كتب : وكالات أنباء الأحد 25-08-2013 07:51
اعتقلت شعبة المعلومات بقوات الأمن الداخلى اللبنانى، أمس، الشيخ أحمد الغريب لظهوره فى إحدى كاميرات المراقبة فى مكان الانفجار الذى وقع ظهر أمس الأول فى مدينة «طرابلس» بشمال لبنان. وذكرت مصادر أمنية أن قوة من شعبة المعلومات داهمت منزل الشيخ الغريب فى منطقة «المنية» شمال طرابلس، وصادرت منه بنادق حربية رشاشة وقنابل يدوية.
فى الإطار نفسه، نفت حركة «التوحيد الإسلامى» فى طرابلس توقيف أى من عناصرها أو مشايخها على خلفية تفجيرى مسجدى طرابلس. وطالبت الحركة، فى بيان لها أمس، بإنزال أقصى العقوبات بكل من يثبت ضلوعه بهذا العمل الإجرامى المروع، مشيرة إلى أن «الغريب» مكلف من رئيس مجلس قيادة حركة «التوحيد الإسلامى» الشيخ هاشم منقارة، بمتابعة أحد الملفات العالقة مع النظام السورى.
فى السياق ذاته، عقد رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل نبيل ميقاتى اجتماعاً فى منزله بمدينة طرابلس، بحضور وزير الداخلية مروان شربل، والمالية محمد الصفدى، والدولة أحمد كرامى، والشباب فيصل كرامى، ورئيس فرع مخابرات الجيش فى شمال لبنان العميد عامر الحسن، لبحث تداعيات الانفجارين اللذين استهدفا المدينة.
وأعلن «ميقاتى» أن تفجيرى المسجدين فى مدينة «طرابلس» بشمال لبنان أسفرا عن استشهاد 35 شخصا وإصابة 900 آخرين بجروح مختلفة، وما زال 110 منهم يتلقون العلاج فى المستشفيات وبعضهم بحالة خطرة، مشدداً على أن إسرائيل هى المستفيد الأكبر من التفجيرين، سواء كانت هى التى نفذته أو عبر أصابع تصب فى مصلحتها.
وأكد أن قوات الجيش والأمن بدأت إجراءات أمنية مشددة فى المدينة وعلى مداخلها لتفادى أى حوادث مماثلة، وقال: إن مدينة طرابلس لن تنكسر وهى تتمسك بالدولة العادلة والقوية، داعيا السياسيين إلى التكاتف والحوار والتوقف عن الخلافات، ومناشدا الإعلام التزام المصداقية وعدم التسرع والوقوع فى أخطاء نتيجة المنافسة فى السبق الصحفى أو ملاحقة التصريحات المثيرة للخلافات.
وحول السلبية التى قوبل بها الجيش اللبنانى أمس الأول فى مكان التفجيرين، أوضح «ميقاتى» أن الجيش واجه تلك المواقف بعقلانية، مؤكداً أنه سيكون له مع قوى الأمن الداخلى الدور الأساسى فى طرابلس. وأوضح أن الهدف من الاجتماع السياسى والأمنى الذى ترأسه العمل على تثبيت الأمن ورفض ما يتردد عن دعوات لتنفيذ أمن ذاتى وتكليف المدعى العام بمتابعة التحقيقات وملاحقة من تجب ملاحقته.
وكثّف الجيش اللبنانى، أمس، دورياته فى طرابلس، فيما شوهد مسلحون مدنيون أمام المساجد فى طرابلس، وبدت المدينة، التى تعج عادة بالناس، مشلولة وشوارعها مقفرة مع حركة سير خفيفة، فيما أغلقت المتاجر أبوابها فى يوم الحداد الوطنى الذى أعلن فى كافة أنحاء البلاد ومراسم تشييع الضحايا.
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى عبداللطيف الزيانى الهجوم المزدوج «الإرهابى» الذى استهدف طرابلس، معتبرا أن هدف هذا الهجوم هو جر لبنان إلى «فتنة طائفية». وذكر بيان للمجلس أن الزيانى «أدان التفجير الإرهابى الذى استهدف مسجدين فى ثانى أكبر مدينة فى لبنان، واصفا استهداف أماكن العبادة وروادها الأبرياء بالعمل الإجرامى المشين».
وأدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى أكمل الدين إحسان أوغلو التفجيرين الإرهابيين اللذين تعرضت لهما المدينة، مؤكدا رفض منظمته للأعمال الإرهابية التى تستهدف الأبرياء وتدمر الممتلكات العامة والخاصة فى أى مكان.