لا تبشر بدايات الموسم الرياضي في السعودية بأي منافسة قريبة أو بعيدة لفريق النصر الأول لكرة القدم، الذي بدأ منافسات دوري المحترفين مسالمًا وديعًا أكثر من اللازم؛ يرضى بالهزائم، ويسعد بالتعادل، دون أن يكون لديه رغبة لتغيير واقعه واستعادة عافيته.
لا أدرى لماذا تملكني شعور مخيف، يبعث على القلق وعدم الراحة، وأنا أتابع فريق النصر هذا العام، يتنازل ـ طوعًا ـ عن مكانته العالية راضيًا بالقاع؛ فمنذ سنوات طويلة جدًّا لم أرَ "العالمي" في هذا المشهد، فريق ضائع متهالك، يلعب بعشوائية وارتجالية. هذا المشهد يختلف تمامًا عن مشهد الموسم الماضي، الذي قدّم فيه الفريق مستويات جيدة، وتخطى دور المجموعات بنجاح بعد تصدُّر المجموعة، ووصل لمباراة نصف النهائي قبل أن يخسر بركلات الترجيح.
حادثتُ نفسي كثيرًا عن أسباب تراجع النصر، وسبب ظهوره بهذا المستوى، ووجدت نفسي أعيد مشاهدة مباراته الثلاث الأولى في الدوري. لا أبالغ إذا أكدت أنني كنت أشاهد أشباح لاعبين، يرتدون قمصان النصر، ولكنهم فاقدون للعطاء، ولا يملكون من العزيمة شيئًا. لم أصدق نفسي وأنا أرى "العالمي" يسقط في أفخاخ الهزيمة واحدًا تلو الآخر، بداية من مباراته أمام الفتح، مرورًا بالتعاون، وليس انتهاء بفقدان نقاط الديربي أمام الشباب.
أردد بعلو الصوت: النصر اليوم في خطر حقيقي، ومسلسل تراجعه لم ينتهِ بعد، وإذا كان الفريق قد فاز على القادسية في مباراته الرابعة فهذا لا يمنح الثقة للاعبيه، الذين لم ينالوا قسطًا من الراحة عقب انتهاء منافسات الموسم الماضي في سبتمبر الماضي.
ومن حظ النصر العاثر هذا الموسم أن يجتاحه فيروس كورونا بعد مباراة التعاون. هذا أعتبره خطأ إداريًّا، نتيجته أن تمرح العدوى وتسرح كيفما تشاء في النادي، وتصل إلى سبعة من لاعبيه وإدارييه، وتصل بسهولة إلى المدرب نفسه.
أستطيع أن أؤكد أن إدارة النادي تتحمل كل تبعات هذه الخسائر؛ ويجب أن تُسأل عن أسباب ذلك. ولن يكون الجهاز الفني بقيادة البرتغالي روي فيتوريا في منأى عن المسؤولية؛ إذ أرى أنه قصّر في أداء واجباته الفنية؛ ما أسفر عن فريق متهالك ضعيف، ليس له صلة بالنصر. هؤلاء جميعًا أوصلوا "العالمي" إلى هذا المستوى، وجعلوا منه فريقًا درجة ثالثة، يُهدي النقاط للفرق الأخرى بلا حساب. وأقل ما يمكن عمله اليوم أن تعلن إدارة النادي والجهاز الفني والإداري استقالتهم الجماعية؛ لأن بقاءهم أكثر من ذلك يعني مزيدًا من السقوط والتراجع. وهذا لا يتمناه أي نصراوي غيور على سمعة فريقه.