أخبار عاجلة

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا: «يا رب اغفر لهم لأنهم لا يدركون ما يفعلون»

الأنبا مكاريوس أسقف المنيا: «يا رب اغفر لهم لأنهم لا يدركون ما يفعلون» الأنبا مكاريوس أسقف المنيا: «يا رب اغفر لهم لأنهم لا يدركون ما يفعلون»
المارد المصرى خرج من القمقم ولن نعود مرة أخرى إلى الخلف.. وحرق الكنائس يشوه صورة الإسلام ونحن لا نقبل ذلك

كتب : أحمد منعم ومحمد على زيدان منذ 39 دقيقة

أكد الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمحافظة المنيا، ضرورة التركيز على ملاحقة المعتدين، وأن تعمل بكل حزم لمواجهة الإرهاب، وشدد على أن ما يحدث من أعمال حرق للكنائس لا علاقة له بالإسلام، وأن لن تعود مرة أخرى إلى الوراء، بل هى تسير إلى الأمام فى طريقها رغم كل الصعوبات التى تواجهها الآن، مؤكداً أن الاعتداء على المسجد مثل الاعتداء على الكنيسة أو بنك الدم فكلها أموال مصر، كل هذه المنشآت جزء من مصر وكلها أموال مصر.

* الأوضاع التى تمر بها المنيا.. هل ترجع إلى خلفيات احتقان سابقة؟

- الوضع قابل للاشتعال منذ فترة، ويرجع إلى كثرة عدد المسيحيين بها، الأمر الثانى أن المنيا شأنها شأن محافظات الصعيد المهملة من الحكومات المتعاقبة، الأمر الذى أدى إلى كثرة الأمراض والبطالة والأمية، لذلك هذه المجتمعات تكون بيئة خصبة للخارج على القانون.

* وهل كان الاستهداف لأسباب سياسية وليس لأسباب طائفية؟

- هناك خلط وهو محاولة استدراج الكنيسة فى المشهد السياسى، بزعم أن الأقباط نزلوا بكثافة فى 25 يناير ولكن الأكثر فى 30 يونيو، على اعتبار أن هذا ممنهج، ولكن الكنيسة لم تأمر أحداً بالنزول، وقالت للمواطنين عليكم أن تكونوا إيجابيين، ولم ننزل لطلب شىء طائفى، ولكن كلها كانت طلبات وطنية، وكانت مشاركة الأقباط أعلى خلال المظاهرات، وهذا ما اعتبرته الجماعات المتشددة يستهدف المشروع الإسلامى أو أن المسيحيين ضد المشروع الإسلامى، لذلك حاولوا «يضربوا الحكومة بينا ويضربونا بالحكومة»، لكننا رفضنا هذا الفكر، وإذا كانت هناك مشاكل عرضية سيتم تجاوزها.

* تقصد أن سبب حرق الكنائس هو إثناء المسيحيين عن موقفهم من يوم 30 يونيو؟

- هناك محاولات للانتقام من الدولة فى مؤسستين، الكنيسة والمؤسسة العسكرية، هو يستهدف المسيحيين والشرطة، لكن ليه يحرق بيت أيتام أو مستشفى أو بنك دم.. إزاى؟، إحنا كنا متوقعين إن المرحلة التالية بعد رحيل الرئيس محمد مرسى تكون محاولة جرّ الأمن إلى مستنقعات، بدل ما تكون الأحداث فى «رابعة» و«النهضة» هيفتحوا جبهات صغيرة فى طول مصر وعرضها لإنهاك القوات. وهذه الأفعال تشوه صورة الإسلام، أنا كمسيحى لو هناك خلاف بينى وبين مسيحى مثلى، يجب أن أفهم إن فيه طرف هيفهم ده خطأ، الوطنى المصرى لا يفعل مثل تلك الأفعال.

* هل جاءتكم رسائل «تعازى» وتضامن من المسلمين أو جهات رسمية؟

- جاءنا بعض الرسائل من رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومسئولين حكوميين، والمسلمين المتعقلين، هذا اليوم كان مزدحماً جداً نظراً لكثرة الأحداث فيه، بعد ذلك بدأت تظهر أصوات إسلامية متعقلة وأنهم يجب أن يحافظوا على ممتلكات الأقباط حرصاً على صورة الإسلام من التشويه، لأن الشخص العادى لا يمكنه أن يفرق بين إخوانى وسلفى وسلفى دعوى.

* على ماذا يركز الكهنة فى وعظاتهم خلال قداسات الأحد؟

- ركز الكهنة فى وعظهم على إن لو كان اللى حصل ده تمن مسيحيتكم فده فخر ليكو، وإننا بنصلى من أجل اللى عمل كدا، ونقول: يا رب اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون، افتح عينيهم على الحق، ونقّيهم من هذه الأفكار الشريرة، ونأمل إنهم يكونوا مواطنين صالحين، فالمشهد للذين قاموا بحرق الكنائس كان سيئاً ويسىء للإسلام، ونحن لا نريد ذلك، لأن الغالبية العظمى من المسلمين محترمون ومتحضرون.

* فى الفترة الأخيرة رأى البعض أن الكنيسة كانت تتدخل فى العملية السياسية؟

- الكنيسة لم تتدخل فى الحياة السياسية، وحضور البابا تواضروس قبل بيان عزل الرئيس، كان يرجع إلى أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى أراد أن يجمع كل الرموز الوطنية، وشيخ الأزهر والبابا، الجميع حضر المشهد، ولكن لم تكن لهم مشاركة فى الخريطة التى تم وضعها.

* هل ترى أنه كان هناك تقصير من الجهات الأمنية؟

- كان هناك تقصير أمنى يوم أحداث حرق الكنائس، حيث غابت الشرطة تماماً ووجهنا اللوم إليها فى كل تصريحاتنا، وأعتقد أنه لو كان هناك أمن كان سيحدّ من هذه الأفعال.

* ما الكلمة التى تريد أن توجهها إلى المسيحيين والشعب المصرى؟

- أوجه كلمة للمسيحيين إن ليكوا الفخر إنكم تعرضتم للإهانات والاعتداءات على ممتلكاتكم لمجرد أنكم مسيحيون، وهذا لا يعفى المسئولين من ملاحقة المعتديين، وأقول لكل المصريين إن مصر تمر بفترة ستخرج منها أقوى، لأن الشعب المصرى لديه مخزون هائل من الوطنية لا يوجد فى أى مكان بالعالم، وأقول للشرطة إن عليها أن تعمل على أداء واجبها وتحمى كل المنشآت على حد سواء، و إن عليها العمل على تجفيف منابع الإرهاب فى البلاد، وأنا أرى أنه على المدى القريب الوضع ممكن يكون مشحون بالقلق وضعف السيطرة الأمنية، أما على المدى البعيد فستكون مصر أقوى ولن تعود لما كانت عليه مرة أخرى، «المارد خرج من القمقم»، وأكبر مكسب لمصر هو الإرادة الشعبية.

DMC