في حياتك مغنمًا لآخرتك، وأوقِدْ مصابيح الخير في المجتمع، بنشر ثقافة الأوقاف، واخلقْ صورًا ذِهنيَّة للمجتمعات، ترسمها أعمالهم وأخلاقهم وأوقافهم.
الأوقاف خيرها كالريح المُرسلة؛ ينتفع بها جميع المخلوقات؛ فالوقف كالنخلة، عطاؤهُ دائم، وهو جِسْر للسعادة، بل لبنة تبني اقتصاد المجتمع، وتجعلهُ متينًا.
مثل هذهِ الأوقاف تزيد الوعي، تنشر الثقافة، ويُساهم الكثير من الناس فيه.. فتعليم الناس خير الأوقاف يحتاج لمهارات الحُب والتواصل. وتجعل المجتمع سعيدًا ومُستقرًّا؛ فهي تُحلِّق بالمُجتمعات إلى حيث تسكن الصقور.
ابتكر المسلمون الأوائل فن العمارة في تسبيل الماء. ولن تنهض الأمة إلَّا بأوقافها. ولنا في عهد الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- الكثير من صور البذل والعطاء، وكثير من الصور الوقفيَّة من الصحابة والتابعين.. إنَّنا نتعلَّم منهم فن صِناعة الأوقاف. وهذا ما نحتاج إليه اليوم من إدارة للأموال الوقفيَّة، بأقل تكلفة ممكنة.
كم من مُسلم لا ينام الليل من الديون وغيرها من صُروف الحياة.. فالوقف من أهم دعامات القضاء على المُشكلات المالية والصحيَّة والاجتماعيَّة لأي أمة.
يجب أنْ نُحقِّق المواءمة بين المعايير الربحيَّة والتنموية، وتنمية الأوقاف المُستديمة.. فأفكارنا الرائعة تحتاج إلى صيغة بارعة. فما أجمل أنْ نكتب ما يُحبِّب الناس في الأوقاف. فكم هو رائع أنْ نرى ثمرة الأوقاف بعين اليقين؛ لتحطيم كُل عقبة تعترض مسيرة نجاحها.
المؤسسات الخيريَّة من القطاع الثالث (غير الربحية) اليوم هي خير من يحافظ على ديمومة واستقرار الخير؛ فمجالات الأوقاف مُتعدِّدة، ولها طُرق كثيرة، وفي اتساعها وتعددها لمن تجود نفسه بالخير في كل زمان ومكان.. فالناجحون بالأوقاف يسبقون الآخرين زمانًا ومكانًا واتقانًا.