كتب : رويترز منذ 45 دقيقة
قرر موسيقي هولندي أن ينقل موسيقى "المهرجانات" الشعبية الإلكترونية إلى الملاهي الليلية الغربية، على أمل تسليط أضواء إيجابية على مصر.
ولا يتكلم منتج الموسيقى ومشغل الأغاني يوست هيثويسين (35 عاما) العربية، ولم يزر مصر قط قبل أبريل، لكنه مؤسس وأحد الأعضاء الثلاثة لفريق "جبهة تحرير القاهرة" الهولندي لتشغيل الموسيقى، المختص بموسيقى "المهرجانات".
وموسيقى "المهرجانات" خليط متدفق من الغناء والراب، ممزوج بالإيقاعات المصرية التقليدية وخفة الظل، وتتطرق إلى موضوعات كالجنس والمخدرات والفقر.
وهذا النوع من الموسيقى قليل التكلفة وينتج للجمهور الواسع، وعادة ما يبث منتجوه من مشغلي الموسيقى الذين علموا أنفسهم المهنة بأنفسهم تسجيلاتهم التي يعدونها في بيوتهم، على موقع "يوتيوب" من خلال ملفات قابلة للتحميل على أجهزة الكمبيوتر المحمولة.
واجتاحت موسيقى "المهرجانات" المشهد الثقافي على مستوى الشوارع في القاهرة منذ ثورة 25 يناير 2011، لكنها تنتشر في شتى أنحاء البلاد متجاوزة جذورها التي تنتمي للطبقة العاملة في المدن، رغم الاضطرابات التي تشهدها مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
وقال هيثويسين: "فكرت أن ترويجها في الغرب قد يمنحها مزيدا من الاهتمام، وقد ينظر إليها كشكل فني لا كمجرد مواد يعدها شبان محليون على كمبيوتراتهم". وأضاف: "ما كنا نراه عادة في الإعلام الغربي عن العالم العربي في السنوات العشر الأخيرة، هو في أغلبه أناس يتقاتلون، لكنها ثقافة جميلة بها كثير من الأمور الإيجابية والمثيرة".
ويأمل هيثويسين أن يتلقف المنتجون ووسائل الإعلام في الغرب موسيقى المهرجانات، لتقديم صوت جديد للعالم العربي.
ونشرت "جبهة تحرير القاهرة" التي تتألف من هيثويسين، ويانيك فيرهوفن (22 عاما)، ويوب شميتس (23 عاما)، ألبومها التاسع من أغاني المهرجانات من خلال موقع "ساوند كلاود" لتبادل الموسيقى، وأعلنت في الآونة الأخيرة مواعيد خمس جولات تعتزم القيام بها في أماكن في شتى أنحاء هولندا، وقدم الثلاثي عروضا كذلك في بلجيكا، وهم فخرون بأنهم يضيفون من عندهم مزيدا من خفة الظل إلى الموسيقى.
ونادرا ما يتعلق هذا النوع من الموسيقى بالسياسة، بل تبحث الأغاني في أغلبها الحياة اليومية لأبناء الطبقة العاملة. ومن بين الأغاني التي نالت شهرة في مصر واحدة عنوانها "الشعب يريد كارت بخمسة جنيه".
ويرتدي أفراد الفريق أثناء عروضهم ملابس عربية تقليدية، ويعرضون لقطات لوقائع ثورتي 25 يناير و30 يونيو، لدفع الجمهور إلى إبداء رد فعله.
وقال هيثويسن إن الجمهور عادة ما ينقسم مناصفة في إبداء إعجابه بالمادة التي يقدمونها، وهذا جيد في رأيه. وأضاف أنه يعلم فنانين غير مصريين آخرين، أحدهما في كوبنهاجن والثاني في نيويورك، يستعملان موسيقى "المهرجانات" من الإنترنت، وبات لهما جمهور حتى في مصر نفسها.
وأضاف: "سألني ناس من مصر أين يمكن أن يجدوا الموسيقى، وما إذا كان بمقدوري أن أضعها على موقع (ساوند كلاود)".