كتب : مروى ياسين منذ 14 دقيقة
كلماته دائماً محط أنظار الآخرين، وفتاواه تلقى قبولاً لدى الكثيرين، فشهادته ربما تثقل كفة الحق فى مواجهة الباطل، فى ظل انتشار فتاوى كثيرة مثيرة للفتنة من قبل مشايخ لا يعلمون شيئاً عن التسامح فى الإسلام، والتفاهم بين الأديان، هو باب النجاة من فتوى شيوخ الفتنة، صار واحداً من أكثر خمسين شخصية إسلامية مؤثرة فى العالم كله، حفظه لكتاب الله واتباعه لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم جعلاه دائماً فى المقدمة، ليحصل من خلالهما الدكتور على جمعة على درجة الدكتوراه فى الآداب الإنسانية فى عام 2011.
تربع على عرش أكثر المناصب حساسية وأهمها على الإطلاق لمدة عشر سنوات كاملة، فلازمه لقب مفتى الديار المصرية منذ عام 2003 حتى عام 2013، شهدت خلالها البلاد أشد اللحظات حرجاً وأكثرها تأزماً، ليطل علينا «جمعة» بين الحين والآخر بفتوى تثلج الصدور أو تطفئ فتنة أثيرت بفعل حاقدين؛ ففى عام 2011 وقتما اشتد الحال بالبلاد وصار سفك الدماء أهون من رش المياه على الأرض، خرج بفتوى أثارت جدلاً وقتها، فأجاز عدم الذهاب إلى صلاة الجمعة فى حالة الخوف من الفتنة على النفس أو المال، وأنه من أراد الذهاب لصلاة الجمعة عليه الالتزام بالهدوء وعدم الصدام، أو التعبير عن رأى سياسى سواء تأييداً أو رفضاً للحكومة عن طريق مظاهرة سلمية.
دائماً ما تثير فتاواه الجدل، وتفتح الباب أمام التساؤلات، فهو من أفتى بعدم دخول المنتقبات إلى لجان الامتحان والكشف عن وجوههن، وهو ما أثار لغطاً كبيراً بين الأئمة، بل إنه أفتى بأن ارتداء المرأة النقاب أثناء تأديتها لمناسك الحج حرام شرعاً، ويجوز أن تدفع له فدية، لكن لجنة الفتوى تخرج بفتوى أخرى تؤكد أن النقاب من الإسلام وليس بدعة منكرة.
يظل الشيخ محط أنظار الجميع طيلة توليه منصب مفتى الديار المصرية، وحتى بعدما أنهى خدمته وتولى غيره المنصب، وحده يحاول الوقوف فى وجه الشيوخ الذين ضللوا المجتمع؛ فحين خرج «القرضاوى» يدعو الجهاديين لقتال الجيش المصرى، خرج الآخر بتصريح أثلج صدور العامة الذين أرهبتهم تصريحات القرضاوى ليقول: «إذا تحول القرضاوى للفكر القاعدى بدلاً من الفكر الأزهرى يصبح منتمياً للخوارج»، بل إنه لا يخشى أبداً وصفه لجماعة الإخوان المسلمين بأنهم «خوارج هذا العصر» لما أثاروه من فتن ولتصريحات قادتهم التى أدت إلى مقتل الكثيرين؛ بسبب إيهامهم بأن ما يحدث هو معركة ضد الإسلام.
يصبح الشيخ -الذى جاوز الستين بعام واحد- فى مواجهة أكثر الجماعات تطرفاً وعنفاً بفعل تصريحاته الأكثر جرأة، لكنه يظل حاملاً للخير عبر مؤسسة خيرية يرأس مجلس إدارتها، ويدعو من خلالها لنشر ما تعلمه طيلة حياته من كبار أساتذته وعلماء الدين.