عندما یخسر فریق في كرة القدم یبدأ مشجعوه بالتبریر عبر إطلاق التكهنات والإشاعات بأن هذا الفریق تعرَّض لمحاولة تزویر، وأن الحكم متواطئ مع الفریق المنافس، وأن هناك عوامل حصلت من تحت الطاولة لإزاحة هذا الفریق أو ذاك، وغیرها من تخرصات غیر حقیقیة، لا تخدم الریاضة، بل تُسهم في تدمیرها، وربما تشویه سمعة البلد في المجال الرياضي.
قبل أن نتحدث عن عشوائیة الجماهیر لنتحدث بصراحة عمن یطلق هذه الزوبعات الإعلامیة في الشارع الریاضي، ویؤججها.. إنهم بالتأكید محللو القنوات الذین یرید معظمهم كسب أكبر عدد من المتابعین، وتحقیق مصالح شخصیة. وكلنا یعلم ماذا یعني عدد كبیر من المتابعین؟ إنه يعني زیادة كبیرة في الدخل، يعني إعلانات، يعني هدایا لكي یتحدث هذا الممتلئ بالمتابعین عن بعض المنتجات على سبیل الدعایة، وغیرها من مزایا یتحصلون علیها.. وفي النهایة تأجیج الشارع الریاضي، واحتقانه، وبث الكُره بین الأصدقاء والأقارب على مواضیع لا تستحق ذلك.
إذا كانت هناك غرامات على اللاعبین والإداریین في الأندیة على كل تصریح یتم الحدیث عنه، ویسبب زوبعة، أو یثیر جدلاً غیر محمود، أو يتطاول على أحد اللاعبین ومسؤولي الأندية.. فلماذا لا یتم وضع غرامات مماثلة على المحللین للحد من هذه التجاوزات التي تحدث داخل القنوات الفضائية؛ لنستطیع ضبط هذا الانفلات الإعلامي داخل تلك الوسائل الإعلامیة؛ لأن المحلل إذا أدرك أن هناك غرامة ستطوله لن یتحدث بكلام مثیر أو غیر منضبط.
أطلقنا علیها إشاعات؛ لأنها في الغالب إشاعات، ولا تمت للحقیقة بصلة، وتُسهم في تأجیج الشارع الریاضي وتأزیمه؛ وهو ما یستوجب تدخلاً من وزارة الریاضة.
أعتقد أن تطبیق الغرامات هو الطریق المناسب للحد من عنتريات بعض المحللین.عبدالرحمن المرشد