كتب : أحمد منعم منذ 15 دقيقة
منصب استثنائى، لرجل دولة لا يستخدم سلطاته، إلا فى أضيق الظروف وأندر الحدود.. لقب يحتفظ به رئيس الجمهورية، أو من يحل محله، ورغم السلطات الاستثنائية المخولة لصاحب ذلك المنصب فإنها لا تشترط أن يحمل صاحبها رتبة فى الجيش أو أن يكون ذا خلفية عسكرية. من بين سلطاته الممتدة سلطته فى إصدار الأوامر بنزول القوات المسلحة إلى الشوارع والميادين، سلطة مارسها فى السابق رؤساء جمهورية سابقون فى ظروف خاصة واحتواء أحداث مختلفة بين الثورات والانتفاضات وموجات البلطجة، فكان الرئيس محمد نجيب، أول رئيس للجمهورية، هو الحاكم العسكرى الأول للبلاد فى عام 1952، وفى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك أمر «مبارك»، بوصفه الحاكم العسكرى، بإنزال الجيش لاحتواء الأزمة التى بدأت فى التفاقم يوم الثامن والعشرين من يناير 2011 الذى عُرف إعلامياً بـ«جمعة الغصب». صحف التاسع والعشرين من يناير 2011 تصدرتها مانشيتات «نزول الجيش إلى الشوارع والميادين» بأمر من الحاكم العسكرى حسنى مبارك آنذاك فظهر صاحب المنصب واستخدم سلطاته بعد سنين طويلة توارى فيها فى الظل؛ إذ كانت الأمور فى مصر لا تحتاج إلى إجراءات استثنائية يتخذها صاحب ذلك المنصب الاستثنائى.
من سلطاته وسلطات نائبه الذى غالباً ما يكون هو رئيس الوزراء وضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية، هذا تماماً ما حدث خلال الساعات الأخيرة بمصر؛ حيث أصدر رئيس الوزراء حازم الببلاوى قرارا بوضع الرئيس الأسبق حسنى مبارك تحت الإقامة الجبرية.
القرار تبعته موجة من التعليقات منها المؤيد لوضع «مبارك» تحت الإقامة الجبرية بعدما أُخلى سبيله فى قضايا على ذمتها، ومنهم المعارض الذى لا يرى ضرورة للخبر، ومنهم من تطرق إلى صاحب القرار نفسه «نائب الحاكم العسكرى» للتلميح أن فى مصر شبهة «حُكم عسكرى» كما فعلت الناشطة اليمنية توكل كرمان.
يتولى رئيس الجمهورية منصب الحاكم العسكرى لمصر خلال فترة توليه الرئاسة، ووفقاً لذلك المنصب يجوز له اتخاذ إجراءات من بينها فرض حظر التجول، وإعطاء الأوامر للجيش بالنزول إلى الشوارع وتعطيل بعض مواد الدستور، ووضع أشخاص تحت الإقامة الجبرية، وفى مصر أكثر من حاكم عسكرى بمحافظات وأقاليم مختلفة، منها بورسعيد، وحتى الأقاليم التى لا تتبع مصر وفقاً للحدود الجغرافية كقطاع غزة. كثير من المحللين لم يروا فى وجود الحاكم العسكرى شبهة لوجود حكم عسكرى، معللين ذلك بوجود حاكم عسكرى لمصر خلال فترة حكم الإخوان المسلمين، وهو الرئيس السابق محمد مرسى نفسه، وكذلك وجود حكام عسكريين فى أقاليم مصر المختلفة دون أن ينعت أحد مصر بالدولة العسكرية.